الإثنين، 10 مايو 2021 - 01:04 م

حين تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب المساجد: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.. المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".. والمسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس لعبادة الله الواحد الأحد، هو أعظم مسجد للمسلمين، فالصلاة فيها تعادل أجر مئة صلاة في أي مسجد آخر، لكن ما تعرض له الحرم المكي عام 1979 كان أمرًا غريبًا.

تبدأ قصة حادث الحرم المكي في فجر يوم 20 نوفمبر عام 1979 دخول نعوش إلى الحرم المكي حتى يصلي عليها المسلمون صلاة الجنازة، وبدأ المصلون في أداء صلاة الفجر بالحرم المكي وفور انتهائهم من الصلاة فوجئوا بتجمع ما يقارب من 200 شخص حول النعوش وفتحها وإخراج ما بها.

وتبين أن بداخل هذه النعوش أسلحة سرعان ما تم توزيعها على بعضهم البعض وكان قائدهم يدعى (جهيمان العتيبي)، وسرعان ما أغلقوا أبواب الحرم المكي وفشل العديد من المصلين والمعتمرين من الفرار.

اقرأ أيضًا | قانون تاريخي| إذا توفي الرجل.. الزوجة ترث وظيفته وثروته

صعد جهيمان إلى المنبر وخطب معلنا عن ظهور المهدي المنتظر وهو "محمد بن عبدالله القحطاني"، وطالب كل الموجودين في الساحة بمبايعته واضطروا الحاضرين في الساحة إلى مبايعته تحت تهديد السلاح.

وحاول القوات السعودية حل هذا الاقتحام دون استخدام العنف إلا أنهم فشلوا لأن جماعة "جهيمان" استخدموا ضدهم العنف والقوة،  فتم إصدار فتوى من عدد من كبار العلماء باستخدام الأسلحة في الحرم المكي حتى يسيطروا على الوضع.

وتم التعامل معهم واستخدموا الأسلحة وتم السيطرة على الحرم إلا أن الجهيمان واتباعه تحصنوا في الغرف المتواجدة تحت الأرض ودهنوا وجوههم بنوع من الطلاء حتى يمنع رؤيتهم في الظلام وساعد ذلك في اخفاء تحركاتهم في قبو المسجد الحرام.

وبالفعل تمت محاصرتهم واستخدام الغازات واستسلم "جهيمان العتيبي" واتباعه بعد 15 يوما من الحصار وتم القبض عليه وبعض اتباعه وتم قتل "محمد بن عبدالله القحطاني"، كما تم إعدام العتيبي واتباعه في 9 يناير 1980.

مجلة أخر ساعة بدورها وفي 5 يناير 1980 نشرت التقرير الهندسي عن سلامة المسجد الحرام، والذي أعده المهندس المصري "محمد هلال" أحد خبراء الخرسانة المسلحة بعد عودته من السعودية.

وجاء في التقرير الرسمي الذي قدمه إلى الحكومة السعودية أن حادث الاعتداء أثر على بعض أجزاء وحدث فيها تصدع ويمكن إصلاحها وإعادتها إلى حالتها الطبيعية كما كانت.

كما أكد أن جميع التلفيات تتركز على أعمال البياض والكسوة الشريفة وأنه حدث تصدع ببعض أعمال الخرسانة المسلحة أدى إلى انهيار بعضها ولكن يمكن إصلاحها موضعيا وإعادة صبها بعد إزالة الأجزاء التي ظهر بها شروخ، وبعض الثقوب بحوائط وشرفات المآذن وتصدع بعض الأعمدة يمكن معالجتها بسهولة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم