الطاووس
الطاووس


الحلقة 28 من «الطاووس» تتصدر مؤشر جوجل بعد وفاة أمنية

أحمد السنوسي

الإثنين، 10 مايو 2021 - 02:13 م

تصدرت الحلقة الـ 28 من مسلسل "الطاووس" تريند مؤشر البحث جوجل، خاصة بعدما توفيت أمينة الشخصية التي تجسد شخصيتها الفنانة "سهر الصايغ" بطلة مسلسل "الطاووس".

وأقام كمال الإسطول الشخصية التي يقدمها النجم جمال سليمان، عزاء لها، بعد قيام زين المتهم الأول بقضية اغتصابها بقتلها في حادث سيارة وذلك انتقاما منها على إقامة دعوى قضائية وفضحهم أمام الرأي العام.

أثارت الحلقة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، خاصة أن أمينة كانت تركز للبراءة وإحلام البسطاء، وبموتها ضاعت كل أحلام البراءة و تشتت أحاسيس الطمأنينه والامان وانهمرت دموع اليأس على روحٍ هامت في السماء بدون ذنب ارتكبته حيث كانت هذه الفتاة المسكينة  تحلم بحياة بسيطة كلها حب وحنان وعطف وأمن واستقرار... مطالب بسيطة لاى فتاة فى عمرها لم تفق الحد الادنى للخيال!!!

ونجح المخرج رؤوف عبد العزيز في إيصال الفكرة الى المتفرج، فعلاوة على إقتناعه بفكرة المسلسل الجريئة، وهذا بالطبع يمثل شجاعة إجتماعية تحسب له كمخرج، فقد أظهر إيمانه وتبنيه لهذه الفكرة بوسائله الفنية التي حققت إستفزازية المتفرج وتعاطفه مع شخصية امينة، ولا يمكن نكران ذلك الجهد الفني المبذول من المخرج في التعبير بالصورة وطرق تنظيم وبناء المشاهد والإحتفاظ بالنبض المتدفق والإيقاع السريع واللاهث للمسلسل ولقد نجح رؤوف في الموازنة بدقة بين الإيقاع الفنى الدرامى للمسلسل، وبين إيقاعه كفكرة تحمل فى طياتها اهدافا فكرية و إجتماعية وانسانية.

وامتدت عملية استدعاءات استلهام الفكرة على مستوى الواقعية الاجتماعية و الميلودراما النفسية في المسلسل ، بدون أي تجميل أو رتوش، في أقوى تجسيد درامى لخلق عوالم موازية عن جريمة الاغتصاب وبشاعتها، ونقلنا لنعيش حياة واقعية اخرى نسمع عنها ولكن لم نراها.

إن الإيمان بأن هناك طبيعة بشرية وأن البشر ليسوا مجرد نتاج بيئاتهم، هو فرضية ضرورية أخلاقيا ونظريا لمن يؤمن بإمكان وجود نظام اجتماعي آخر ومن خلال الأحداث تبرز لنا قدرة المخرج رؤوف عبد العزيز، فى تقديم جزء هام من الواقع المعاش والاقتراب منه كثيرا من خلال معالجة درامية بصرية لهذا الواقع بشكل إنساني صادق حيث لا يقدم لنا النقد الاجتماعي علي شكل مواعظ ونصائح مباشرة ، وإنما يطرحه من خلال الحدث الناتج عن اغتصاب امنية في إثارة وإنارة منه للراى العام بشكل متناسق وشيق من الصدق الفني والانسانى مما يعطى مدلول عن رمزية الجانب النفسى عن سلوكيات متناقضة فى الواقع المعاش عندما تصطدم امنية كنموذج للفتاه البسيطة بقيم مغايرة لقيم الطهر والبراءة فى مجتمع مشوه فى واقع غريب و متغير.

و تتحدد الرؤية الإخراجية فى المسلسل من خلال معادلة درامية شديدة الدقة بنوع من التوقع من المخرج خلال التصوير بتصور عام مسبق واضح للعمل، يتضح بمعرفتة المسبقة لما سيحتفظ به، وما سيتخلى عنه، والكيفية التي ينتقل بها من لقطة إلى أخرى ، وصياغة القصة مع التعبير عن وجهة نظره للسرد البصرى بشكل تقنى دقيق فى فرد المواد المصورة بانسيابية شديدة ووضوح و صياغة نسيج فنى معبر دراميا مع تتطور الاحداث باستخدام ادواته الفنية وحرفيته كمخرج ومدير تصوير مثل حركة الكاميرا ، و عمق التفاصيل المصورة و زوايا التصوير المبتكرة ، والاضاءة المعبرة والمونتاج االسريع المتدفق والاداء الحركى والتمثيلى وتعبيرات الوجه للممثلين كانت ممتازة ،والموسيقى الرائعة جداً لخالد حماد ، التى استطاعت أن تعمق الكادر مع وجود تناغم واضح للعناصر الفنية مع بعضها فى عملية لها دلالة عن التعبير الدرامى الدقيق فى نقل نص السيناريو بحرفية إلى الشاشة.

وقدمت سهر الصايغ واحدا من اجمل أدوارها فى المسلسلات الدرامية  ، حيث أمسكت بكل خيوط الشخصية باقتدار و بعنايه وتحضير ممتاز سواء للشكل الخارجى والمظهر العام للشخصية او الداخلى بقدرتها على التعبير عن الانكسار النفسى الداخلى للفتاه المغتصبة طوال الاحداث بشكل متغير مع المواقف وايصاله للمتفرج بشكل سلس وتلقائى و اقتربت كثيرا جدا من شكل وروح الشخصية من خلال انفعالاتها وتعبيراتها الصادقة ،اما عن النجم جمال سليمان فلا حديث عليه لانه حقيقي مبدع اينما كان قدم دور المحامى ببراعة و بشكل مبهر وحيوية فى الاداء والاتقان التام لتفاصيل الشخصية، اما عابد عنانى فقد نجح في أن يثبت قدراته وتميزه على ان يصبح من نجوم الدراما المصرية واظهر قدرتة وموهبة فائقة فى تجسيد الشخصية ووظف كل انفعالاته وملامحه لأداء شخصية الشاب العابث بشكل مبهر وصادق.

ان التركيب الدرامى لمشهد وفاة امنية رغم عدم نهاية الحلقات موظف بشكل جيد جدا داخل الاطار العام لمنطقية الاحداث الشبه ثابتة مع المنطقية الدرامية للسيناريو وبيان حقيقة البناء الداخلي للمشهد يطرح العديد من التساؤلات والمزيد من الاثارة والتشويق فالجريمة لم تهز الراى العام فحسب، فقط بل هزت المشاعر الإنسانية كلها وجعلت الجمهور يتعاطف مع البطلة التى ماتت بعد معاناة بدون ان تاخذ حقها امام العدالة والمجتمع وجعل ذلك المشهد الجميع يتسائلون عن مصير الجناة بعد موتها و منتظرين قرار المحكمة العاجل فى تحقيق العدالة ونجح رؤوف عبد العزيز فى جذب المشاهدين اكثر لاهمية الموضوع بادواته الفنية وقيادته الحكيمة للعمل بحس فنى واعى للمجتمع الذى يعيش فيه والقضية التى يدافع عنها.

مسلسل "الطاووس" بطولة جمال سليمان، سميحة أيوب، سهر الصايغ، هبة عبدالغني، رانيا محمود ياسين، أحمد فؤاد سليم، هالة فاخر، خالد عليش، يوسف الأسدي، حليم، مها نصار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة