على جمعة
على جمعة


على جمعة: الحياء خلق الإسلام ومانع المعاصي ويحول بين المرء والقبائح

الأخبار

الإثنين، 10 مايو 2021 - 11:05 م

الحياء فى خصال البشر نوعان، نوع مكتسب، ونوع غريزي، وقد جمع النبى ﷺ بينهما فى أخلاقه وسلوكه، قال القرطبى : «وكان النبى ﷺ قد جمع له النوعان من الحياء : المكتسب والغريزي. وكان فى الغريزى أشد حياء من العذراء فى خدرها.

وكان فى المكتسب فى الذروة العليا ﷺ »، ولذا فقد وصفه أصحابه رضوان الله عليهم فقالوا : «كان النبى ﷺ : أشد حياء من العذراء فى خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه فى وجهه».

وقد حث النبى ﷺ على الحياء ورغب فيه، وحفز المؤمنين على التخلق به وأعلمهم أن هذه الصفة هى من صفات الله سبحانه وتعالى على ما يليق به جل وعلا، فقد روى سلمان عن رسول الله ﷺ قال : «إن الله حيى كريم يستحيى إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين».


والحياء هو من الأخلاق التى تميز الإسلام وأهله، ولذا يقول عنه النبى ﷺ : «إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء».

وأخبر النبى ﷺ أن الحياء جزء من الإيمان، وأن نقيضه وهو الفحش جزء من الجفاء، وأن الحياء فى الجنة فقال : «الحياء من الإيمان، والإيمان فى الجنة، والبذاءة من الجفاء والجفاء فى النار».وخصه ﷺ بالذكر ضمن شعب الإيمان بعد ذكر أعلى الشعب وأدناها، وذلك لبيان مكانته، فقال : «الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».

جعله رسول الله ﷺ قرين الإيمان، فى قلب المسلم، وفى نزعهما من قلبه، فقال ﷺ : «الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر».. وقد ورد أن النبى ﷺ مر على رجل يعظ أخاه فى الحياء، فقال له ﷺ: «دعه فإن الحياء من الإيمان».


ويعلمنا النبى ﷺ كيف نطبق خلق الحياء مع الله سبحانه وتعالى، فيقول «استحيوا من الله حق الحياء». قال : قلنا : إنا نستحيى والحمد لله، قال: ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء».. الحياء كله خير، ولا يأتى إلا بالخير. والذى أخبر بذلك هو الصادق المصدوق ﷺ حيث قال: «الحياء لا يأتى إلا بخير». -متفق عليه- وفى الحديث «الحياء خير كله ولا يأتى إلا بخير».

كل هذه الأحاديث تؤكد على قيمة الحياء العظيمة فى الإسلام، وأن الحياء هو خلق الإسلام حقا؛ لأنه باعث على أفعال الخير ومانع من المعاصي، ويحول بين المرء والقبائح، ويمنعه مما يعاب به ويذم، فإذا كان هذا أثره فلا شك أنه خلق محمود، لا ينتج إلا خيرا.
 د.على جمعة
عضو هيئة كبار العلماء

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة