محاجر جبل السلسلة
محاجر جبل السلسلة


أسرار «جبل السلسلة».. مصدر الحجر الرملي لمعابد ومقابر مصر القديمة

شيرين الكردي

الثلاثاء، 11 مايو 2021 - 09:23 ص

من هذا الموقع خرج الحجر الرملى الذى استخدم فى بناء المعابد والمقابر فى مصر القديمة من بدايات عصر الأسرة الفرعونية الـ 18 واستمر استخدامها إلى العصور الحديثة وهذا ما أعدته المرشدة السياحية ميرنا محمد من دراسة أشارت إلى حقيقة التسمية وامتداد المحاجر ونقوش الملوك.

قالت ميرنا محمد المرشدة السياحية بين الغردقة والأقصر وأسوان والقاهرة إن الاسم المصرى القديم لجبل السلسلة هو "خنو" أو "خنى"، ويبدو واضحًا مكتوبًا على صخور المنطقة وخاصة المدخل الرئيسى الأوسط لمقصورة الملك "حور محب"، وترجم هذا الاسم فى اللغة القبطية إلى "الحاجز" وتحور إلى "خلخل" وهو الذى يعنى الحاجز أو السور الحجرى، وفى العصر الرومانى تحور الاسم إلى "سِلسل " .

اقرأ أيضا| «معبد سيتي الأول».. إبداع فرعوني بأبيدوس

وتضيف ميرنا محمد بأن هذه المحاجر غنية جدًا بالحجر الرملي على جانبي نهر النيل بطول حوالي كيلومترين من الشمال إلى الجنوب بمنطقة جبل السلسلة عـلى بعد 20 كيلومتر شمال مدينة كوم أمبو، 62 كيلومتر شمال مدينة أسوان.

وعلى مر العصور، كانت الأحجار تُنقل على متن السفن عبر نهر النيل من المحاجر جنوبًا إلى المعابد والمقابر وكان يتم تقطيع بلوكات من الحجر الرملى لتصنيع التماثيل، لذلك كانت تعتبر من أجود أنواع المحاجر، كما أنه يوجد بعض القطع الحجرية داخل محاجر السلسلة منذ العهد القديم لم يتم نقلها حتى الآن.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار على هذه الدراسة موضحًا أن جبال السلسلة تعتبر بمثابة الورشة الفنية لهم والتى شيدت منها جميع المنشآت الدينية.

محاجر جبل السلسلة

منذ الأسرة الثامنة عشر وحتى عصور مصر اليونانية والرومانية ، وكان العمل فى المحاجر عملًا موسميًا حيث يتم ارسال بعثات علمية لاستكشاف المحجر و العمل به لموسم محدد وفى معظم الأحيان تترك البعثة العلمية نقوشًا تحوى اسم الملك الذى قام بارسال البعثة و تاريخها وأحيانًا اسم قائدها و تلك هى الأدلة الأركيولوجية التي استطاع الأثريون عن طريقها التأريخ للمحاجر فى مصر.

وينوه الدكتور ريحان إلى نقوش بجبل السلسلة تدل على أسماء الملوك الذين قطعوا منها الحجارة لاستخدامها فى تشييد صروحهم المعمارية مثل الملكة حتشبسوت و الملك سيتى الأول والملك رمسيس الثانى وابنه مرنبتاح، وأيضًا الملك "حور – محب" و الذى أنشأ بها معبدًا.

ولفت إلى أن محاجر أسوان هى الأفضل لاستخراج الجرانيت بأنواعه الثلاثة (الوردى والأسود والرمادى)، أمّا محاجر طره فقد قدمت لمصر أفضل أنواع الحجر الجيرى الذى استخدم فى بناء أهرامات الجيزة، ولا تزال محاجر أسوان تحتفظ بالمسلة الناقصة وبها آثار الأدوات المستخدمة فى قطع الجرانيت وقد احتفظ المحجر بخرطوش الملكة حتشبسوت والذى استدل منه العلماء على أنها هى التى أرسلت البعثة العلمية لقطع هذه المسلة و التى تعرضت للشرخ أثناء العمل.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة