خالد محمود يكتب 3 ظواهر في دراما 2021
3 ظواهر في دراما 2021
طموح الأداء لدى النجوم.. طفرة جديدة في مشوارهم مع التمثيل
الثلاثاء، 11 مايو 2021 - 10:14 ص
خالد محمود يكتب
ظواهر كثيرة تركتها دراما رمضان 2021، فى مقدمتها وضوح المشهد بالنسبة لموقعنا على شاشة الدراما العربية وإلى أى مدى وصلت مكانتنا أمام أنفسنا؟.
كانت الصورة شديدة الشفافية على الساحة هذا العام، حجم الإنتاج، شكل الأعمال، وتنوعها، نظرة النجوم لأنفسهم ورغبة الكثير منهم في إحداث طفرة كبيرة فى مشواره مع التمثيل فى الأعمال الجديدة، وتغيير فى منهج فكره، بينما البعض الآخر متمسك بمبدأ ا محلك سر.
واقع الأمر أن إيجابيات هذا الموسم كثيرة، رغم بعض الظواهر السلبية لكنها لا تمثل عثرة فى سبيل الرؤية الجديدة التى تشهدها الدراما المصرية وبريقها الملموس والذى أشعر أن وراءه إرادة حقيقية.
فى مقدمة هذه الايجابيات التفاف صناع الدراما بشكل يدعو للأمل حول الأعمال الوطنية وحماس الجمهور لمشاهدتها دون كلل، أو أفكار مسبقة تجاهها، وهى الخطوة التى لا يجوز التخلى عنها والتراجع مرة أخرى، نعم مهد مسلسل االاختيار فى جزئه الاول الطريق العام الماضى وكان لنجاحه الجماهيرى على المستوى المحلى و العربى حافزا كبيرا للدراما الوطنية لتعود من جديد، حيث أسس لعلاقة مختلفة بين المشاهد والعمل الدرامي الوطنى إذ إن التوعية الوطنية عندما تقدم في صورة درامية بحرفية فنية كبيرة يمكن أن تصل للجمهور بمختلف الشرائح والثقافات، وهو ما فعله هذا المسلسل، لتصبح الدراما الوطنية من أهم عناصر السباق الرمضاني، بجانب مسلسلات الأكشن والإثارة والكوميديا، مثل ا الاختيار 2 رجال الظلب، الذى يبقى وثيقة درامية اجتماعية وتاريخية مهمة كشفت الكثير من المستور على مستوى الأحداث والمحتوى والذى تحمله أبطالنا فى مواجهة مخططات كثيرة، وايضا وقفت عند رؤى فنية مدهشة وجاذبة فى كل المفردات، وتحمل الجميع الرهان فى سبيل امتاعنا وتحفيز فكرنا وبالطبع فى مقدمتهم بيتر ميمى وهانى سرحان.
وكذلك االقاهرة كابولب الذى منح الموسم مذاقا خاصا، بسبب مشاركة الثلاثي طارق لطفي وفتحي عبدالوهاب وخالد الصاوي، وعرض كيف تحول شخص عادى إلى قيادى إرهابي يحمل بالعلاقة والإثارة، ولديه معتقدات تكفيرية ودموية تجاه المجتمعات وحتى لأقرب الناس اليه، وهذا العمل نقل الدراما المصرية إلى نقطة أخرى، وبخاصة أن من كتبه عبدالرحيم كمال، ففي هذا المسلسل رأينا القاهرة في التسعينيات وتشريح لظاهرة الإرهاب التي لم تكن جزءًا أصيلا في المجتمع المصري والعربى، وقد رسم السيناريو برغم بعض المباشرة والخروج عن السياق الدرامى، الشخصيات بتنوع لافت ومهد لها، ماضيها وحاضرها ومستقبلها بشكل فنى كبير كان للمخرج حسام على بصمته المميزة.
أيضا مسلسل ا هجمة مرتدة ب الذى وضع بلغته البصرية الثرية وكادراته الخارجية المدهشة، وسيناريو زكى ومثير وجذاب دراما الجاسوسية المصرية فى مصاف الروح العالمية التى كنا ننشدها لمثل تلك الأعمال، وخاصة فى النصف الثانى من الحلقات، وقدم الثنائى المؤلف باهر دويدار والمخرج علاء الديب عملا مميزا.
لتطور الكبير فى أداء كثير من أسماء الفنانين كان من أهم مظاهر هذا الموسم، وهى النقطة التى تحسب بشكل حقيقيى لخيارات المخرجين وتأكيد جهة الإنتاج على هذا الاختيار، بالقطع كان الأداء لافت للنظر فى مسلسلات مثل االاختيار 2ب، و العبة نيوتنب، وبالقاهرة كابولب، وانجيب زاهي زركشب، وبهجمة مرتدة، واخلي بالك من زيزي، وابين السما والأرض التى بها اجتهاد كبير من صناعها لتخرج بشكل جيد،
بالنسبة للممثلين كان هناك حالة مزاجية خاصة ومختلفة للفنان يحيى الفخراني، وقدم دورا مليئا بالدراما الجديدة فى أسلوب رشيق قليل الصخب ليكون انجيب زاهى زركشب واحد من أفضل أدواره فى تاريخه خاصة وأنه ذو طابع فلسفى عميق ولطيف فى آن واحد.
وهذا يحدث بشكل نادر فى الدراما المصرية، ولن يجرؤ على التفكير فى هذا الدور سوى الفخرانى، وبمناسبة انجيب زركشب، لفت نظري جدًا أداء محمد محمود في دور طريف، وأرى أن مخرج العمل شادى الفخرانى لديه شجاعة كبيرة لترشيح محمد محمود لهذا الدور، وقد أجاد بالفعل ونجح به.
أيضا كانت منى زكى من النجمات اللاتى انتقلن الى مكانة أخرى فى الأداء بمسلسل العبة نيوتنب ونجحت فى مضاهاة نجمات عالميات أعشقهن مثل سوزان هوارد وميرل ستريب وماريون كوتيار، فى الوصول بعمق الشخصية الى بر الأمان لتخترق وجدان الجمهور وكان فى كل حلقة ماستر سين لها دون مبالغة وتذكروا معى سير الحلقات منذ بداية السفر للولايات المتحدة، طوال الوقت لم تصادم منى زكى المشاهدين بل تأخذهم معها فى رحلة وجود وابداع.
وهنا يجب أن أشير إلى الإعجاب بفكرة العمل الرئيسة بجانب العناصر الأساسية مثل الإخراج، وطاقم العمل، وحتى أماكن ومواقع التصوير وهى نقطة تحسب لمخرج طموح مثل تامر محسن.
أيضا يأتى على قائمة النجوم الذين برزوا فى تطور الأداء كريم عبدالعزيز الذى قدم واحد من أفضل الأدوار فى تاريخه، ثبات ورسوخ ومنطق ومنهج ورؤية فكر جسد بها شخصية ضابط الأمن الوطنى الذى يحمل على عاتقه حماية وطن كامل بالفكر والمواجهة وهو ما منح الشخصية سر ابداعها، كريم عبدالعزيز أصبح فى منطقة أخرى فى فن الأداء، عالمى بحق ولن أقارنه بنجوم أعشق أدائهم بحق مثل براد بيت وتوم كروز وباتشينو الشاب، لأننى أراه يسير بجوارهم.
ومن النجوم أيضا الذين كانوا أكثر حرفية وحرية فى الأداء العالى أحمد عز الشاب الذى يقوم ببعض المهام المخابراتية، أداء ملئ بالثقة والتفرد وأعتقد أن عز ممهد الآن
للمشاركة فى بطولة أفلام ومسلسلات عالمية لغة التمثيل عنده وصلت لاعلى درجاتها.
وأحمد مكي الذي خرج عن عباءته الشهيرة باللون الكوميدي وقدم شخصية مختلفة عنه، دور ضابط مكافحة الارهاب ثم الأمن الوطنى ونجح بحق وكشفت الشخصية بمواقفها الإنسانية والشجاعة والمركبة فى أن تبرز وجه آخر جديد لمكى ربما ستغير من مسار رحلته وتفكيره خلال السنوات القادمة.
وكذلك كشفت دراما 2021 بروز طموح التطور لدى طارق لطفي، وياسر جلال وحنان مطاوع التى اعتبرها واحدة من نجوم الأداء، واياد نصار ورياض الخولى ونبيل الحلفاوى ومحمد فراج، وأسماء ابو اليزيد وبشرى وفتحى عبدالوهاب
وثنائى ا الطاووس جمال سليمان وسهر الصايغ، وصبرى فواز الذى غير الصورة التقليدية عن أبناء الباشوات، فى مسلسل موسى بمعنى أن صبري فواز غني ويمتلك ثروات كبيرة، ولكن في نفس الوقت غير شرير، والكل يحبه، لأنه إنسان جيد، ويدافع عن الطليان، وفي نفس الوقت يصنع العطور، شخصية مركبة ومليئة بالتفاصيل الدقيقة.
أما بالنسبة للمخرجين المتميزين، الذين باتت نظرتهم أكثر احترافية، فالطبع منهم شادي الفخراني لتقديمه مسلسل انجيب زاهي زركشب، وحسام علي لتقديمه االقاهرة كابولب، ومحمد سلامة فى مسلسل موسي المميز ، وأحمد علاء الديب فى هجمة مرتدة وبيترميمى بـاالاختيار 2.
كما برز من المؤلفين وكتاب السيناريو هانى سرحان، وناصر عبد الرحمن، وعبدالرحيم كمال وباهر دويدار وكريم الدليل.
وفى النهاية كان الإنتاج الذى انتجت أفكاره المتحدة للخدمات الإعلامية من أهم عناصر التميز فى المشهد الدرامى هذا العام.