حمادة هلال
حمادة هلال : هذه قصتي مع "المداح"
الثلاثاء، 11 مايو 2021 - 10:49 ص
عمر السيد
بين الحين والآخر اعتاد حمادة هلال على الظهور لجمهوره بمفاجأت جديدة،«و«خارج الصندوق»، فهذه سياسته في العمل التي اعتاد عليها، فخرج علينا مؤخرا بعدة تجارب غنائية جديدة حققت نجاحات، واختتمها بمسلسل « المداح» الذي بدأ عرضه مع شهر رمضان ، والذي يصفه حمادة بأنه حلم وتحقق، ويدخل به في عالم الشعوذة والبحث عن الآثار.. في السطور التالية يحدثنا حماده هلال عن كواليس رحلته مع «المداح»، وتفاصيل تجربته مع مدح المصطفى في أغنيته الجديدة «مشتاقين» و«صلوا على رسول الله»..
< بدأ حوارنا بالحديث عن تجربته الجديدة خلال الموسم الرمضاني الحالي مع مسلسل «المداح»، والتي قال عنها: «تجربة جديدة ومختلفة بكل تفاصيلها، خاصة أن فكرة هذا العمل على وجه التحديد، كانت في بالي منذ فترة طويلة، وكنت أحلم بتقديمها قبل حتى أن يكتب العمل من الأساس، فالمسلسل فكرتي وكنت متحمس له وللفكرة بشكل عام منذ سنوات، ولم يحالفني الحظ لتنفيذها قبل ذلك، لذلك أضطررنا لتأجيلها، وأخيرا استطعت تحقيق حلمي، وبصورة أعتقد أنها نالت رضا واستحسان الجمهور..
< لماذا تأخرت في تنفيذ فكرة «المداح» رغم أنك من النجوم المتواجدين بشكل منتظم في الدراما الرمضانية؟
< المشكلة التي كانت واجهتني في تنفيذه كانت وجود منتج يتحمس للفكرة، ويكون لديه قدر من الجرأة لتنيفذها، خاصة أن أغلب المنتجين الذين عرضت عليهم العمل كانوا قلقين من نجاحه، وتجاوب الجمهور معه، خاصة أنها فكرة مختلفة عن السائد مؤخرا.
< ما سر إصرارك على تنفيذه؟
< أولا لأنه فكرتي، لكن ليس هذا هو السبب الوحيد، فإصراري على هذا العمل جاء في المقام الأول نتيجة لحماسي الشديد له، وكان هناك شيء داخلي يحركني باتجاه هذا العمل ويذكرني به بين الحين والآخر طوال السنوات الماضية، لذا حينما وجدت الفرصة والتشجيع المناسب من المخرج أحمد سمير فرج، والمنتج إسلام المرسي، لم أتردد في تقديمه، بالإضافة لذلك فالعمل مختلف، واختلافه ليس فقط لأنني أقدم شخصية جديدة، بل دراميا مختلف عن ما يقدم حاليا.
< كيف قمت بالتحضير لشخصية «صابر»؟
< التحضيرات استمرت لسنوات، تحديدا منذ أن كان لدي حلم تقديمه، إلى أن جاء دور المخرج أحمد سمير فرج، حيث وضعنا سويا التفاصيل والخطوط النهائية للشخصية، حينما عرضت عليه فكرة العمل وأعجب بها، وبدأنا على الفور الاتفاق مع فريق الكتابة، أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف يسري، لصياغته في قالب درامي، وكتابة السيناريو والحوار له، وكل مراحل العمل نفذت في وقت قياسي، حيث أننا لم نبدأ في التصوير إلا قبل شهرين من بدء الموسم الرمضاني.
< هل هذا التحول الشديد والمفاجئ في شخصية «صابر» مبرر دراميا؟
< هذا التحول لم يكن بدون مقدمات، فقد حدثت قبله عدة صدمات وأزمات مر بها «صابر» وكانت فوق قدرته، بداية من صدمته في أهله، ثم صراعه للفوز بحبيبته، وأزمة سجن شقيقته، لذا فالتسلسل الدرامي للأحداث منطقي، وبقدر الصدمات التي تعرض لها، بقدر ما سنرى من مفاجأت في شخصيته، والمفاجأت ستزيد في الحلقات المقبلة.
< كيف تم التعامل مع إشكالية التعمق في تفاصيل أمور محل نقد مثل «فتح المندل» لاستخراج الآثار؟
< قاطعني قائلا: هذا صحيح، لكننا تعاملنا معها من منطلق أنها أعمال شعوذة، لكن هذا لا ينفي وجودها، ولازال هناك من يلجأون لها كحلول لمشكلات تواجههم في حياتهم، أو في محاولة للثراء السريع، لذا تعاملنا معها كأمر واقع داخل المجتمع، رغم الاختلاف عليها.
< مؤخرا ارتبط اسمك بلقب جديد هو «المداح» بسبب المسلسل.. وأيضا تزامن العمل مع طرحك لعملين من فئة الإنشاد.. هل هذا اتجاه فني جديد لك؟
< شرف كبير لي وأعتز به تقديم أعمال في مدح النبي، وسعيد بردود الأفعال حول العمل، وأيضا بـ «اللقب».
< هل طرح أعمال الإنشاد مع مسلسل «المداح» كانت صدفة أم مقصودة؟
< الإنشاد من أفضل التجارب التي قدمتها، خاصة مع طرحهما في رمضان، لكن نجاح الأعمال الثلاثة كان صدفة، فالأغنية أو النشيد الأول - «صلوا على رسول الله» – سجلته قبل تنفيذ مسلسل «المداح» بفترة طويلة، ولم تكن وقتها هناك أي مؤشرات تدل أنني أقدم هذا العمل، لكن بعد أن أنتهيت منه لم تكن الظروف مناسبة لطرحه، وقمنا بتأجيله لمدة عام، أما الأغنية الثانية - «مشتاقين» – قمت بتسجيلها أثناء تصوير «المداح»، ولم أتوقع أننا سنستطيع إنجازها بهذه السرعة.
< على مستوى الغناء العاطفي استطعت مؤخرا العودة لجمهورك بأنماط وقوالب موسيقية جديدة لم تعدها من قبل خارج نطاق المقسوم التقليدي الذي أعتدت تقديمه منذ سنوات مثل تجربتك مع أغنية «آية في الجمال».. لماذا هذا التغيير؟
< قاطعني قائلا: هذا ما كنت أبحث عنه في المقام الأول، فمنذ فترة كانت لدي رغبة في تقديم أغنية بروح وفكرة مختلفة تشبه الحالة التي قدمتها «آية في الجمال»، وبعد بحث وجدت هذه الأغنية وتحمست لتقديمها، لأنني كنت على علم أنها ستحقق النجاح، لذلك حرصنا على تصويرها كفيديو كليب وتقديمها بفكرة مختلفة ونمط جديد لم يعتاده الجمهور في كليباتي السابقة، وذلك بالتعاون مع المخرج عادل سرحان، والذي أجاد التعبير عنها، حتى أن تصويرها كان تجربة منفصلة لها مذاق خاص، وهذه الأغنية تذكرني بتجربتي مع أغنية «أشرب شاي» التي خرجت معها عن حدود المألوف.
< هل كان ذلك بدافع شعورك بالتقصير خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بنشاطك كمطرب؟
< لا أنكر ذلك، فأنا كنت مشغول لسنوات بنشاطي بين السينما والتليفزيون، رغم أن أغلب الأعمال التي قدمتها كانت تتضمن أغنيات، لكنها في النهاية لم تكن بالقدر والمستوى الذي يرضي طموحي كمطرب، لأنها أغنيات محكومة في إطار معين ضمن أحداث الفيلم أو المسلسل الذي قدمت فيه، لذا كنت أشعر معها بعدم القدرة على الإبتكار أو التطرق لأنماط وألوان غنائية مختلفة تشبعني كمطرب، وتؤكد تواجدي على الساحة الغنائية، لذلك حرصت خلال الفترة الماضية على التغيير قدر المستطاع.
< لماذا تسعى وراء هذا التغيير؟
< أسعى لعدة أمور أهمها، تعويض غيابي وتقصيري في نشاطي الغنائي، وأن أعود لعملي الأساسي وعشقي الأول كمطرب، وكلاهما لن يتحقق إلا بالتغيير والسعي وراء كل جديد ومختلف، خاصة على مستوى الموسيقى والألحان، لا سيما أن الساحة الغنائية - المصرية على وجه التحديد - شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، فظهرت أشكال وقوالب موسيقية عديدة جديدة، وأصبح لها جمهور كبير، خاصة من الشباب، وما أتمناه أن يحالفني الحظ خلال الفترة المقبلة لكي أقدم المزيد من التجارب الغنائية المختلفة، لكن في نطاق شخصيتي المعتادة بين الجمهور.
< لماذا تأخر طرح أغنيتك الجديدة «الشرع محللي أربعة»؟
< التجربة جديدة والفكرة مختلفة، لكني غيرت ميعاد طرحها بعد أن وجدت أنه من الهام اجراء بعد التعديلات عليها، خاصة فيما يتعلق بالكلمات، نظرا لحالة الضجة والإعتراضات التي أثيرت فور الإعلان عن الأغنية، واستجابة للاعتراضات والنصائح التي قدمها لي المحيطين - ومنهم رجال دين – قررت تعديل عنوان الأغنية، وبعض كلماتها، وهذا كان السبب الرئيسي لتأجيل طرحها.
< ما تعليقك على ما أثير عن الأغنية فور إعلانك عن طرحها؟
< لا أدري سر هذه الضجة، لكن ما كان يعنيني في الأمر عدم الخروج عن السياق أو النص، خاصة فيما يتعلق بالأمور الدينية، فأنا لم اعتد يوماً على إثارة الجدل في عملي أو حتى فيما يتعلق بتصرفاتي وأفعالي على المستوى الشخصي، وحينما وجدت أن تقديمي لهذه الأغنية سيترتب عليه إثارة الجدل في أمر ديني، تراجعت على الفور.
< ظهرت مؤخرا كوجهة لعدد من الحملات الإعلانية.. لماذا تركيزك على المجال الإعلاني حاليا؟
< التجربة كانت مميزة، وحققت صدى وتجاوب كبير مع الجمهور، أهمها تجربتي مع أغنية «أشرب شاي» التي تم استخدامها في حملة إعلانية لمنتج شاي، بعدها قدمت تجربة مميزة مع واحدة من كبرى شركات الإتصالات، وحصلت على عرضهم بالصدفة دون الخوض في تفاصيل ذلك، خاصة أن بعد إعلان الشاي حصلت على الكثير من العروض الإعلانية ورفضتها لأنني لم يكن لدي نية استكمال العمل في هذا المجال، لكن فكرة الإعلان شجعتني، وخرج بمستوى رائع خاصة أننا قمنا بالتحضير له لـ5 شهور متواصلة.
< اجدت خلال الإعلان في استغلال «الأفيهات» التي أعتدت استخدامها مع جمهور السوشيال ميديا.. كيف تم توظيف الفكرة؟
< أجاب ضاحكا: بالفعل أعتدت منذ فترة على مداعبة جمهوري على حساباتي الشخصية على السوشيال ميديا بتغريدات تحمل «أيفيهات» مثل تلك التي أستخدمتها في الإعلان، وهذا سر نجاح الإعلان، وهذا كان هدفي الرئيسي، فأن لست نجم إعلانات، لكن ما سعيت لتحقيقه هو تقديم حالة وفكرة مختلفة تظل بأذهان الناس ويستمتعون بها.
< هل أصبح العمل بمجال الإعلانات هام وبالقدر الذي يجعل النجاح فيه يضاهي نجاح الفنان في أي عمل فني آخر يقدمه؟
< بالطبع لم يصل لهذا القدر من الأهمية التي تجعله يشبه الأعمال الدرامية أو الغنائية، لكن هذا لا يعني أنه غير هام، فالعمل الإعلاني «سلاح ذو حدين»، فقد يحقق الإعلان نجاح يزيد من شعبيتي وإنتشاري ويدعم أعمالي المقبلة، وقد يفشل الإعلان ويظهر بشكل سيء يؤثر على أعمالي الفنية وتتراجع شعبيتي، لذلك أنا حريص في خطواتي الإعلانية، إلا إذا وجدت الفكرة المختلفة التي تجذبني.
< ما هدفك السينمائي المقبل؟
< لازال يطاردني حلم سينمائي قديم بتقديم الجزء الثاني من فيلم «حلم العمر»، وبدأت فعليا هذه الفترة التحضير له، وأتمنى أن تساعدني الظروف لتحقيق هذا الحلم، وتقديمه بنفس جودة وقيمة الجزء الأول.
< لماذا «حلم العمر» بالتحديد؟
< لعدة أسباب، أهمها إرتباطي بهذا العمل كحال أغلب جمهوري الذين أعجبهم العمل، وتجربتي في هذا الفيلم كانت الأصعب والأكثرا تأثيرا بين كل الأعمال التي قدمتها، وغير العمل حياتي بالكامل لأنني قمت بمجهود كبير في التدريبات التي خضعت لها قبل التصوير لكي أظهر بالشكل الملائم للاعب ملاكمة محترف، بالإضافة للنجاح الذي حققه العمل ومازال يتمتع به حتى الآن.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة