هويدا حمدى
هويدا حمدى


كلام فى السينما

عودة للحياة

الأخبار

الثلاثاء، 11 مايو 2021 - 07:22 م

الشهر القادم يُفتتح مهرجان تريبيكا السينمائى الدولى ليكون أول مهرجان أمريكى يقام واقعيا منذ أكثر من عام أغلقت فيها دور العرض، وألغيت فيها مهرجانات كبرى، أو أقيمت افتراضيا، أكثر من عام عانت صناعة السينما وتجمدت، لكنها تعود اليوم فى أمريكا وأوروبا بعدما تم تطعيم مواطنى تلك الدول بشكل موسع وتراجعت أرقام الإصابات وكادت الوفيات بسبب كوفيد أن تكون صفرا!
عام كامل وأكثر لم تضيعها أباطرة صناعة السينما فى العالم هباء كما يتصور البعض، فقد كانت فرصة لإعادة التنظيم والتحديث، فرصة أيضا لإعادة النظر في قرارات وجمعيات ومهرجانات.
فى مراجعة للمهرجانات ومنظميها سقطت على سبيل المثال رابطة الصحفيين الأجانب بهوليوود التى تنظم الجولدن جلوب، وكانت أحد النماذج الواضحة لفترة الحساب.. منذ الحفل الذى أقيم فى فبراير الماضى ولم يهتم به أحد تقريبا، تواجه الرابطة العريقة قضايا بالجملة مرفوعة من نقاد أجانب، وحملة صحفية تقودها لوس أنجيلوس تايمز تتهمها بالعنصرية والفساد المالى والإدارى، ليشتعل الرأى العام، ويتعرض مقر الرابطة بهوليوود لهجوم وطلق نارى، ومنذ ذلك الحين أعلن عدد من نجوم هوليوود رفضهم للرابطة وجوائزها شكلا وموضوعًا (تقود الحملة الآن سكارليت چوهانسون)، وأعلنت أمازون مقاطعتها للرابطة وجوائزها، ونتفليكس تفكر فى موقف مشابه، وأصبح وجود الرابطة مهددا حقا إذا لم تستجب للرأى العام والقائمين على صناعة السينما ومطالبهم المعلنة بوضوح، وأهمها تنوع أعضاء الرابطة وقبول صحفيين سود وملونين، وضبط المصروفات ومنع المكافآت المادية السخية لأعضائها خاصة وهى منظمة لا تهدف للربح ومعفاة من الضرائب، غير ذلك ربما ينتهى أمر الجولدن جلوب التى تجاوز عمرها ٧٨ عاما!!
رابطة الصحفيين الأجانب لم تكن وحدها تحت المجهر خلال عام الإغلاق، فقد تلتها الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما، نعم هى بنفسها التى تقيم الأوسكار أكبر وأهم جائزة سينمائية فى العالم، فلم تفلت من الحساب، لا النجوم ولا الجمهور اهتم بالحفل هذا العام، وكانت المفاجأة تراجع نسبة المشاهدة أكثر من ٦٠٪‏ فلم يصل عدد مشاهدى الحفل إلى عشرة ملايين، وهو أمر محبط بشدة تقام من أجله أبحاث الآن!!
صناع السينما وقلعة الصناعة كلها فى حالة مراجعة وحساب منذ عدة أشهر، ولابد أن ينتهى وقت الحساب والتخطيط قبل انفتاح تام فى يوليو، عيد الاستقلال الذى تحشد له هوليوود كل طاقتها وأفلامها لاستعادة الجمهور الذى لم يعد يهتم بالذهاب لدور العرض وهو التحدى الأكبر لصناع السينما الآن.
يحدث هذا فقط فى عالم آخر لا علاقة لنا به طبعا، فليس بيننا من يخطط أو يهتم بالسينما أصلا، فالأمور تسير بعشوائية وتخبط، إغلاق دون تخطيط وفتح بلا أى نظام وتردد فى القرارات، فكيف نتوقع مستقبلا للسينما فى مصر؟!
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة