حبيبة تستمتع بالبحر فى الساحل الشمالى
حبيبة تستمتع بالبحر فى الساحل الشمالى


الإجازة بين البحر و«الفيديو كول» و«جزيرة القطن»

آخر ساعة

الأربعاء، 12 مايو 2021 - 09:41 ص

 

 كتب :أحمد الجمَّال

الأعياد فرصة للانطلاق والتحرر من قيود العمل والتخلص من ضغوط الحياة وإيقاعها اليومى الرتيب، ويتصدر السفر أولويات غالبية الناس، خصوصاً فى عيدى الفطر والأضحى، لأن عدد أيام الإجازة يكون كافياً بما يسمح برحلة إلى أى مكان.. يختار البعض الذهاب للمحافظة التى ينتمى إليها لقضاء العطلة مع الأهل، وهذا غالباً خيار معظم أبناء الريف المقيمين فى القاهرة، بينما يلجأ آخرون خاصة الأغنياء للأماكن السياحية للاستجمام وعلى رأسها الساحل الشمالي، لكن اللافت هذا العام أن قطاعاً عريضاً من كلا الفريقين لن يبرح السرير أو ما يعرف بـ"جزيرة القطن" بسبب الظروف التى فرضتها جائحة كورونا.

القرارات التى اتخذتها الحكومة قبل أيام بإغلاق المحال التجارية من الساعة التاسعة مساء وحتى السابعة صباحاً على مستوى الجمهورية لمدة أسبوعين، وعلى الرغم من أهميتها كتدبير احترازى لمنع تفشى وباء كورونا، فى ظل تنامى معدلات الإصابة بالفيروس، فإنها أحبطت خطط الكثيرين باستغلال عطلة العيد من أجل الخروج إلى المتنزهات وارتياد المسارح ودور السينما، وغيرها من أماكن الترفيه، خشية الوقوع فى شراك قاتل لا يرحم.

ويبدو أن تحجيم حركة المواطنين بهذه الإجراءات دفع الكثيرين منهم إلى اتخاذ قرار بالسفر، فأبناء الأقاليم الذين ينتمون إلى الوجه البحرى أو القبلى قطعوا تذاكر السفر بالحافلات أو القطارات وحددوا وجهتهم إلى محافظاتهم لقضاء العيد مع الأهل، فى حين وجد الأغنياء فى هذه الإجازة ضالتهم بأن مونوا سياراتهم بالبنزين وانطلقوا إلى المدن الساحلية، فهناك من اختار الإسكندرية، وهناك من شق طريقه إلى مطروح، وإن كانت الغالبية العظمى هربت من حر العاصمة إلى القرى السياحية فى الساحل الشمالى.

 

روان وصديقتها فى مارينا

وعلى الرغم من هذه الأسفار فى الاتجاهات المختلفة، فإن معظم أصحابها قرروا ألا يختلطوا مع الأهل والأقارب، إلا فى أضيق الحدود، خوفاً من أن تطالهم سهام "كورونا".

قبل أيام من انطلاق إجازة العيد، تواصلنا مع مجموعة من أبناء محافظات الوجهين البحرى والقبلى العاملين فى القاهرة، والذين أكدوا أن وجهتهم ستكون إلى القرى والمدن التى ينتمون إليها، من بينهم إبراهيم مصطفى، من المنوفية، ويعمل محاسباً بإحدى شركات المقاولات، قال إنه يجد فى عطلة العيد فرصة لزيارة أهله لكنه سيكون حريصاً على عدم الاختلاط بعددٍ كبير منهم، حتى لا يصاب بعدوى كورونا.

الأمر ذاته أقره محمد سعيد، الذى يعمل فى مجال التسويق العقارى، حيث قال: "سأسافر إلى بلدتى فى سوهاج لقضاء أيام العيد مع والدى ووالدتي، وسأكتفى بزيارتهما فقط، ولن ألتقى أصدقائى، لأضمن عدم إصابتى بالفيروس".

 

إبراهيم مصطفى

أما أولاد الذوات من الأغنياء فالكثير منهم سيقضى العطلة فى شاليهات الساحل الشمالى، التى يملكونها أو يستأجرونها طوال أيام العيد. تقول روان عمران (طالبة بكلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة): "سافرت بالفعل فى نهاية رمضان إلى قرية مارينا بالساحل الشمالى لقضاء عشرة أيام مع أسرتي"، وتابعت: "الجو هنا رائع، ويحمس على الخروج والاستمتاع بالشواطئ وحمامات السباحة، لكن ذلك فى حدود ضيقة، حتى نتجنب الإصابة بكورونا".

فيما تقول الفتاة العشرينية، حبيبة محمد، إنها سافرت مع أسرتها يوم الوقفة، إلى إحدى قرى الساحل الشمالي، للابتعاد عن زحام القاهرة، والهروب من الطقس الحار، وتضيف: "نستمتع بالجلوس على البلاج فى وقت العصارى، ونلتقط الصور التذكارية مع الأصدقاء، ونعود سريعاً قبل حلول المغرب إلى شقتنا فى القرية، وهناك ألعب مع شقيقتى الصغرى بجهاز البلاى ستيشن".

 

جابر زين اختار قراءة الروايات

"جزيرة القطن" هى أيضاً الملاذ الآمن لقطاع عريض من الناس فى هذا العيد، بحسب ما يقول، جابر زين العابدين، الذى يقيم فى القاهرة، ويدير مشروعاً خاصاً: "أنا بطبعى أحب القراءة، ستكون هذه العطلة فرصة لقراءة بعض الكتب، خصوصاً رواية "عين القطة" للكاتبة الكندية مارجريت آتوود، التى اشتريتها منذ شهور ولم أتمكن من قراءتها بسبب ضيق الوقت". يتابع مبتسماً: "يعنى باختصار لن أغادر السرير".

 

مى تتحدث مع زوجها عبر «الفيديوكول»

وفى الوقت الذى يلجأ كثيرون إلى معايدة الأهل والأقارب عبر "الفيديو كول" بدلاً عن الزيارات العائلية، فإن آخرين أجبرتهم جائحة كورونا على على استخدام التقنية ذاتها بسبب الظروف التى أجبرتهم عليها الغربة، ومنهم محمد عبدالعظيم، المحاسب بإحدى الشركات الخاصة فى السعودية، والذى لن يتمكن من السفر إلى مصر لقضاء عطلة العيد من زوجته وطفلته، لكن زوجته مى قدرى قالت إن الحل الوحيد أمامها هو التواصل مع زوجها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعى، وإجراء مكالمات بـ"الفيديو كول"، لتهنئته بالعيد، مؤكدة أنها ستقضى أيام العيد فى البيت وستتجنب الاختلاط.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة