رفعت رشاد
رفعت رشاد


يوميات الأخبار

أصدقائى الأعزاء.. لا أريد صداقتكم

رفعت رشاد

الأربعاء، 12 مايو 2021 - 06:16 م

 

أدعو الأصدقاء الموجودين على الحساب المسروق إلى الانسحاب وإلغاء الصداقة مع هذا الحساب حيث لم يعد حسابى ولم أعد مسئولا عما ينشر به
لا يحتاج الأمر لكى تخوض حربا أن تعد الجيوش وتسلح الجنود بأحدث الأسلحة أو توفر المؤن الضخمة لعدد يقدر بالآلاف أو مئات الآلاف. لا يتطلب الأمر أكثر من عدد من أجهزة الكمبيوتر ومجموعة من الأفراد لكى تخوض حربا تكون نتيجتها مدمرة لطرف وأحيانا قد تسقط أنظمة حاكمة عتيدة كما حدث فيما يسمى الربيع العربى.

هذه هى الحروب التى أطلقوا عليها حروب الجيل الرابع ثم تجاوزوا وأطلقوا عليها حروب الجيل الخامس. هذا النوع من الحروب تخوضه دول عظمى، كما حدث فى الانتخابات الأمريكية بين ترامب وهيلارى كلينتون والتى اتهمت فيها كلينتون روسيا بأنها خاضت ضدها حربا إليكترونية لصالح ترامب، أو قد يخوض هذه الحروب أفراد ضمن منافسة سياسية أو انتخابية. وكما يحدث فى الواقع يحدث فى العالم الافتراضى، عالم الإنترنت، فهناك من يمارس الحرب فى الظل كما يمارسها الإرهابيون المتخفون ولا يعلم أحد عنهم شيئا. هؤلاء الإرهابيون من ممارسى الاغتيال الإليكترونى يتصرفون كما يتصرف الإرهابى فى العالم الحقيقى حيث يحرص على ألا يواجه خصمه خشية أن يتغلب عليه أو خوفا من فضح نواياه غير الأخلاقية فالناس أو الرأى العام لن يقبل فى مسألة النزاعات أو المنافسات لو افتقدت المبادئ أو القيم الشريفة وبالتالى فإن الإرهابى ليس لديه نوايا شريفة يدفع بها أمام الرأى العام.

يقوم الإرهابى الإليكترونى باتباع نفس الأساليب التى تتم فى العالم الحقيقى، فهو يتسلل بطريقة أو أخرى للانقضاض على حساب أحدهم أو صفحته على فيس بوك أو أى برنامج آخر من أنواع التواصل الاجتماعى لكى يدمر صاحب الحساب سواء كان ذلك انتقاما لأمر بينهما أو لمجرد الأذى أو لتنفيذ مخطط لو كان صاحب الحساب من الشخصيات العامة التى يمكن من خلالها تسريب معلومات معينة أو إحداث بلبلة فى الرأى العام أو تشتيت جهود الدولة لكى تلتفت إلى جانب جديد يشغلها فيقل اهتمامها بقضية حيوية تهتم بها.

هذه أغراض وأهداف الإرهابى الذى يخترق حسابات أفراد أو مؤسسات أو أنظمة دول.
مساء يوم الجمعة 7 مايو الحالى تم السطو على حسابى على فيس بوك.

استعنت ببعض الأصدقاء ممن يجيدون التعامل مع هذه الأمور فعجزوا عن استرداد الحساب. قمت بإبلاغ إدارة فيس بوك بأن حسابى تم السطو عليه وقام زملاء آخرون بإبلاغ فيس بوك بأن حسابى تم السطو عليه ومع ذلك لم تتحرك فيس بوك حتى الآن لاتخاذ أى إجراء تجاه ذلك.

حسب ما أعرف فإن فيس بوك تحجب حسابات لأفراد لو وجدوا منهم تجاوزا فى استخدام كلمة أو عبارة غير مناسبة أو لائقة، لكنهم لم يهتموا وقد أبلغتهم بأن حسابى المحمل بخمسة آلاف صديق تمت سرقته. تهتم فيس بوك أيضا بمن يكتب كلمة عن إسرائيل وتقوم على الفور بمعاقبته وحجب حسابه.

تصرف غريب من فيس بوك رغم تكرار الإبلاغ والشكوى وقد مضى على أول شكوى أرسلت أسبوع تقريبا. قيل لى إن فيس بوك ليست جهة موضوعية أو محايدة وإنما لها توجهاتها التى تستخدمها بشكل معين فى حالات معينة!! أعرف أن فيس بوك ليست كيانا محصنا من الناحية الأخلاقية فقد أدينت مرات عديدة فى قضايا كبيرة ودولية وسددت تعويضات كبيرة كغرامات وتعرضت للمحاسبة من خلال مؤسسات أمريكية ودولية ومنها فضيحة شركة أناليتيكا التى سربت لها معلومات عن حسابات الأشخاص، فلا يعتقد أحد أنها صاحبة تقاليد أو مبادئ لا تهتز.

ظهرت نوايا سارق الحساب بعد أن تواصل من خلال حسابى المسروق مع أصدقاء وخاصة الصحفيين منهم لكى يخترق حساباتهم وقد نجح فى ذلك بالفعل فى بعض الحالات وفشل فى أخرى وقد علمت من زملاء بما حدث لحساباتهم. أرسل السارق رسائل على الخاص للأصدقاء لكى يؤكد خصوصية العلاقة باعتبارى شخصا قريبا منهم وقام بإرسال مخاطبات بشأن تكوين مجموعة من الصحفيين والإعلاميين تتحاور مع السيد رئيس الجمهورية. بمجرد أن سرق حسابى قمت بتحرير محضر فى مباحث الإنترنت كما أعلنت على صفحتى الرسمية أنه تم السطو على الحساب حتى يعلم الأصدقاء أننى غير مسئول عما ينشر على الحساب.

وأدعو الأصدقاء الموجودين على الحساب المسروق إلى الانسحاب وإلغاء الصداقة مع هذا الحساب حيث لم يعد حسابى ولم أعد مسئولا عما ينشر به وأريدكم أن تلغوا تلك الصداقة فلست من يسيطر على هذا الحساب.

الآن فى انتظار تحركات شرطة الإنترنت للقبض على إرهابى الإنترنت وفى انتظار أن يستجيب فيس بوك لإغلاق الحساب بعدما أخطرناهم بالعديد من التقارير والشكاوى.

مظاهر شهر رمضان

ليس هناك شهر يعادل شهر رمضان فى مكانته لدى الناس. الشهر المخصص للصيام والقيام صار شهر البهجة ينتظره الناس ويرحبون به ويعدون له. تغيرت القضايا التى كان الناس يناقشونها خلال رمضان. دخل على هذه القضايا أنواع المسلسلات الدرامية والخيام التى تقام فى الفنادق والكافيهات ـ ظروف كورونا استثنائية ـ وكذلك زيارة المناطق القديمة فى مدينة مثل القاهرة، منطقة الحسين أو السيدة زينب وغيرها. فى الفترة الأخيرة دخلت متغيرات أخرى على مظاهر شهر رمضان، منها انتشار التسول الإعلانى لمستشفيات أو كيانات أخرى تدعو للتبرع لمساعدة الفقراء.

هذه الظاهرة استفحلت إلى درجة أنها صارت مرضا اجتماعيا يجب معالجته. ليس من مانع لتقديم المساعدة لأهلنا من المواطنين المحتاجين لكن ما يجرى خلال شهر رمضان أمر له العجب. التناقضات السمة الرئيسية فى موضوع الإعلانات، يستعين مشروع ما ينشئه رجل أعمال بعدد كبير من الممثلين الذين يحصلون على مبالغ تقدر بالملايين للترويج لمنتجع يصل سعر متر السكن فيه إلى أرقام خرافية ومع ذلك لا الممثلون ولا رجال الأعمال وفروا هذه المبالغ لإقامة مستشفى أو التبرع للفقراء!!

ومما يلفت الإنتباه أن الإعلانات صارت تعتمد على الممثلين ومعظمهم من نجوم الصف الأول الذين قبلوا أن يعلنوا عن أى شيء ومع أى شركة. وجدت نجوما يعلنون عن الغسالات وعن المكرونة وعن أنواع من الطعام، وتفسيرى أن هؤلاء النجوم فى حاجة إلى دخل مالى وربما لا تهتم بهم سوق التمثيل حاليا وهو مضطرون للعمل بأى شكل لتوفير احتياجاتهم المالية لكن فى نفس الوقت حجب وجودهم الفرصة عن شباب الإعلانات فأضير هؤلاء فى ما كانوا ينتظرونه من دخل مالى.

استخدام الدين

حرصت جهات معلنة على الاستعانة برجال الدين فى دعوة الناس للتبرع مدركين أن تأثير الدين على مشاعر الناس قوى خاصة لو ارتبط بمؤسسة دينية لها مكانتها أو بشخصية دينية يحترمها الناس، لكن بعض هذه الشخصيات يتم استغلاله بينما يتعامل بحسن نية باعتبار أن ما يقوم به نوع من العمل الخيرى لمساعدة الفقراء. تستغل الشركات والمستشفيات أيضا بعض الممثلين المشهورين مجانا فى الإعلانات. تحقق الإعلانات مئات الملايين للجهات المطلوب التبرع لها وفى نفس الوقت تربح شركات الإعلان مئات الملايين ونشاهد نحن كجمهور منتجعات مستفزة فى إعلاناتها لدرجة أن أحد المنتجعات يستخدم فى إعلانه كلابا كنوع من الترغيب فى السكن فى المنتجع، وفى نفس الوقت فقراء يحتاجون ثمن الحقنة ومطلوب التبرع لهم!!

فنانيس

من أمتع الأعمال التليفزيونية فى رمضان ما يسمى "فنانيس" ولا أعرف هل هو عمل درامى أم برنامج أم نوع من الفواصل المسلية، إنما كمشاهد أرى أنه عمل ممتع رغم قصر زمن فقراته. هذا العمل يتفوق على كل ما عرض خلال شهر رمضان رغم أن شخصياته لا تتكلم وإنما يعتمد على توصيل الرسالة بوضوح وكفاءة وإمتاع وهو ما يجعله مميزا وله قبول كبير لدى الكبار والصغار. أتمنى أن أجد مثيلا له فى التليفزيون المصرى الذى لم نسمع عنه فى شهر رمضان.

أخلاق الصنايعية

أخلاق الصنايعية أو الحرفيين فى مصر تحتاج إلى ترميم وإعادة بناء. أطالب مراكز البحوث الاجتماعية والنفسية بضرورة دراسة هذا الموضوع ووضع حلول له. حدثت بعض المشاكل فى أعمال السباكة فى بيتى فاستدعيت سباكا كتب اسمه فى مدخل العمارة ولما كانت هذه الأعمال بسيطة ولا تحتاج إلى إمكانيات احترافية فقد اتصلت بالأسطى السباك وهو رجل فى الستينات من العمر وشرحت له المشاكل. كالعادة لدى بعض المصريين ـ عمل لى من البحر طحينة ـ وقال لى: المسألة بسيطة. بعد قليل جاءنى حيث أجلس وقال لى: مطلوب تغيير الخرطوم لأنه بيسرب، وافقت.

بعد قليل جاءنى وقال: لابد من محبسين وماسورة حرف تى، وافقت. بعدها جاءنى وقال: ضرورى يتم تغيير قلب الحنفية، وافقت. لم يطلب منى نقودا وإنما غادر الشقة وعاد بعد فترة ليستكمل عمله. بعد أن انتهى وجدت أن الحساب تضاعف وصار بحجم ثلاثة أمثال الحساب الأول!!

اكتشفت أن الأسطى السباك يملك محلا لأدوات السباكة وفى الوقت الذى يروج بضاعة المحل فإنه يبيعها بسعر أعلى كما اكتشفت أنه يسطو على أى أدوات يقوم بتغييرها، مثلا قام بتغيير قلب الحنفية فسطا على القديم السليم وسطا على ماكينة الطرد الخاصة بالصرف الصحى. لم يستأذن، بل أنكر أنه أخذ شيئا فقمت بتفتيش حقيبته ووجدت الأدوات، وبعد أن غادر اكتشفت أن "الكومبينيشن" به تسريب وأن لابد من إغلاق المحبس الرئيسى لكى أمنع التسريب!!

لم أتضرر معنويا من أخلاق السباك السيئة فحسب، وإنما تسبب بسلوكه وعدم كفاءته فى ضرر كبير مادى لى ولأهل بيتى حيث جعلنا نعانى بسبب فشله فى معالجة مشاكل السباكة ورغم أننى اتصلت به لكى يصلح ما أفسده إلا أنه لم يهتم.

المفارقة أن الرجل يؤدى الصلاة فى مواعيدها ولا يتخلف عن فرض منها كما أن وجهه يمتلئ بزبيبة كبيرة تدل على أنه ورع ولا يترك الصلاة. أطالب الحكومة بإنشاء جهاز يحمى المواطنين من سوء سلوك الصنايعية وليكن لنا فى أشقائنا الصنايعية السوريين أسوة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة