قلعة الجندي بسيناء.. أول صلاة عيد للمسلمين داخل موقع حربي
قلعة الجندي بسيناء.. أول صلاة عيد للمسلمين داخل موقع حربي


حكايات| قلعة الجندي بسيناء.. أول صلاة عيد للمسلمين داخل موقع حربي

شيرين الكردي

الخميس، 13 مايو 2021 - 10:07 ص

على بعد 100 كيلومتر جنوب شرق السويس، تبدو قلعة الجندي بجنوب سيناء والمسجلة كأثر من الآثار الإسلامية منذ عام 1989، شاهدة على قوة السلطان صلاح الدين الأيوبي منذ أن بناها من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتي والجيري والرملي.

 

والقلعة تضم مسجدين ومصلى لصلاة القيام والعيدين عبارة عن مكان مكشوف له محراب يحدد اتجاه القبلة في جدار طوله 15.9م وبني المحراب من الحجر المنحوت وعرضه 80 سم وعمقه 84 سم فهي أول ساحة تقام لصلاة العيدين داخل قلعة إسلامية لها شكل معماري ومحراب يحدد اتجاه القبلة.

 

ويوضح خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، بأن قلعة صلاح الدين بالقاهرة كانت بها ساحة أو إيوان ولكن ليست لصلاة العيد ولكن لمد موائد الطعام بعد صلاة العيد وهذه الساحة بني عليها جامع محمد علي بالقلعة وكانت صلاة العيد تقام بجامع الناصر محمد داخل القلعة.

 

 وقد انفردت قلعة الجندي بجنوب سيناء بساحة خاصة لصلاة التراويح والتي ارتبطت بشهر رمضان بشكل كبير وصلاة العيدين، والتراويح جمع ترويحة وتطلق في الأصل على الإستراحة كل أربع ركعات وهي صلاة أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأمر الناس بها في شهر رمضان سنه14هـ  ومن جميل ما اعتاد عليه الوالى عنبسة بن إسحاق عام 238هـ أنه كان يخرج وحده في ظلمات الليل وينادي في شهر رمضان بالسحور.

 

وبحسب خبير الآثار، فإن الجامع الكبير بالقلعة يضم مئذنة بقيت قاعدتها بالطرف الغربي من واجهته الشمالية الغربية وله مدخل معقود بعقد مدبب يعلوه بقايا شرفات وتعد واجهته الجنوبية الشرقية من أهم الواجهات.

 

وكان يوجد بها النص الإنشائي للجامع والصهريج الموجود أسفله وهو الآن بمتحف الفن الإسلامي بباب الخلق، وتوجد بهذه الواجهة فتحة باب تؤدي للصهريج أسفل الجامع كما تتميز الواجهة الشمالية الشرقية بوجود شباكين ويتوج كل شباك عتب حجري به زخارف إشعاعية تخرج من دائرة مركزية تنتهي بأشكال محارية.

 

وتخطيط الجامع من الداخل مستطيل مقسم إلى ثلاثة أروقة وكان يسقف الجامع سقف مسطح من براطيم خشبية (كتل خشبية ممتدة بين طرفي السقف وتغلف بالتلوين والتذهيب) من فلوق النخيل مازالت بقاياها.

 

وكانت قلعة الجندي تقع على الطريق الحربي الشهير لصلاح الدين بوسط سيناء الذي أطلق عليه طريق صدر – أيلة "العقبة"  والقلعة الثانية هي قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون بطابا وكان لهذا الطريق الدور الأكبر في انتصار صلاح الدين على الصليبيين فى معركة حطين الشهيرة واسترداد بيت المقدس.

 

 ولسيناء دور عظيم فى الحضارة الإسلامية حيث دخل الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر عن طريق سيناء  متخذًا طريق رفح – العريش - الفرما حيث وصل العريش 10 ذى الحجة 18هـ الموافق 12 ديسمبر 639م ولم يجد أى نوع من المقاومة ثم العريش فالفرما في أول محرم 19هـ الموافق 2 يناير 640م وكانت سيناء أول منطقة بمصر تضاء بنور الحضارة الإسلامية.

 

اقرأ أيضا |حكايات| عيد الفطر في مصر.. زفة لخطيب المسجد وعيدية «راتب كامل» للموظفين

 

ويؤكد الدكتور ريحان أن العصور الإسلامية تتابعت على أرض سيناء وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضارى من خلال آثار إسلامية عديدة الدينية منها والحربية والمدنية وتعددت أماكن الصلاة فمنها المسجد الجامع الذي يشترط فيه وجود المنبر لإقامة كل الصلوات وصلاة الجمعة والمسجد لإقامة الصلوات عدا صلاة الجمعة لعدم وجود منبر والمصلى وهو مكان مكشوف لصلاة القيام فى رمضان وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة وكانت هذه المنشآت القوة الروحية كما كانت مدرسة لطراز العمارة والفنون الإسلامية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة