الخميس، 13 مايو 2021 - 06:48 م

حاتم زكريا

الكثيرون من أساتذة علم الاجتماع وغيرهم من خبراء التعمير والبناء يتحدثون عن التجربة المصرية الحالية فى التنمية ويقولون إنها تختلف تماما عن سابقاتها وتتجاوزها إلى أبعاد تتشكل معها نماذج مستقبلية للمحاكاة فى المجتمعات النامية..
وعلى سبيل المثال ما قاله الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع فى تصريحات تليفزيونية يوم الجمعة الماضى: "إن النموذج التنموى المصرى منظم ويتم برعاية إدارة سياسية قوية لديها تخطيط ودراسات، وإن هذا النموذج التنموى مستقل ومستدام ولا يعد تكرارا لتجارب سابقة وتولد من ظروف العصر والمرحلة وبه قدر من الاستقرار والاعتزاز بالوطنية.. وإن هذه التجربة المصرية فى التنمية جديدة ومختلفة وباتت دول العالم تتحدث عنها لأنها تجربة صاعدة للأمام لأن مصر تتغير للأفضل يوما بعد يوم".
ولن أدلل على ما أقوله اليوم بالمشروعات العمرانية الضخمة التى أقامتها الدولة المصرية مثل العاصمة الإدارية الجديدة والتى تعد مفخرة لمصر وللعرب ومعها المشروعات العمرانية فى العلمين والمنصورة الجديدة وغيرها من المشروعات التى تتحدث عن نفسها كل يوم.
وأتحدث اليوم عن المشروعات الضخمة من كبارى وطرقات وقطار كهربائى بمنطقة شرق القاهرة التى أعيش بها منذ عشرات السنين ورأيت أنا وأسرتى المنطقة تتغير إلى الأحسن يوما بعد يوم.. ولم نشعر بمثل هذا التغيير المفاجئ منذ عام 1992 عندما تعرضت العاصمة لزلزال بركانى.. والقياس هنا مع الفارق لأن ما يحدث هذه الأيام يختلف تماما عن ما حدث أيام الزلزال عندما كانت تنتفخ الأرض الإسفلت وتتمايل الأبنية وقد تتحطم وتخرج الناس إلى الشوارع بالملابس الداخلية خوفا على حياتهم! أما ما يحدث اليوم فهو تحويل الأحلام إلى حقائق رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولم تقف المشروعات وحركات التطوير عند شرق العاصمة المصرية فقط، وقد أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تسعى إلى تطوير منطقة الفسطاط بمصر القديمة لاستعادة الوجه الحضارى للمنطقة وزيادة المساحات الخضراء لتتكامل كل عناصر الجمال مع تطوير بحيرة عين الصيرة والمتحف القومى للحضارة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى..
ومن ناحية أخرى وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى استمرت الحكومة فى حصر وتطوير المناطق الصناعية العشوائية بالمحافظات، وقال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إن الدولة تعمل على حصر المناطق الصناعية العشوائية، فتم حصر أكثر من 74 منطقة حتى الآن على مستوى جميع المحافظات من أجل تحويلها إلى مناطق ومجمعات صناعية آمنة ومخططة فى نفس المنطقة أو بالقرب منها، وأكد مدبولى أنه تم تكليف المسئولين بحصر هذه المساحات لسرعة التعامل معها بما يسهم فى توفير مناطق صناعية آمنة وعلى مستوى عال من التخطيط والتنفيذ.. وأوضح رئيس الوزراء أن اجتماع الخميس 6 مايو كان بشأن استعراض دراسة أول منطقتين هما "باسوس والعكرشة" بمحافظة القليوبية وحضر الاجتماع اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة واللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية والمهندس محمد الزلاط رئيس هيئة التنمية الصناعية وكلف دكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء هيئة التخطيط العمرانى إعادة تخطيط هذه المناطق الفضاء فى إنشاء تجمعات صناعية تخدم المواطنين بحيث تتوافر بها متطلبات الأمن والسلامة.
وفى إطار الإطلاق الرسمى للمرحلة الجديدة من مبادرة "حياة كريمة" ترأس د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء اجتماعا يوم السبت الماضى حضره د.عاصم الجزار وزير الإسكان واللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية ومسئولو كل من وزارة الإسكان والهيئة الهندسية.. استعرض المجتمعون الموقف التنفيذى للمشروع القومى لتطوير القرى المصرية ضمن مبادرة "حياة كريمة" التى يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وبالتحديد جهود أجهزة وزارة الإسكان فى تنفيذ مشروعات فى 9 قطاعات تشمل سكنا كريما وتطوير خدمات الكهرباء والطرق والخدمات الزراعية والطب البيطرى والصحة والإسعاف والتضامن الاجتماعى والمجمعات الخدمية والشباب والرياضة..
المبادرة تتضمن مشروعات متعددة فى عدد كبير من القرى التى تحتاج إلى هذه المشروعات وفقا للدراسة القائمة والمعدة بالفعل.
ونالت شبه جزيرة سيناء عناية خاصة من الدولة المصرية فيما يتعلق بالتنمية بكافة أوجهها.. وكانت آخر مظاهر اهتمام الدولة بأرض الفيروز ما ظهر فى اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء واللواء أمير سيد أحمد مستشار الرئيس للتخطيط العمرانى يوم الأحد الماضى وفى هذا الاجتماع وجه الرئيس بالالتزام بالجداول الزمنية للانتهاء من مشروعات إمدادات خطوط التغذية الكهربائية لسيناء فى ضوء ما يمثله قطاع الكهرباء من مكون أساسى لتلبية الاحتياجات التنموية لتلك المناطق على نحو يسهم فى تحقيق الهدف المنشود من تكوين مجتمعات سكانية وعمرانية متكاملة الأركان فى سيناء.