الجمعة، 14 مايو 2021 - 08:12 م

 تأرجح مستوى الدراما المصرية خلال السنوات الماضية ما بين صعود وهبوط بسبب حالة الفوضى التى شهدها المشهد الدرامى عقب ثورة يناير حيث حدثت حالة من الانفلات فى نوعية الموضوعات المقدمة، بسبب غياب القطاعات الإنتاجية الرسمية والتى كانت تعمل وفق ضوابط السياسة الإعلامية للدولة، فتسبب ذلك فى حالة من الفوضى الدرامية، إلى أن تنبهت الدولة خلال العامين الأخيرين لذلك، وبدأت محاولات إصلاح مسار الدراما، بدأت بضبط ظاهرة الأجور والميزانيات المبالغ فيها، ثم استكملت خطة الإصلاح بداية من العام الماضى بالنظر إلى نوعية وقيمة الموضوعات والنصوص المقدمة وجاءت النتائج فى موسم هذا العام مبشرة ومرضية بصورة كبيرة، لذلك يمكن اعتبار موسم دراما رمضان هذا العام من أفضل المواسم الدرامية خلال العشر سنوات الماضية، والمتابع لهذا الموسم يجد تنوعا كبيرا فى نوعية وقيمة الأعمال المقدمة، والتى جاءت معبرة بشكل كبيرعن المجتمع واحتياجاته ومناقشة قضاياه، فقد برزت القضايا الوطنية فى مقدمة اهتمام الدراما هذا العام لتحتل مساحة جيدة فى الخريطة الدرامية مثل مسلسلات «الاختيار2»و«هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول» وهذه الاعمال الثلاثة تلعب دورا مهما فى معركة الوعى التى تخوضها الدولة المصرية فى مواجهة التطرف والإرهاب، كما استحوذت القضايا الاجتماعية على اهتمام الدراما، فناقشت قضايا اجتماعية مهمة مثل «الطاووس» الذى ناقش ظاهرة الاغتصاب و«ضل راجل» والذى تناول قضية الزواج العرفى، ومسلسل«ولاد ناس «والذى دق ناقوس الخطر فى قضية التربية والتعليم و«لعبة نويتن» الذى ناقش قضية العنف ضد المرأة والطلاق الشفوي، و«خلى بالك من زيزي»الذى تناول مشكلة فرط الحركة عند الأطفال، و«حرب أهلية» الذى ناقش مشاكل أسرية  ونفسية حقيقية.
لقد جاء موسم رمضان الدرامى هذا العام يحمل عناصر قوة كثيرة فعلية بداية من نوعية المسلسلات وقيمتها وتنوعها وظهر، واضحا أن الدراما المصرية بدأت تلتفت للدور القيمى والتوعوى الذى يجب أن تقوم به، كما شهد هذا الموسم اختفاء لظاهرة النجم الأوحد التى كانت سببا فى افساد الاعمال الدرامية فقد تعددت البطولات الثنائية والجماعية مما اعطى للدراما ثراء كبيرا فجاءت مجملها جيدة الصنع والفكرة والهدف،وهذا لم يمنع أن هناك بعض الأعمال المحبطة التى لا تستحق حتى مشاهدتها .