مبني ماسبيرو
مبني ماسبيرو


الفضائيات تفوز بـ«تورتة الإعلانات».. وماسبيرو الخاسر الأكبر

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 14 مايو 2021 - 11:20 م

محمد إسماعيل

فى واحدة من مظاهر الاستسلام الإدارى والإعلانى فى مواجهة القنوات  الفضائية  الخاصة والعربية  فى موسم  عيد الفطرالذى يسعى الجميع فيه إلى نسب مشاهدة مرتفعة وبالتالى الحصول على عائد إعلانى  يتم توجيهه إلى إعداد خريطة برامجية جديدة  تكون قادرة على حصد المزيد من نسب المشاهدة .

 

إلا أن قيادات ماسبيرو لم تستعد - كالعادة - لمعركة الثلاث أيام  الإعلانية  «عيد  الفطر» لتحاول إنقاذ مايمكن إنقاذه وتستعيد جزءًا ولو بسيط من الأرض الإعلامية المفقودة فى حرب الوجود  والتحدى ولكن تاتى الرياح دائما بما لا يشتهى المشاهد  المصرى، وقررت بعض قيادات ماسبيرو الاستسلام بلا قيد أو شرط للقنوات الفضائية، والجديد فى هذا  السباق الذى  لايرحم الضعفاء هو دخول المنصات الإلكترونية المنافسة بكل قوة؛ لتحصد المزيد من ملايين  الإعلانات من الشركات المصرية  فى ظل صمت عاجز قليل الحيلة من القطاع الاقتصادى.

معركة إثبات الوجود

و فى معركة إثبات  الوجود والتفوق، وضعت القنوات الفضائية وخاصة العربية خطة محكمة للسيطرة على مقاليد الحكم فى مملكة الإعلام  بالمنطقة العربية فى «عيد الفطر»، فقامت بحشد أقوى أسلحتها للقضاء فى موقعة الأيام الثلاثة والتى راح ضحيتها المشاهد المصرى .. فعلى حياء شديد قامت الهيئة الوطنية للإعلام بالدخول فى هذه المعركة وهو مبتور الساقين لاتقوى على الحراك أوالدفاع على ماتبقى من أمل فى المنافسة والصمود أمام قيادات القنوات الفضائية التى تجيد التخطيط لمستقبل أفضل وفى تحدى واضح  من المنافسين للاستحواذ على أكبر نسبة مشاهدة فى أيام العيد، قررت قنوات روتانا رفع راية العصيان والتحدى للجميع بعرضها للفيلم الجديد «قلب أمه « بطولة شيكو وهشام ماجد حصريا ولأول مرة على شاشاتها  بعد أقل من عام  من عرضه على شاشات  السينما  لتضمن روتانا  التفوق النوعى  وسباق الجميع  بعدة خطوات فى أيام السيطرة وفرض النفوذ على سوق الإعلانات.

حرب إبادة

ومن أجل شن حرب إبادة إعلامية للمنافسيين قررت روتانا الدفع بأهم ما لديها من أفلام حديثة للاستحواذ على ملايين الإعلانات، قامت بعرض فيلم  الفيل الازرق 2  بطولة كريم عبدالعزيز و إياد نصار وهند صبرى ونيللى كريم،  وبذكاء إعلانى استحوذت روتانا  على أعلى نسب مشاهدة بعرضها فيلم  عقدة الخواجة   بطولة حسن الرداد وهنا الزاهد الذى يعرض لأول مره ومن أجل السيطرة على شريحة كبيرة من المشاهديين  المصريين قامت روتانا بعرض فيلم  «خيال مآتة»  بطولة أحمد حلمى ومنة شلبى وخالد الصاوى وحسن حسنى ليجعلها تحتل مركزًا متقدمًا فى سباق المنافسة الإعلانية ب 52 مليون جنيه فى موسم عيد الفطر الذى ينتهى اليوم.

خطة

وبخطة شديدة الذكاء الإدارى، وحتى تضمن قنوات روتانا الولاء الإعلانى، عرضت مجموعة من الأفلام والمسرحيات « عرض ثانى « لتحقق رغبات معظم المشاهديين فقدمت  فيلم «البدلة» بطولة تامر حسنى  وأكرم حسنى وفيلم «الكنز» بطولة محمد رمضان  بجانب الفيلم الكوميدي هالو كايرو وفول الصين العظيم  لمحمد هنيدى وفيلم « خلاويص» لأحمد عيد

إللى خايف يروح

  ومن أجل تأكيد تفوقها الدرامى الذى لم  يأتى صدفة، قررت قنوات mbc عمل مناورة إعلانية قضت على أى حلم للمنافسة واستعانت  لتأكيد ريادتها  الإعلانية فى المنطقة العربية بعرض أقوى مالديها  فيلم «تراب الماس»، عرض حصرى  وأول، وحصدت mbc من العرض الحصرى أكثر من 4 ملايين دولار لتحتل المركز الأول إعلانيًا على جميع الفضائيات لتعطى درسًا قاسيًا للمنافسين فى كيفية إدارة المعارك الإعلانية الفيلم بطولة آسر ياسين ومنة شلبى وعزت العلايلى  ومحمد ممدوح وماجد الكدونى.

فرض نفوذ

 ومن أجل فرض النفوذ الإعلانى وضعت القناة خطة للسيطرة بعرض أفلام حديثة منها فيلم « أبلة طمطم» بطولة ياسمين عبد العزيز  وفيلم  «كبارية»ومن أجل زيادة الجرعة الكوميدية  عرضت القناة مجموعة من المسرحيات  « العيال كبرت  و مسرحية  سك على بناتك.

ضربة معلم

ومن أجل التفوق النوعى  ولأن  قنوات mbc تملك باسورد  المشاهد المصرى قامت بعرض  مجموعة من الأفلام الهندية التى أجبرت المشاهد على تحويل قبلة المشاهدة إلى قنوات المجموعة  فقامت بعرض «عندما التقي هاري وسيجال»، من بطولة شاروخان، أنوشكا شارما، و الفيلم الكوميدي «دهامال»  بطولة أجاي ديفجان، و فيلم الخيال العلمي «مانجال»، من بطولة فيديا بالهان كما عرضت فيلم « الحركة» لجاكى شان وفيلم « 211» لنيكولاس كينج.

صراع الجبابرة

فى زمن المنصات الرقمية  التى قررت كتابة كلمة النهاية للبث المرئى التقليدى، فجاءت بما لايطيق الجميع  فقامت منصة شاهد بعرض أفلام من العيار الثقيل عرض أول وحصرى استطاعت من خلال هذه الأفلام زيادة عدد مشتركيها فى أيام العيد فقط مليون مشترك  بسبب عرضها  لأفلام  صاحب المقام، تؤام روحي، الفيل الأزرق 2، فيلم الخطة العايمة «وهى أفلام تعرض لأول مرة فى منطقة الشرق الأوسط بعد العرض السينمائى.

النهاية

فيما جاءت منصة « نيتفلكس « بأقوى الأفلام الأجنبية لتمثل خطرًا حقيقيًا على الفضائيات العربية فقامت بعرض أحدث الإنتاج الأجنبى خلال أيام عيد الفطر ومنها « الظلال والعظام «  و « النمر الابيض « وسبيدرمان «وفيلم الطيار»

تفوق نوعى

استطاعت نيتفلكس جذب المزيد من اشتراكات مشاهدى الوطن العربى بإنتاجها الحصرى « أبلة فاهيتا»  دارما كوين  التى قامت بإنتاجه وعرضه بطولة باسم سمرة.

سوء تخطيط

وكالعادة فشلت قنوات ماسبيرو  فى السيطرة على المشاهد المصرى وإعادته مرة أخرى إلى شاشات التلفيزيون .. فقد تسبب سوء التخطيط «إلى هروب أكثر من 96 % من المشاهدين إلى شاشات القنوات الفضائية المنافسة .. ومما يثير الضحك والشفقة على قيادات ماسبيرو هذا «العك» الفنى والدرامى الذى عرض على شاشاتها  .. فتم عرض مسرحية «الهمجى» إنتاج 1985لمحمد صبحى  وفيلم  «سى عمر» إنتاج 1941 لنجيب الريحانى.

عجز

لأن الإدارة فن وعلم فقد سقط الجميع فى ثالث الاختبارات ولأن المنافسة لاترحم ولأن الصراع على ملايين الإعلانات تُستخدم فيه جميع الأسلحة المشروعة والغير مشروعة وبدون عناء، سلمت قيادات ماسبيرو التلفيزيون المصرى تسليم ( مفتاح ) بعد أن رفعت رايات  الاستسلام البيضاء بعرضها مجموعة من الأفلام كانت كفيلة بهروب الوكالات الإعلانية  فتم عرض فيلم « ابن حميدو» لإسماعيل ياسين وأحمد رمزى وهند رستم إنتاج 1957.

كارثة

لأن الغد قد يأتى بما لاتحب قيادات ماسبيرو  التى وقعت بالأحرف الأولى على هزيمة الإعلام الرسمى فى معركة البقاء والصمود فى أيامها  الثلاثة، بعرض مجموعة من المسرحيات والأفلام، لو خطط  لها منافسون لم يتطرق ذهنهم إلى وضع  هذه الأفلام على خريطة العيد لطرد المشاهد،  ومن هذه المسرحيات «راقصة قطاع عام «  إنتاج 1985وفيلم «تجيلها كدة تجيبها كدة هي كدة»بطولة سمير غانم وسهير رمزى، والفيلم العربي» واحدة بواحدة «  بطولة عادل إمام وميرفت أمين وفيلم « محطة الانس «بطولة لبلبة وسعيد صالح  إنتاج 1984» لمنافسة قنوات فى حجم mbc وon والنهار cbc  ودبى وروتانا.

قلة حيلة

من أجل وضع  كلمة النهاية للحرب الضروس قررت قيادات ماسبيرو عرض مجموعة من الأفلام  تجبر المشاهد المصرى على الرحيل إلى حيث يشاء أصحاب الفضائيات الخاصة  فقامت بعرض فيلم  «سلامة في خير» بطوله نجيب الريحانى وشرفنطح إنتاج 1937 وفيلم « أبو حلموس» بوطولة عباس فارس وزوز شكيب ونجيب الريحانى إنتاج 1947وفيلم  على بابا والأربعين حرامى «  بطولة على الكسارإنتاج 1942 وفيلم الفرسان الثلاثة» إنتاج 1962وفيلم  عفريتة اسماعيل ياسين  بطولة إسماعيل ياسين والراقصة كيتى  إنتاج  1954.

شهادة وفاة

بهدوء شديد أعلنت القنوات الفضائية وفاة الإعلام الحكومي بالسكتة الدماغية  وأعلنت أيضًا احتلالها وسيطرتها على المنطقة العربية مع إعادة رسم خريطة المشاهدة للسنوات الخمس المقبلة فى منطقة الشرق الأوسط  .. فقد حصلت القنوات الفضائية على عائد إعلانات  خلال  أيام العيد الثلاثة 18 مليون دولارفى حلم يتجاوز القطاع الاقتصادى 2 مليون جنيه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة