جانب من الغابات الشجرية
جانب من الغابات الشجرية


الغابات الشجرية.. خير جديد ينمو على أرض مصر

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 14 مايو 2021 - 11:47 م

 


◄مصدر للأخشاب عالية الجودة ومصدات للرياح وتوفير للعملة الصعبة.. وتخلص آمن لمياه الصرف الصحى

◄السيسال والكايا والصنوبريات والأكسيا والكازورينا والكافور والسرو.. أهم الأنواع

◄الشجرة الواحدة تمتص يوميًا حوالى 1.7 كيلو جرام من ثانى أكسيد الكربون وتنتج 140 لترا من الأكسجين

محرم الجهينى

 

في إطار اتجاه الدولة إلى تحقيق أعلى استفادة من جميع الموارد التى تملكها لتحسين الأوضاع الصحية للمواطنين، وتوفير أى موارد مستوردة يمكن زراعتها أو إنتاجها في مصر، لذا تم الاتجاه إلى معالجة مياه الصرف الصحى والزراعى لاستخدامها فى عمليات زراعة الغابات الشجرية مما يسهم في توفير الأخشاب التى يتم استيرادها من الخارج بالعملة الأجنبية بجانب المساهمة في الحد من آثار التغيرات المناخية السيئة، كما أن الغابات تعتبر أحد أهم مصدات الرياح.

 

فى البداية يقول الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة إن الدراسات الحديثة أكدت أن الغابات لها الأهمية كبيرة للحد من ثاني أكسيد الكربون وأن الشجرة الواحدة تمتص يوميا حوالى 1.7 كيلو جرام من غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتج 140 لترًا من الأكسجين وأن موت شجرة واحدة يثبت 3 أطنان من غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو لذا تتعامل مصر مع قضية التغيرات المناخية باهتمام كبير لأنها من الدول المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهامًا فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالمياً وخلال أعمال قمة المناخ فى باريس 2016.

 

 أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى لمخاطر زيادة درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف مئوية لذا طالب باتفاق عادل وواضح فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ وضرورة التوصل لاتفاق دولى يضمن تحقيق هدفًا عالميًا يحد من الانبعاثات الضارة لذا اتجهت مصر لاتخاذ إجراءات جادة للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار فى الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات بجانب مشروع لاستبدال وسائل النقل القديمة بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعى والكهرباء بدلًا من البنزين وأن المستخدم من مصادر الطاقة اللازمة للكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة فى حدود 5% وسيرتفع لـ20% بحلول 2022 و42% بحلول 2035 وأن مشروعات الطرق والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع الـ 1.5 مليون فدان كلها مشروعات تعمل على حماية سواحل الدلتا من أثار التغييرات المناخية وذلك فى إطار حماية مصر من التغيرات المناخية ومخاطرها تم الإعلان عن التوسع فى إنشاء الغابات الشجرية في مصر.

 

 وقال المهندس محمد عبدالمنعم رئيس الإدارة المركزية للتشجير بوزارة الزراعة إن زراعة الغابات والتوسع فى إنشائها تعتبر الحل الطبيعى الوحيد لمشكلة تغير المناخ ويتبع وزارة الزراعة 32 غابة شجرية موزعة على محافظات الجمهورية وتروى بمياه الصرف الصحى المعالج وهو مشروع قومى للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي ويتم زراعة هذه الغابات بأنواع مختلفة من الأشجار الخشبية مثل الكايا والكافور والكازوارينا والسرسوع وغيرها من الأنواع الأخرى وجارى التوسع فى المساحات المنزرعة وتستخدم هذه الأخشاب فى صناعة الأثاث والمراكب وإنتاج الفحم وغيرها من المنتجات الخشبية ونجاح هذه الغابات يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً و لكن على المدى البعيد فهو استثمار طويل المدى.

 

 

أكد الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين أن زراعة غابات الأشجار الخشبية على مياه الصرف الصحى التي يمكن من خلالها إنتاج الوقود الحيوى خاصة أن مصر تمتلك أكثر من 15 ألف فدان غابات وضعت مصر على خريطة الدول المنتجة للأخشاب مطالباً بضرورة إنشاء هيئة مستقلة للغابات تشرف علي عمليات التشجير، مشيرا إلى أنه توجد فى مصر مساحات كبيرة من الغابات الشجرية موزعة على مساحة مصر كلها بمناطق الساحل الشمالى وحلايب وشلاتين ومنها أشجار المدن والحدائق العامة فى مصر، وأشجار المحميات الطبيعية والحدائق النباتية ومصدات الرياح حول المزارع وفى الطرق.

 

 

وقال الدكتور محمد عبدالحميد عابدين الخبير الزراعي والباحث في وراثة وتربية النبات إن الغابات الشجرية تعتبر أحد أهم المشروعات الكبرى التي عملت الحكومة المصرية علي التوسع في تنفيذها خلال الفترة الماضية بهدف تعزيز الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج بمراحله مع التخلص من مياه الصرف بوسيلة توفر التكاليف الباهظة لنقلها لمصرف آخر والحد من التلوث الذي تسببه ببقائها دون الإستخدام الأمثل لها وتعظيم الاستفادة منها فى زراعة الغابات، التى يتم إستخدام أخشابها فى عمليات التصنيع وتجارة الأخشاب، وهو ما سوف يقلل من حجم وفاتورة إستيراد الأخشاب من الخارج حيث سيتم زراعة أنواع نباتية يتوافر فيها القيمة الاقتصادية العالية، مع ملاءمتها لظروف البيئة المصرية وتناسب طبيعة ومناخ كل منطقة.

 

ومن أهم تلك الأنواع السيسال والكايا والصنوبريات والأكسيا والكازورينا والكافور والسرو، بل أن طبيعة البيئة المصرية قد تسمح بمعدل نمو أسرع للأشجار من بعض الدول الأخرى في ظل إستخدام نظم الرى بالغمر المتطور والتنقيط ومن المزايا العديدة للغابات أنها تعمل أيضا كمصدات رياح والتي تثبت التربة وتحد من خطورة الكثبان الرملية، وتقوم بتلطيف حرارة الجو وتنقية الهواء من العوادم والتلوث، مع زيادة نسبة الأكسجين الناتج من عملية البناء الضوئي، كما أن المخلفات النباتية لهذه الغابات يمكن بسهولة استخدامها في انتاج الوقود الحيوي والسماد العضوي، وقد نجحت التجربة في العديد من محافظات الجمهورية ترتبط بمحطات الصرف بداية من أسوان التي تعتبر أكثر المحافظات المعتمدة على مياه الصرف الصحي المعاد استخدامه لري الغابات الشجرية، ومحافظات قنا والأقصر وسوهاج وأسيوط والوادي الجديد وبني سويف والجيزة والإسماعيلية والسويس والمنوفية والدقهلية والاسكندرية وجنوب وشمال سيناء، وجاري العمل في المنيا ومطروح ومؤخراً تم الاهتمام بالتوسع في محافظة البحر الأحمر والموافقة علي إنشاء 3 غابات شجرية.

 

 كما يوجد العديد من المشاتل التي تمد الغابات بالشتلات وهي فرص عمل ودخل اقتصادي اضافي وكان مجلس الوزراء قد وافق على إتاحة مشروع استزراع الغابات الشجرية باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج بحق انتفاع، مما سيزيد من فرص الاستثمار في هذا المشروع الواعد، ويحقق دخل وعائد اقتصادي للدولة ومؤخرا تم توقيع بروتوكول تعاون بين شركة مياه الشرب والصرف الصحى وإحدى الشركات للإستثمار الزراعى لزراعة 200 فدان غابات شجرية بمركز أبوتشت، بنظام التأجير بحق الانتفاع لمدة 25 عاماً باستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة طبقاً للكود المصرى رقم 501 لسنة 2015 وتعديلاته وذلك بهدف ترشيد استهلاك المياه وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة مثل مياه الصرف المعالج من خلال تخصيص مساحات واسعة من الأراضى لزراعة غابات شجرية، تستوعب صرف ما يتم إنتاجه من مياه صرف صحى معالج من تلك المحطات بشكل آمن، ورفع العائد الاقتصادى من الصرف المعالج وفى إطار خطة الدولة وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.

 

ويؤكد الدكتور عبدالباسط العقيلى استشارى تغذية النبات بمركز البحوث الزراعية، أن الغابات الشجرية لها دورها كبير في دعم الحياة على كوكب الأرض، حيث أصبح العالم الآن يعانى من بعض المشكلات البيئية الخطيرة التي تهدد وجود الإنسان بل وجود الحياة، منها الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية وانتشار ظاهرة التصحر، ونقص الغذاء وغيرها من المشكلات العابرة للحدود وبعد انتشار حرائق الغابات في الأمازون، والتي تعد بمثابة الرئة لكوكب الأرض، لذلك أصبح لازما على كل دول العالم التوسع في زراعة الغابات الخشبية للاستفادة من مياه الصرف وتقليل انبعاث الكربون إلى الجو، والذى يعمل على زيادة الاحتباس الحراري، حيث إن التوسع في زراعة الغابات الشجرية تعمل على امتصاص الكربون اللازم لعملية البناء الضوئي وبالتالي تحويلة إلى مواد عضوية مفيدة من هنا كانت الغابات الشجرية أحد المشروعات الكبرى التي تعمل عليها الحكومة للتوسع في تنفيذها خلال الفترة القادمة.

 

وفي هذا الصدد وافق مجلس الوزراء، على إنشاء 3 غابات شجرية في محافظة البحر الأحمر، ومن المتوقع أن تبلغ المساحة المُخصصة للغابات الثلاثة نحو 2500 فدان وبجانب الفوائد البيئية لهذه الأشجار أيضاً تسهم في الاقتصاد بشكل كبير، حيث تنتج ملايين الأطنان من الأخشاب التي تستوردها مصر بمليارات الدولارات وبالتالي تشجيع التصنيع، ومن ناحية أخرى تهدف للاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج، حيث يستخدم في ري تلك الغابات، التي تعد مشروعًا كبيرًا، حيث تستخدم أخشابها عمليات التصنيع المختلفة وكان المعتاد زراعة الأخشاب التقليدية مثل الكافور والكيزارينا والصفصاف والفيكس لذلك سيتم زراعة أنواع أخرى أكثر جودة في التصنيع مثل الصنوبريات، السرو، السيسال لها فوائد بيئية بتحسين الجو وتعمل كمصدات للرياح.

 

 أما من الناحية البيئية فهي تساعد أيضا في حماية البيئة من مياه الصرف الصحي والتلوث الذي تسببه، بالإضافة للاستفادة من مخلفات الغابات أوراق للأشجار والأغصان في إنتاج الوقود الحيوي وإنتاج السماد العضوي، كما أن الأشجار تعمل على حماية التربه من الانحراف الهوائي والمائي وتساعد في الحد من تلوث الهواء وزيادة نسبة الأكسجين، وتحسين المناخ العام، وتعمل أيضا لتنقية الجو وكمصدات للرياح بالاضافه إلى الشكل الجمالي كما، أن الغابات الشجرية تحمي المدن من خطر الكثبان الرملية والعواصف الترابية، كما أن مصر تمتلك أحد المميزات الهامة لنجاح تلك الغابات وهي أن معدل نمو الأشجار بها أسرع من بعض الدول الأخرى نظرا لطبيعة المناخ المعتدل والملائم لنمو هذا النوع من الأشجار والتي تعد بمثابة كنز مغفول عنه.

 

وقال الدكتور عماد الوزيرى المستشار العلمى للجمعية المصرية للزراعة المستدامة، أن إتجاه الدولة إلى توفير مصادر للمياه لإستخدامها فى زراعة الغابات الشجرية حيث تعد مياه الصرف الصحي أحد أنواع الملوثات الضارة للبيئة، فان الإتجاه إلى معالجة مياه الصرف معالجة جيدة وفعالة وإعادة تدويرها بأمان داخل المنظومة البيئية بما يحقق سلامة الإنسان والحفاظ علي البيئة، مشيراً إلى أن عدد محطات معالجة الصرف الصحي الموجودة في مصر حوالى 480 محطة معالجة مابين معالجة ثنائية وثلاثية بهدف إعادة إستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة فى ري الغابات الشجرية والمسطحات الخضراء لتوفير المياه النظيفة للشرب وزراعة المحاصيل والخضر، بجانب توفير بيئة صحية للمواطنين وذلك فى إطار استراتيجية الدولة للتوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة لترشيد استهلاك المياه النقية.

 

 

وقال المهندس معتز العليمي الخبير الزراعى، إن مشروع زراعة الغابات الشجرية علي مياة الصرف المعالج، يعتبر من أنجح المشاريع الاقتصادية والبيئية متوسطة وطويلة المدي هذه المشاريع من الناحية الاقتصادية وكمثال لزراعة الأشجار الخشبية شجر الماههوجني khaia sinigalinsis ويطلق عليه الماهوجني الافريقي وهو من أفضل أخشاب الأثاث عالميا يصل المتر المكعب منه مايعادل 22000 مصرى، ويستخرج المتر المكعب من الأشجار عمر20 سنة، وفى حالة الرى بالصرف المعالج، فإننا سنتخلص بشكل آمن علي البيئة من هذه المياة، ومن ناحية أخري تحقيق عائد اقتصادي مجزي من زراعة هذه الأشجار القيمة وتحقيق طفرة اقتصادية وتتحول مصر من دولة مستوردة إلي دولة مصدرة لخشب الاثاث الفاخر ومايترتب علي ذلك من توفير مئات الآلاف من فرص العمل للشباب، بشكل مباشر وغير مباش.

 

وتابع :يمكن أيضا زراعة الأشجار المنتجة للوقود الحيوي biodiesel plants مثل الجاتروفا والجوجوبا وهي أشجار تزرع علي مياة الصرف المعالج وتنتج هذه النباتات بذور يستخرج منها زيت يدخل في صناعة زيوت محركات الطائرات عالي القيمة، بالإضافة لإنتاج السولار الحيوي وقد بدأت العديد من الدور باستبدال الوقود الاحفوري (المستخرج من البترول) بالوقود الحيوي وما يترتب علي ذلك من الحفاظ علي البيئة ودعم المنظومة البيئية الدولية وتحقق الدولة المصرية عائد اقتصادي ضخم من زراعه هذه النباتات حيث تبدأ في الإنتاج التجاري بداية من العام الثالث بمعدل إنتاجية 1طن بذور للفدان ويتراوح سعر طن البذور 40-60 ألف جنيه لذلك فالإستغلال الأمثل لمياه الصرف المهدرة وتحقيق أعلى عائد إقتصادى وبيئي وتحقيق الإكتفاء الذاتى من الأخشاب وزيوت المحركات بل وتصدير الفائض للخارج يكون بالاتجاه إلى مشاريع الغابات.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة