إحدى تظاهرات فلسطينىى ٤٨ بمدينة الناصرة
إحدى تظاهرات فلسطينىى ٤٨ بمدينة الناصرة


انتفاضة «عرب 48» تعانق قذائف المقاومة

محمد نعيم

السبت، 15 مايو 2021 - 08:06 م

يتناغم وقع قذائف المقاومة الفلسطينية مع جرْس غليان الداخل الإسرائيلي، وتحديدًا داخل ما يوصف بـ«المدن المختلطة»، وهى اللد، والرملة، وحيفا، وعكا، وأم الفحم؛ وهى مدن جرى احتلالها منذ عام 1948. وفى حين يندمج العرب واليهود فى تركيبتها السكانية، يتعاظم تعداد الفريق الثانى على حساب الأول، حتى أصبح رمزًا مجازيًا للصراع الفلسطينى - الإسرائيلي؛ فالعرب فى تلك المدن أكثر السكان فقرًا وضعفًا وإهمالًا؛ وهم أكثر تهميشًا من الناحية السياسية.

وربما تفسر تلك المعطيات انفجار الأوضاع خلال الآونة الأخيرة داخل «المدن المختلطة»؛ فبينما يطلق عليها الفلسطينيون حتى الآن «المدن الساحلية الأصلية»، أضحت بفعل تراكم الممارسات الإسرائيلية العنصرية، معقلًا للانتفاضة الداخلية، وتهدد بانفجار الوضع داخل إسرائيل، وهو ما يضع رقمًا جديدًا فى معادلة الأمن الإسرائيلي، ويحول دون اقتصار تهديده على ما وراء الخط الأخضر.

وتعبِّر نماذج من عرب تلك المدن عن احتقانها، وتستلهم انتفاضتها من ممارسات إسرائيل فى الحرم القدسي، وحى الشيخ جرَّاح، وتعتبر مؤازرة سكان الحى واجبًا وطنيًا وإنسانيًا. وقبل أسابيع من التصعيد فى غزة، تدفَّق الآلاف من عرب «المدن المختلطة» إلى الشوارع، وأحالوها إلى منابر، لفظوا من فوقها سخطًا معتقًا، وجابوا الميادين والأزقة فى مظاهرات، نددوا فيها بالتعويل على حكومة إسرائيل أو برلمانها فى حلحلة المشاكل.
وفى لقاءات مع الملحق الأسبوعى لصحيفة «هاآرتس»، تقول نادين بدوية، البالغة من العمر 22 عامًا، وتقيم فى الرملة: «إننا نرفع أصواتنا ضد الممارسات الإسرائيلية الخسيسة فى المسجد الأقصى، وحى الشيخ جرَّاح. كيف يمكننا الصمت على منع الأطفال والنساء والشيوخ من الصلاة فى الأقصى؟». بينما تؤكد روان بشارات، البالغة من العمر 38 عامًا، وتقيم فى يافا: «سنواصل التظاهر حتى تتراجع إسرائيل عن قرار إخلاء 700 منزل فى حى الشيخ جرَّاح. لن توفر حكومة إسرائيل منزلًا بديلًا لتلك الأسر، لقد اتهمنا البعض بالخطأ حين أحجمنا عن التصويت فى الانتخابات الإسرائيلية، لكننا كنا على صواب، ولن نشارك فى مسرحية الديمقراطية مجددًا، فمنبرنا هو الشارع وليس البرلمان».

ومن أم الفحم، تقول سيرين جبارين، البالغة من العمر 25 عامًا: «أنا أول متظاهرة تتوجه إلى حى الشيخ جرَّاح فى القدس، للتعبير عن تضمانها مع سكان الحى والمصلين فى الأقصى. وأرى أن هناك علاقة مباشرة بين ما يحدث فى المجتمع العربى داخل إسرائيل والجريمة المنظمة، وتهاون الشرطة المتعمد فى التصدى لتجاوزات وجرائم المستوطنين، وضعف يدها عند التصدى لنهب أراضى ومنازل الفلسطينيين».

أما رقية نصار، البالغة من العمر 19 عامًا، وتقيم فى العربا، فتؤكد أن الواجب الوطنى والأخلاقى والإنسانى قادها لدعم للتضامن مع أهالى الشيخ جرَّاح ضد ممارسات إسرائيل العنصرية.

وتضيف: «أنا على قناعة بأن الاحتلال هو جذر الشر، فضلًا عن معارضتى للاستيطان، الذى يعتمد على مطاردة وتشريد أبناء شعبي. لقد وصلنا إلى وضع جعلنا ندرك أهمية التضامن والوحدة».

توفيق النجار، البالغ من العمر 28 عامًا، ويقيم فى حيفا، يرى أنه يتحتم على اليهود قبل العرب مجابهة العنصرية، وأعمال العنف، وشرطة إسرائيل الفاشلة، والاحتلال، والعمل سويًا من أجل السلام. وأضاف: «فى هذه الأيام العصيبة، سأشارك فى كل احتجاج ضد الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة، وأرى أن الاحتجاجات لن تتوقف حتى تتراجع إسرائيل عن أنشطتها البربرية».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة