فئات مستبعدة من التلقيح فى كولومبيا بسبب الحرب الأهلية
فئات مستبعدة من التلقيح فى كولومبيا بسبب الحرب الأهلية


46 مليون لاجئ حول العالم محرومون من اللقاحات

الأخبار

السبت، 15 مايو 2021 - 08:43 م

 مرام عماد المصرى

تم استبعاد عشرات الملايين من طالبى اللجوء والمهاجرين واللاجئين والنازحين داخليا فى جميع انحاء العالم من برامج التطعيم الوطنية لكوفيد- 19 مما يعنى أن مجموعة متناثرة يبلغ تعدادها على الأقل 46 مليون شخص -أى بحجم سكان إسبانيا تقريبا- قد تناضل من أجل الحصول على اللقاح حتى لو خف النقص العالمى فى الجرعات.

وكشف تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية أنه ومن بين المستبعدين من الحصول على اللقاح، 5.6 مليون شخص نزحوا داخليا بسبب ستة عقود من الحرب الأهلية فى كولومبيا، ومئات الآلاف من اللاجئين فى كينيا وسوريا وما يقرب من 5 ملايين مهاجر فى أوكرانيا.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من بين العديد من البلدان الكبيرة التى تستثنى برامج التطعيم الخاصة بها النازحين الهند ونيجيريا وإندونيسيا. فيما تظهر دول أخرى، مثل باكستان، فى القائمة لكنهم عدلوا منذ ذلك الحين خططهم لجعلها أكثر شمولاً.
وكانت المجموعات الصحية الدولية تدرس مشكلة السكان المستبعدين منذ شهور، ووافقت المجموعات التى تقف وراءمبادرة الوصول العالمى للقاحات كوفيد-19 أو كوفاكس فى مارس على إنشاء قناة للجرعات المحجوزة كملاذ أخير للأشخاص الأكثر ضعفًا فى المجتمعات.
وستعتمد القناة، التى يطلق عليها «الحاجز الإنسانى»، على 5٪ من الجرعات المخصصة للبلدان الفقيرة وذات الدخل المتوسط الأدنى من خلال كوفاكس، وإعادة توجيهها نحو 20٪ من الأشخاص الأكثر ضعفاً لتللك الفئات المستبعدة، على أن تدار من قبل المنظمات غير الحكومية مثل منظمة أطباء بلا حدود.
وقدّرت كوفاكس أن حوالى 33 مليون شخص سيكونون مؤهلين للحصول على لقاحات من المخزن المؤقت، وهو ما يمثل أكثر الفئات عرضة للخطر ضمن هذه المجموعات -العاملون فى مجال الصحة وكبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة خطرة- ومن غير الواضح متى سيتم تطعيم الآخرين فى هذه المجتمعات المستبعدة ومن أى مصدر، إذا حدث ذلك.. وقالت منظمات إنسانية إنه حتى لو تم إدراج جميع المهاجرين واللاجئين وغيرهم من الفئات الضعيفة فى الخطط الوطنية، فسيظل هناك ما بين 60 و80 مليون شخص يعيشون فى الأراضى التى يسيطر عليها المتمردون فى جميع أنحاء العالم والذين سيصعب الوصول إليهم.. ويوضح بحث منظمة الصحة العالمية حجم الفجوات داخل المخططات الحكومية. أكثر من 70٪ من 104 خطط للتطعيم التى تمت مراجعتها استبعدت المهاجرين، تاركة أكثر من 30 مليونًا حول العالم، منهم على سبيل المثال 4.9 مليون شخص فى الهند و2.6 مليون فى ساحل العاج.. كما أن غالبية الخطط التى تمت دراستها لم تشمل اللاجئين وطالبى اللجوء، تاركة نحو 5 ملايين شخص دون تطعيم، منهم 1.8 مليون فى كولومبيا، و590 ألفًا فى سوريا، و489 ألفًا فى كينيا.
وبحسب البحث، تم حذف حوالى 11.8 مليون نازح داخليًا أيضًا من معظم الخطط، مما أدى إلى استبعاد 2.7 مليون نيجيرى وأكثر من مليون هندى.. وناقش خبراء الصحة العامة أن خطط اللقاحات الإقصائية هى فى النهاية هزيمة ذاتية، مما يترك اعدادا كبيرة من السكان غير محمية ولا تزال من الممكن تعرضها للإصابة بالفيروس ونقله، بما فى ذلك المتغيرات التى قد يكون لديها القدرة على التهرب من المناعة التى تمنحها اللقاحات.
وتقول نادية هاردمان، الباحثة فى حقوق اللاجئين والمهاجرين بمنظمة هيومن رايتس ووتش: «لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنًا، وهذا هو نفسه تمامًا لبرامج التطعيم».
واوضحت «ما نراه الآن فى الهند، وما رأيناه فى المملكة المتحدة، هو نتيجة لمجتمع غير محصن، حيث يعتبر مدى تعميم التطعيمات على الجميع فى المنطقة أمرا بالغ الأهمية لاحتواء الفيروس واحتواء المتغيرات المهددة».
وقالت هاردمان: «ففى لبنان مثلا، الذى ضم 1.5 مليون لاجئ يشكلون ثلث سكانه فى خطته الوطنية» لكن ما رأيناه هو معدلات قبول منخفضة للغاية وعدم رغبة السلطات فى تقديم أنواع الوعود والتأكيدات وآليات إيصال اللاجئين والفئات الضعيفة إلى مراكز التلقيح».. ويمكن للبلدان أيضًا التقدم بطلب للوصول إلى المنطقة العازلة الإنسانية لكوفاكس فى ظروف استثنائية، مثل تدفق عدد كبير من اللاجئين.. وهناك أيضًا «مخصص طوارئ» منفصل، مستمد من مخزون الطوارئ نفسه، والذى يسمح للبلدان بالتقدم للحصول على زيادة فورية فى الجرعات الإضافية من خلال كوفاكس فى حالة التفشى غير العادى.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة