صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«الوباء» يجتاح الدول «الفقيرة» .. و«الغنية» تتعافى من آثاره

الأخبار

السبت، 15 مايو 2021 - 08:48 م

 

سميحة شتا

على الرغم من الوعود المتكررة من العالم المتقدم، إلا أنه لم يفعل سوى القليل لتعزيز التلقيح العالمى، والذى يصفه المحللون بأنه فشل أخلاقى ووبائى، فقد ارتفعت طلبات اللقاحات إلى مليارات الجرعات فى كثير من أنحاء العالم المتقدم وتراجعت حالات كورونا، لذلك تستعد اقتصادات تلك الدول لاستعادة الحياة الطبيعية، أما فى العديد من الدول الأقل تقدماً، فينتشر الفيروس وأحياناً يخرج عن السيطرة، وتجرى التطعيمات ببطء شديد لا يمكن معه حتى حماية الأشخاص الأكثر ضعفا.

وفى الوقت الذى أعلنت السلطات الصحية فى الولايات المتحدة، أن الأمريكيين الذين تم تطعيمهم ضد «كوفيد-19» لم يعودوا فى حاجة إلى وضع كمامات فى الأماكن المغلقة، وتفتح فيه النوادى والمطاعم فى الولايات المتحدة وأوروبا ابوابها، يكافح الناس فى دول مثل الهند للحصول على الأوكسجين، وكانت 192 دولة، قد انضمت العام الماضى لبرنامج «كوفاكس»، لتقاسم اللقاحات، وضخت مؤسسة «جيتس» 300 مليون دولار فى مصنع هندى، لتقديم جرعات لفقراء العالم لكن الفيروس ينتشر بسرعة أكبر من أى وقت مضى، خصوصاً فى أمريكا الجنوبية والهند، بينما تتعثر حملة التطعيم فى بقية دول العالم.

وأوقفت الهند، صادرات اللقاح لأنها تكافح ارتفاعاً قياسياً فى عدد الإصابات، مما أدى إلى تأخير الشحنات الحرجة، حيث تقوم الهند بتقديم معظم إمدادات «كوفاكس».

وفى البرازيل، حيث يموت الآلاف يومياً، لم يتلقّ المسئولون سوى عُشر جرعات «أسترازينيكا» التى وُعدوا بها بحلول منتصف العام، وفى بلدان اخرى مثل غانا وبنجلاديش، نفدت إمدادات اللقاح الأولية، ولا يضمن المحظوظون القليلون الذين حصلوا على الجرعة الأولى الحصول على الجرعة الثانية.

عودة الحياة إلى الدول الغنية سيكون لها عواقب وخيمة اذا لم يتم القضاء على الفيروس فى الدول الفقيرة، فالدول التى لم تقدم اللقاح لسكانها يمكن أن تظهر بها سلالات جديدة، مما يطيل أمد الوباء فى الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. ومن المتوقع أن يعانى الاقتصاد العالمى خسائر تقدر بتريليونات الدولارات.

وعلى الرغم من اعلان زعماء العالم تصحيح أخطاء الماضى، واحدثها ندرة لقاح انفلونزا الخنازير فى الدول الفقيرة خلال جائحة ٢٠٠٩، فإن الصعوبات التى تواجه حملة التلقيح الحالية شديدة منها افتقار مبادرة كوفاكس للتمويل، ما جعل من المستحيل التنافس مع الدول الأكثر ثراءً فى إبرام عقود اللقاحات.. صحيح ان بعض الدول الغربية تعهدت فى الآونة الأخيرة بتقديم لقاحات للعالم النامى لكن هذه التبرعات هى نقطة فى بحر.
وحتى مع قيام الدول الغنية بتلقيح مواطنيها، فإنها قد تبدأ فى توفير الجرعات المعززة ضد السلالات الجديدة، وهى ضربة أخرى للدول التى تفتقر إلى قواعد التصنيع.
وقال محللون إن الدول الغربية يجب أن تضغط أيضاً على صانعى اللقاحات، للمشاركة مع مواقع التصنيع العالمية، بغض النظر عن كلفتها ومهما استغرق ذلك حيث يمكن أن يخفف التصنيع المحلى من المخاوف من اللقاحات الأجنبية الصنع.
وبالنسبة لـ«كوفاكس»، كان الاعتماد الشديد على الشحنات من الهند مكلفاً، ففى يناير توقعت تلقى 235 مليون جرعة بحلول أبريل، و325 مليوناً بحلول مايو لكن بحلول مارس تقلصت هذه التوقعات بنحو الثلث.
وبينما تتدافع الدول الفقيرة للحصول على الإمدادات، تكافح العديد منها لاستخدام ما لديها من جرعات قليلة، وهذه الإخفاقات التشغيلية تركت مخزونات اللقاحات تتجه ببطء نحو تواريخ انتهاء الصلاحية، فى البلدان التى لا تستطيع تحمل إهدار أى جرعات.

والمشكلة حادة بشكل خاص فى إفريقيا، حيث استخدمت حوالى 20 دولة أقل من نصف لقاحاتها وفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة «كير»، واحتفظت جمهورية الكونغو الديمقراطية بـ1.7 مليون جرعة من «أسترازينيكا»، وفرتها «كوفاكس»، لمدة شهرين، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة فى أوروبا، ومنذ بدء التطعيمات فى أبريل، تم تلقيح 1888 شخصاً فقط، مما أجبر البلاد على إرسال معظم إمداداتها للدول المجاورة حتى لا تنتهى صلاحيتها.

وقال الدكتور أرسين أديبو، إن التحذيرات الغربية بشأن الآثار الجانبية النادرة للقاحات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى وأدى ذلك إلى تفاقم المخاوف لدى الأفارقة.

ومن بين 92 دولة فقيرة تم توفير اللقاحات لها من قبل «كوفاكس»، قامت ثمانى دول بخفض ميزانياتها الصحية بسبب الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالفيروس، والعديد من الدول الأخرى تكافح لتمويل أنظمتها الصحية جزئياً، لأنها غير مؤهلة للحصول على منح أو قروض أكثر سخاء. فبعض الدول لا تستطيع الدفع لطباعة بطاقات التطعيم، وأن مالاوى، التى تخطط لإتلاف 16 ألف جرعة، وصلت قبل وقت قصير من انتهاء صلاحيتها، تكافح لتغطية بدل الغداء للعاملين الصحيين، الذين يسافرون من منشأة إلى أخرى لإعطاء اللقاحات.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة