صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مواجهة التحورات المستقبلية لـ«فيروس كورونا»

الأخبار

السبت، 15 مايو 2021 - 08:53 م

فى الآونة الأخيرة ظهرت نسخ متحورة من الفيروس المسبب لوباء كورونا تختلف عن النسخ التى تم تطوير اللقاحات الأولى ضدها.. أمام هذا الوضع المتغير للفيروس، اصبح هناك سعى لمعرفة نوع اللقاح الذى يمكننا الاعتماد عليه بشكل أكبر. ويرى باحثون أن التحدى الأكبر يتمثل فى الإسراع بتكييف اللقاحات التى تم تطويرها بالفعل. وليس اختراع لقاحات جديدة.
حاليا يقوم علماء فى بريطانيا بتطوير لقاح جديد لديه تأمين ضد طفرات فيروس كورونا المتحورة. حيث تعمل جامعة نوتنجهام، على تطوير اللقاح الجديد، وتقول إنه سيكون فعّالا ضد أى تحور مستقبلى جديد لفيروس كورونا بعكس اللقاحات التى تم إنتاجها حالياً والتى قد يفشل بعضها فى مواجهة بعض أنواع فيروس كورونا المتحورة.. ترى أخصائية المناعة فى الجامعة ورئيسة شركة ScanCell البروفيسور ليندى دورانت، إن الجيل القادم من اللقاحات يحتاج إلى الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الفيروس لأنه «يتعلم» التهرب من جهاز المناعة..

ولكن إلى أى مدى ستظل اللقاحات التى يتم استخدامها حاليًا كلقاحات «فايزر» الأمريكية فعالة عندما تتكاثر هذه النسخ المتحورة؟
حتى الآن يبدو أنها لا تزال فعالة، لكن رئيس شركة «فايزر» نفسه ألبرت بورلا اعتبر أخيراً أنه من المحتمل أن يضطر إلى تجديد جرعة لقاحه سنوياً بحيث تكون محدثة.
وأمام هذا التحدى تعتمد شركات التكنولوجيا الحيوية مساراً مختلفاً عن اللقاحات الحالية فهى تسعى إلى تحفيز الخلايا اللمفاوية التائية أولاً، وهى جزء من الاستجابة المناعية التى تركز على رصد الخلايا المصابة بالفيروس والقضاء عليها-وليس على الفيروس نفسه.
من ناحية أخرى، تهدف اللقاحات المستخدمة أولاً إلى إنتاج أجسام مضادة تتعرف على الفيروس وتدمره مباشرةً قبل أن يصيب خلية. هذا لا يعنى أن هذه اللقاحات لا تحفز أى استجابة للخلايا التائية -البيانات الأولى مشجعة إلى حد ما- لكنها ليست العنصر الأساسى للعلاج.
ومع ذلك، فإنّ الخلايا اللمفاوية التائية لها نظرياً العديد من المزايا مقارنة بالأجسام المضادة. اذ يمكنها البقاء على قيد الحياة لفترة أطول فى الجسم والاستجابة لمكونات الفيروس التى يقل احتمال تحورها كثيراً عن تلك التى تم اكتشافها بواسطة الأجسام المضادة.
فى فرنسا، تعمل شركتان على مسار «استجابة تاء» هما شركة «او اس اى ايمونوتيرابيوتيكس» وشركة «اوسيفاكس» المنافسة لها فى ليون، للحصول على لقاح عالمى يستجيب لأى متحور محتمل. وحصلت الشركتان على تمويل من الدولة الفرنسية بملايين اليورو. والأكثر تقدماً هو مشروع شركة «ايميونيتى بايو» الأمريكى الذى نشر الشهر الماضى نتائج مشجعة إلى حد ما ولكنه لا يزال فى مراحله الأولى.
لكن فعالية هذه اللقاحات لا تزال غير مؤكدة. لم تقدم أى من الشركات المعنية وعوداً بتطوير مثل هذا اللقاح قبل العام المقبل ويشك العديد من العلماء فى نجاح هذا النهج. ويتساءل البعض عما إذا كان السعى إلى الاستجابة مسبقاً لظهور سلالات جديدة فى المستقبل، وهمياً.
وحذّر عالم الفيروسات البريطانى جوليان تانج من أنه «عندما يكون هناك تطعيم جماعى فإن ذلك فى ذاته ضغط قد يؤدى إلى تطور الفيروس للإفلات من اللقاح أيّاً كان». ورأى فى تطوير مثل هذه اللقاحات «سيفا ذا حدين».
ولكن إذا أصبحت هذه اللقاحات الجديدة واقعاً، فسيتم استخدامها على الأقل فى أوروبا والولايات المتحدة، على الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات الحالية، بالتالى الأجسام المضادة لدى هؤلاء ستكون جاهزة، وهذه هى الحجة التى استخدمها بيروليس للتأكد من أن لقاحه، بحصوله على نتائج إيجابية، سيبدأ استخدامه. وأضاف: «هذا اللقاح سيكمل ويوسع الدفاع المطور بفضل اللقاحات الأولية»، كما يؤكد أن مثل هذا اللقاح سيوفر حماية للأفراد الذين يجدون صعوبة لتطوير الأجسام المضادة فى شكل طبيعى، على سبيل المثال مرضى السرطان والسكرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة