أرشيفية
أرشيفية


الأفراح فى الأرياف.. بذخ وتباهى وتخطت حد الجنون

بوابة أخبار اليوم

السبت، 15 مايو 2021 - 09:59 م

 

الطب النفسى: المبالغة فى الجهاز أصبح قضية سخيفة تفسد الحياة الزوجية

تحكمات الأهالى فى تجهيزات العرائس تزيد نسبة العنوسة.. ودستور «مفيش حد أحسن من بنتى» سيف مسلط على الطرفين

 

رشا حسن

 

الأعياد دائما موسم للزواج خاصة فى قرى الريف المصرى، ومع مرور الزمن تحولت الأفراح إلى نوع من التباهى بين أهل الريف بما يكلفونه فى زواج أبنائهم من تكاليف باهظة فى جميع مراحل الزواج، وإذا لم تتم تكون من العيب فى حق أهل العروسة أو فى حق أهل العريس، أولها طابور طويل من السيارات النص نقل والنقل تتجاوز العشرين سيارة، محملة بعفش بيت الزوجية، تسبقهم سيارة الدى جى التى ترج الطريق بأصوات سماعات الصوت والميكروفونات للتباهى أمام أهل القرية أو الشارع والحى بالعزال الذى أنفق عليه أهل العروسة مئات الألوف من الجنيهات، فهناك بعض الأسر تصر على أن تشترى تليفزيونين وتلاجتين و10 بطاطين وغسالتين.. إلخ المصاريف التى أصبحت عائقا أمام زواج الشباب خاصة فى الريف.

وحول هذه الظاهرة «الأخبار المسائى» استطلعت آراء المواطنين والخبراء والقانونيين، كيفية القضاء على هذه الظاهرة..

يقول أيمن عبدالعظيم جميل المحامى بالنقض إن الأسرة تبدأ في تجهيز ابنتها مبكراً بكل ما تحتاجه في شقتها، وهذا التجهيز قد يبدأ في سن مبكرة وتدفع الأسرة مبالغ كبيرة لتجهيز ابنتها للزواج ومن أغرب حالات تجهيز العروسة تحدث في محافظات المنوفية والغربية وكفرالشيخ حيث يبدو أن هناك اتفاقا بين الجميع على التباهى بمن يدفع أكثر في تجهيز ابنته حتى وصل الأمر ببعض الأهالى لبيع ممتلكاتهم من الأراضى والمواشى وكتابة شيكات حتى يتم تجهيز العروسة بـ3غسالات، 3 ثلاجات، و 90 فوطة، و 25 طقم سرير كبير ومثلها للأطفال، 100 عباية إضافة إلى كميات كبيرة من الملابس الجاهزة تكفي العروس لسنوات ولا بد أن يشاهد جميع من القرية جهاز العروسة كنوع من التباهي بما قدمه والدها في تجهيزها وفى دمياط.

كما التقت «الأخبار المسائى» إحدى الفتيات التى تستعد للزواج التى سردت لنا قائمة الطلبات المطلوبة منها، قائلة إن حماتى يلزمها فى الصباحية جهاز كهربائى غسالة، أو بوتاجاز، أو ثلاجة وده طبعا غير كعك وفطير الصباحية برضه اللى بيزيد على 10 آلاف جنيه عشان أم العريس توزعه على حبايبها وجيرانها، وأن متوسط الفوط اللى بدخل بيها يوصل لـ150 فوطة، غير 30 طقم سرير كبير، و20 طقم سرير للأطفال، و2 طقم صينى، و5 أطقم حلل، ورفائع المطبخ والزينة والبلاستيك وكل شىء منه أضعاف مضاعفة.

وفى إحدى قرى مركز زفتى بالغربية، اعتاد الأهالى أن يكون جهاز العروسة فى سيارات تمر بوسط القرية ليشاهدها الجميع، ويضم الجهاز أحيانا: 3 ثلاجات، 3 غسالات، 7 بطاطين، 6 لحاف، شاشتين، و2 فرن، بجانب «النيش»، لمجرد الزينة، والذى يكلف أكثر من 20 ألف جنيه يظل ما به معروضا للزينة لا يلمسه أحد لمجرد «أنه مكتوب فى القايمة»، وهناك أيضًا 20 شنطة سفر كبيرة مملوءة بالملابس، وأغرب ما فى الموضوع هو إصرار الأهالى على وجود «7 طشت غسيل» مهما كان حجم الغسالات.

ويقول ياسر بيومى أبوالخير المحامى بالنقض إن جهاز العروسة يتخطى في  المنوفية المائتى ألف جنيه، لازم اتنين أو تلاتة من كل جهاز، والناس اتعودت على أنها تجيب حاجات كتيرة وخلاص حتى لو ملهاش لازمة.. إحنا اللى عملنا فى نفسنا كده، وحالات البذخ والتباهى بجهاز العروسة وصلت حد الجنون فى بعض الأماكن، فالمقارنة باتت تحكم الأهالى فى تجهيزات العرائس، و«مفيش حد أحسن من بنتى»، و«اللى جه لبنت عمها لازم ييجى زيه وأحسن.

وحول هذه الظاهرة تقول الدكتورة فاطمة الشناوى خبيرة العلاقات الأسرية  أستاذ الطب النفسي، إن الأصل فى الزواج أن يتحمل الزوج تجهيز بيت الزوجية، وأن المهر من حق الزوجة ولها حرية التصرف فيه، وليس من حقه أن يفرض عليها أن تقوم بالتجهيز به، وهذا ما يجعل للرجل القوامة على المرأة و أنه في ظل الظروف الاقتصادية التي نمر بها لا نستطيع أن نحمل الشاب تكلفة تجهيز البيت بمفرده، وإلا سوف يتزوج الأغنياء فقط، ولابد من المشاركة في تجهيز منزل الزوجية، وليس إجبار أهل العروسة، مشيرة إلى أن ما نشهده الْيَوْمَ من مبالغة في الجهاز أصبح قضية سخيفة تفسد الحياة الزوجية وأنه في بعض المحافظات تقوم العروسة بشراء الهدايا لأم العريس، كشراء غرفة نوم أو صالون لها مع شراء غسالة أو بوتاجاز وأطقم صيني وأدوات منزلية ومفروشات كل ذلك تتحمله العروسة من ضمن الجهاز، مؤكدة أن كل هذه التكاليف هي بمثابة أعباء على العروسة وتضطر الأسرة للاستدانة.

وأن تجهيز العروسة أصبح منافسة بين العائلات على من يستطيع شراء جهاز أكثر لابنته، وهناك بعض الأسر تسيء للعروسة في حالة وجود نقص في جهازها.

مشيرة إلى أن تلك التقاليد استحدثت على الشعب بعد سفر الرجال إلى الخليج للعمل وتكوين الثروة، ورجعوا إلى بلدهم مرة أخرى بالأجهزة والذهب فظهر من هنا التقليد الأعمى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة