أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط
أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط


أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط.. كانت لكلب | صور

نسمة علاء

الأحد، 16 مايو 2021 - 08:53 ص


شهد عام 1963 انتصارًا علميًا رائعًا للجراحة في مصر، حيث قام أحد الجراحين المصريين بإجراء أول عملية جراحية من نوعها في مصر والشرق الأوسط كله، وهي عملية قلب مفتوح بالمشرط وفحصه من الداخل دون أن تتعرض حياة المريض لخطر الموت، والمفاجأة هنا أن المريض "كلب".

عاشت أسرة مجلة "أخر ساعة" اللحظات الحرجة لهذه العملية التي يتوقف فيها القلب عن حركته لمدة ساعة كاملة ثم يعود إلى الحياة بعد نجاح العملية التي استغرقت 3 ساعات كاملة وقامت المجلة بنشر تفاصيلها في يوم 23 يناير من نفس العام.

بدأ العملية

تأهب لإجراء العملية الدكتور "عبد الرحمن فهمي" أستاذ جراحة القلب المساعد ورئيس قسم جراحة القلب والصدر بكلية طب عين شمس، وأصغر رئيس قسم للجراحة بكليات الطب الأربع، وهو نفسه الجراح الأول المسئول عن عمليات القلب الصناعي وقائد الغرفة التي ستعزف سيمفونية القلب الصناعي.

اقرأ أيضا| 3 ألمان يترجون ضابطا مصريا لإيداعهم السجن.. فما السر؟ 

وذهب الدكتور عبد الرحمن حجرة العمليات وهي عبارة عن حجرة متواضعة بداخلها جهاز ضخم وهو أول جهاز للقلب الصناعي وصل إلى القاهرة والشرق الأوسط كله، وثمن هذا الجهاز وحده 45 ألف جنيه، وهو يمثل أمل الألوف من مرضى القلب الذين يتعذر عليهم السفر إلى الخارج لإجراء هذه الجراحة الخطيرة.

قديما لم يكن الجراح يستطيع أن يقترب من القلب فإحداث أي ثقب في القلب يسبب مباشرة انفجار الدم من كل مكان ويموت المريض بعد أقل من ثانية، فالقلب يدفع 4 لترات من الدم في كل دقيقة.

أما هذا الجهاز فهو الذي يقوم بمهمة النبض والحركة ويدفع الدم إلى الجسم وينظم الدورة الدموية بدلا من القلب الطبيعي أثناء العملية الجراحية.

وقام الدكتور عبدالرحمن بالاستعدادات اللازمة ورقد "الكلب" الذي تقرر إجراء التجربة عليه على السرير وأخذ الدكتور عبدالرحمن يجري بعينيه بين التقارير، ثم أمسك بالمشرط وهو يشير إلى مساعديه بالاستعداد للبدء في إجراء العملية الجراحية.

وأرتفع في الحجرة صوت القلب الصناعي وهو يدوي ليعلن استعداده لبدء العملية وأخذت آلة أخرى تتحرك بسرعة وهي آلة الكي الكهربائي التي تستخدم في سد الشرايين أثناء العملية.

وقام الجراح بشق الجلد في مكان الصدر وبدأ القلب يظهر وقد غاص في بركة من الدماء وكان القلب يضرب بعنف وقوة رغم المرض الذي بداخله.

وكان الكلب الذي أجريت عليه العملية الجراحية يرقد وجميع أجزاء جسمه تتصل بالكثير من الأجهزة والأسلاك والخراطيم والأنابيب، وذلك كله لنقل حالة المريض ثانية بثانية ولتوصيل الدم من المريض إلى القلب الصناعي لتنقيته وتغذية الجسم به أثناء العملية.

- درجة الحرارة 10 مئوية

وساد الحجرة صمت رهيب وأخذ كل واحد من الأطباء في حجرة العمليات يتطلع إلى أصابع الدكتور عبدالرحمن وقد أمسك بالمشرط بين أصابعه وأخذ يجري به بسرعة في المنطقة حول القلب وأعد كل شيء.

وفجأة قطع الجراح الصمت وهو يقول بهدوء: واحد.. اثنان.. ثلاثة، ثم مد الجراح يده ورفع الكلبشات ليندفع دم المريض في الخراطيم ومنها إلى القلب الصناعي ودار الدم دورته.

وبدأت درجة حرارة الدم تنخفض تدريجيًا، وبالتالي بدأت حرارة القلب تنخفض، وبالفعل انخفضت درجة الحرارة تدريجيًا من 37 درجة مئوية إلى 10 درجات، وتوقف النبض وتوقفت الدورة الدموية وتوقف كل شيء.

وبدأ القلب الصناعي دورته، فهو يقوم بنفس دور القلب ولكنه يبرد الدم الواصل إلى القلب حتى تصل درجة الحرارة إلى 10 درجات مئوية وهي الدرجة التي يتوقف عندها القلب الطبيعي ويتوقف معه أيضا القلب الصناعي وتموت الحياة في القلب لمدة ساعة وبعد ذلك يجري الطبيب كل ما يريده داخل عضلة القلب.

عند تحويل دورة الدم إلى القلب الصناعي يتم نقل الدورة الدموية كلها إليه فيستطيع الطبيب أن يفتح القلب الطبيعي ويتفحص الخلل الذي أصابه دون أن يعرض المريض لخطر انفجار القلب أي للموت.

- إنهاء العملية الجراحية

وبعد انتهاء الساعة التي توقف أثناءها القلب سارع الجراح بإغلاق الجرح الذي شق به عضلات القلب بثماني غرز.

- إعادة الحياة إلى القلب

قال الدكتور عبد الرحمن نفس كلماته عندما بدأ العملية الجراحية: واحد.. أثنان.. ثلاثة، وتم رفع الكلبشات مرة واحدة واندفع الدم في القلب الصناعي عائدًا إلى القلب الطبيعي ساخنًا بعد أن مر بمسخنات ليدور الدم دورته العادية في جسم الكلب وكأن شيئًا لم يحدث.

- أخطر لحظة في العملية

اللحظة الحرجة في العملية كلها هي لحظة رفع الكلبشات وإعادة الحياة إلى القلب الذي مات ساعة كاملة، وعدم انتظام ضربات القلب بعد إعادة دورة الدم يعني فشل العملية.

وبعد انتهاء العملية التفت الدكتور عبد الرحمن للأطباء وقد لمحوا في عيني الدكتور الشاب الذي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين بريق عجيب بعد انتظام ضربات القلب التي تدل على نجاح العملية، بريق أكبر انتصار علمي حققته كليات الطب في علم الجراحة في هذا الوقت.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط

أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط

أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط

أول عملية جراحية بالقلب في الشرق الأوسط

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة