جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

لعبة «التريث الأمريكي» لم يعد لها مكان!!

جلال عارف

الإثنين، 17 مايو 2021 - 06:59 م

لم يكن منتظرا من جلسة مجلس الأمن الأخيرة، وهى الثالثة بشأن العدوان الإسرائيلى الغاشم على الشعب الفلسطينى أن يصدر عنها أى قرارات، بل كانت جلسة لعرض وجهات نظر أعضاء المجلس علنا.. ولهذا وافقت عليها الولايات المتحدة التى سبق لها أن عطلت صدور قرار أو حتى بيان من المجلس فى جلستين سابقتين تحت دعوى الحاجة للتريث وإعطاء الجهود الدبلوماسية والاتصالات السياسية فرصة للتهدئة ووقف إطلاق النار!!
وكانت الولايات المتحدة - قبل الجلسة الأخيرة - قد أعربت عن استعدادها لبحث إصدار بيان لمجلس الأمن هذا الأسبوع واقترحت موعدا له اليوم «الثلاثاء». وكان هذا يعنى - فى الواقع - منح إسرائيل غطاء أمريكيا لتواصل عدوانها على مدى الأسبوع.. وهو ما استغلته إسرائيل أسوأ استغلال بتصعيد هجومها الوحشى على الشعب الفلسطينى ونشر الدمار فى غزة، وتوسيع ميدان العمليات العسكرية إلى الضفة، وفرض المزيد من الإجراءات الانتقامية ضد الفلسطينيين فى الأرض المحتلة عام ١٩٤٨.
موقف «التريث الأمريكى!!» لم يوقف الجهود المبذولة لإيقاف العدوان وفى مقدمتها جهود مصر المتواصلة، لكنه كان سندا لإسرائيل فى عدم التجاوب - حتى الآن - مع هذه الجهود، وتصعيدها للعدوان واستهدافها للمدنيين وقتلها للمزيد من الأطفال الأبرياء، واستهداف الصحفيين فى غزة فى محاولة لإخفاء ما ترتكبه من جرائم هناك عن أعين العالم.
تدرك الولايات المتحدة بلا شك أن «لعبة التريث» لا يمكن أن تستمر طويلا، ويدرك العالم كله أن «الدفاع عن النفس» لا يمكن أن يعنى «الدفاع عن الاحتلال» أو السماح لجرائم الحرب أن تمر بلا حساب. وتعرف إسرائيل جيدا أنها - مهما أوغلت فى العدوان - لن تخرج منتصرة، بل سيكون عليها أن تواجه الحقيقة وتنصاع لقرارات الشرعية الدولية وتدرك أنه لا حل إلا إذا حصل شعب فلسطين على حقوقه وتحررت أرضه وقامت دولته.
هل ستتوقف «لعبة التريث الأمريكى» فتوقف إسرائيل عدوانها الهمجى على شعب فلسطين.. أم سينتقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على طلب دولة فلسطين، حيث لم تكن إسرائيل تجد فى صفها إلا جمهورية ميكونيزيا و«أمريكا ترامب» فى مواجهة العالم بأسره؟!
رغم تركة ترامب الثقيلة فى هذا الملف، فلا شك أن إدارة «بايدن» تدرك قبل غيرها أن «التريث» لابد أن ينتهى، وأن العدوان الإسرائيلى لابد أن يتوقف فورا.. وإلا فإن خسارتها ستكون أكبر من كل التقديرات!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة