جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

تاريخ جديد يكتبه شعب فلسطين

جلال عارف

الثلاثاء، 18 مايو 2021 - 06:06 م

ربما كان هذا هو التطور الأخطر فى القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة.. بالأمس ساد الإضراب العام كل أراضى فلسطين، وخرجت المسيرات والمظاهرات السلمية تعلن الإرادة الواحدة لشعب فلسطين ضد الاحتلال ورفضاً لجرائمه، وطلباً للحرية، وانتصاراً للقدس العربية للأبد.
والأهم فى هذا التطور الخطير أن الدعوة لهذا الإضراب جاءت من الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام ٤٨ عبر اللجنة العليا للمتابعة يستجيب لها الجميع، ولتؤكد الظاهرة النبيلة التى فجرت انتفاضة القدس وأكدت وحدة الشعب الفلسطينى على كل الأرض الفلسطينية، وأعلنت للدنيا أن هوية الشعب الفلسطينى أكبر من كل بطش الاحتلال، ومن كل الظلم التاريخى الذى وقع عليه، وأنه هو الحقيقة الكبرى الباقية فى هذا الصراع الذى لا يمكن أن ينتهى إلا بانتصار الحق الفلسطينى واستعادته لكل حقوقه المسلوبة.
منذ بداية هذه الجولة من الصراع، كان هدف إسرائيل نقل مركز الصراع من القدس العربية الأسيرة إلى غزة، ومحاولة تصوير عدوانها على أنه معركة بينها وبين «حماس» وليست حرباً ضد شعب فلسطين بأكمله.. ورغم كل بشاعة العدوان الصهيونى على غزة والقتل والدمار الهائل، فقد بقيت الحقيقة أكبر من كل التزييف الإسرائيلى.
سوف ينتهى العدوان الإسرائيلى الإجرامى الحالى لأن غطاء «التريث الأمريكى» لن يستمر طويلاً، ولأن «نتنياهو» لن يستطيع السير بلا نهاية فى هذا الطريق شديد التكلفة على الكيان الصهيونى، وستبقى الحقيقة الأساسية التى أكدت مرة أخرى وهى وحدة الشعب الفلسطينى على كل أرض فلسطين، ونضاله العادل من أجل استعادة حقوقه وتحرير أرض وبناء دولته المستقلة بعاصمتها الأبدية فى القدس العربية.
الإضراب الفلسطينى بالأمس كان إعلاناً عن واقع جديد يفرض نفسه، شعب فلسطين يوحد صفوفه ويعلى إرادته على كل من تصور أن قضية فلسطين رهن التصفية بحروب الابادة، أو بصفقات مشبوهة أو بتطبيع مجانى، أو بصراع أحمق على سلطة وهمية. فلسطين عادت وشعبها يقول كلمته التى لم يعد من الممكن تجاهلها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة