غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

ضرب الزوجات.. فى المسلسلات!!

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 18 مايو 2021 - 06:19 م

ما كل هذا العنف ضد المرأة الذى اصطدمنا به هذا العام فى مسلسلات رمضان؟
ضرب الزوجات وسبهن والقسم عليهن بالطلاق، كان أمرا عاديا فى معظم المسلسلات، ليس فقط وسط الطبقات الشعبية، بل ووسط الطبقة المثقفة أيضا، وكأن هذه المعاملة المهينة للزوجات والأمهات هى الأصل داخل بيوتنا!
ففى مسلسل «اللى ملوش كبير»، الزوج رجل الأعمال يضرب البطلة باستمرار، لدرجة فتح الدماغ «عادى خالص»، وفى مسلسل «ضل راجل»، الفنانة نور الطبيبة المحترمة، يضربها زوجها ضربا مبرحا بالبونيات والشلاليت لدرجة أنه يتسبب فى إجهاضها، «كل ده لمجرد أن حضرته عصبى».
وأروى جودة، التى عاشت معظم حياتها فى فرنسا فى مسلسل «حرب أهلية»، يضربها زوجها ويهينها طول الوقت، وتنكمش أمامه ذليلة ومكسورة، أما فى «لعبة نيوتن»، فتظهر الزوجة منى زكى كطفلة ساذجة، متوترة دائما، ولا تستطيع اتخاذ أى قرار صائب بدون زوجها.
ومن صور تحقير المرأة أيضا فى مسلسلات هذا العام، تكرار جملة «علىّ الطلاق» و»علىّ الحرام»، على لسان الأزواج، رغم سعى الدولة لمحاربة الاستخدام العشوائى لهذه الجملة التى تفقد الزواج قدسيته، وتخرب البيوت وتسيئ للمرأة والمجتمع.
أنا مع حرية الفن والإبداع، لكنى أرفض أن يسير الفن عكس رؤية الدولة، بما يهدم جهود مؤسساتها، فالإعلام أكثر المؤسسات تأثيرا، فى الفكر والثقافة، ومسلسلات رمضان بالذات، تجمع حولها الملايين من كل الأعمار فى نفس الوقت، وهى فرصة يجب استغلالها لدعم أفكار إيجابية، لا لهدمها. ولا يصح أن نظل ٢٩ حلقة نغرس سلوكيات وأفكارا وألفاظا شاذة، ثم نحاول إصلاحها كلها فى الحلقة الـ٣٠!!
بعيدا عن الصورة القاتمة، فقد بهرنى وبهر الكثيرين مسلسل مختلف، أراه من المسلسلات القليلة التى اعتلت عرش النجاح هذا الموسم، وهو مسلسل «خلى بالك من زيزى»، الذى تمت كتابته بوعى ومهنية، ولم يخل فى نفس الوقت من كل عناصر العمل الإبداعى، بالإضافة متعة المشاهدة، ولنا فيه حديث آخر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة