الأربعاء، 19 مايو 2021 - 05:51 م

لم يعد خفيا على أحد أننا نحتاج إلى منظومة أخلاقية جديدة تنظم العلاقات الاجتماعية، فما هو متعارف عليه ومتناقل بين الأجيال لم يعد يصلح لهذا العصر وخاصة مع الجيل الجديد. عندما طرح مصطلح العولمة فى التسعينيات لم أفهم معناه بدقة. كان كل فهمى يتمحور حول؛ أن السماوات المفتوحة ستحول العالم إلى قرية صغيرة، حين شاعت القنوات الفضائية وكانت قمة الاطلاع على العالم أجمع بضغطة زر، لكن مع الإنترنت ثم انتشار الهواتف المحمولة التى سرعان ما تحولت إلى هواتف ذكية أحضرت العالم كله بين راحتينا، انقطع التأثير المجتمعى على الأفراد، وأصبح المطروح على الناس من أنماط معيشية شديد التنوع، وحتى لو اكتفينا بالمشاهدة والنقد فى البداية، فإن التغيير سيتسلل إلينا تدريجيا حتى نجد أنفسنا وقد ضقنا بأطرنا التقليدية ونطالب بالمزيد.
هذا ما حدث ويحدث كل يوم ونلاحظه بوضوح فى جيل أبنائنا، فلا نفعل سوى الاستهجان والرفض. لن يذهب بنا هذا السلوك إلى منطقة تفاهم ولن نفعل بالصراع سوى ما يحدث على الأرض بالفعل من اضطراب فى المنظومة الأخلاقية للمجتمع، فنحن نتشدق بمبادئ لم يعد لها وجود حقيقي. نحتاج إلى اعتراف ومكاشفة ثم اتفاق على عقد اجتماعى جديد ينقلنا إلى العصر الحديث.