د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

أصل الخيانة!

محمد حسن البنا

الأربعاء، 19 مايو 2021 - 06:32 م

نقاط ضعف عناصر حماس هى الجنس والمال إسرائيل برعت فى استخدام نقاط الضعف وتمكنت من إختراق جميع مؤسسات وأجهزة حماس

لم تقف دولة ولم يقف شعب مع القضية الفلسطينية مثلما وقفت مصر وشعبها. والى الآن رغم ما عانيناه من جماعات الارهاب التى تسيطر على قطاع غزة. ورغم ذلك أيضا إلا أن الرئيس والحكومة قد سخرت امكانياتها دعما ومساندة للفلسطينيين بغزة ضد العدوان الاسرائيلى الارهابى على الشعب الفلسطينى. منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم عام ٢٠١٤، وأعلن أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية بالنسبة لنا ، وبذلت العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى ، الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها. وقرر الرئيس تقديم كافة المساعدات المطلوبة لانقاذ ارواح الابرياء فى غزة، وأصدر توجيهاته بفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة. كما قررت هيئة الإسعاف المصرية تسخير كافة إمكانياتها لصالح نقل المصابين الفلسطينيين من معبر رفح إلى المستشفيات المصرية.

أقول هذا بمناسبة المزايدات التى تصدر من هنا وهناك حول موقف مصر. آن الأوان لندرك الأحداث على حقيقتها. ظللنا عقودا مضللين بفتح اللام ومضللين بكسرتها. وحتى لا نكون أداة فى يد أهل الشر يجب الا ننسى ما فعلوه بمصر وشعبها وجنودها ، حتى تم ردعهم ، ولكن بعد ملايين الشهداء الذين رووا بدمائهم رمال أرض الفيروز ، سيناء الحبيبة. نحن مع الشعب الفلسطينى فى حقوقه ، ومنذ عام 1948لم تتأخر مصر يوما عن قضية فلسطين.

ولم تدخر جهدا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين. ودائما الأولوية للقضية الفلسطينية. وبذلنا الشهداء من أجل استرداد الأرض وعودة الكرامة للشعب العربى كله فى انتصار اكتوبر 1973 ، وأيضا فى معركة السلام مع العدو الصهيونى قدمت مصر الحل الأمثل للقضية الفلسطينية ، ولا ننسى مؤتمر مينا هاوس الذى رفضه الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ، وهم الآن يلهثون للمطالبة به أو حتى بربعه !.

فضح الاخوان

عندما تطالع صفحات السوشيال ميديا والمواقع الاخبارية تصدمك الآراء المتعارضة. لكننى توقفت امام تقرير لمحطة سكاى نيوز عربية تؤكد فيه متاجرة الاخوان بالقضية الفلسطينية. تقول فيه "مع تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى الأيام الماضية ، تصاعدت حملات الهجوم والتشويه من جانب عناصر الإخوان للأدوار العربية الفاعلة ، التى تهدف لعودة التهدئة. وقال خبراء : إن جماعة الإخوان لا تكف عن محاولاتها بث الشائعات وإثارة الفوضى وحملات التشويه الممنهجة ، لإطالة أمد التوتر والتصعيد ، ضمن سياساتها للمتاجرة بالقضية ومعاناة الشعب الفلسطينى.. ونشر الصديق سمير سالم على صفحته بالفيس بوك تحليلا فى غاية الأهمية عن العدوان الاسرائيلى المتكرر على غزة. وتساءل : تمثيليه ام حرب ؟!. ما هى اهداف حماس من قصف اسرائيل ؟ وما هى اهداف اسرائيل من قصف غزة ؟ سؤالان يجب ان يفرضا نفسهما على عقل كل فلسطينى ومصرى وعربى قبل ان يتفاعل مع الموقف. المفروض ان اهداف حماس هى تكبيد اسرائيل حجم خسائر كبير يجعلها تدرك ان سعيها لتحقيق سلام مع الفلسطينيين افضل لها واقل تكلفه وان استمرارها فى رفض اعطاء الفلسطينيين حقوقهم سيكلفها ثمنا لا تستطيع تحمله فتسارع اسرائيل بالسعى للتفاوض مع الفلسطينيين لاعطائهم حقوقهم لتتوقف حماس عن قصفها.لكن الواقع ان قصف حماس لاسرائيل بدون خسائر مؤثرة. كما ان اسرائيل المفروض انها تقصف غزة بهدف القضاء على حماس والمقاومه. واسرائيل تمتلك جيشا قويا وترسانه عسكريه تمكنها من تنفيذ ذلك بسهوله مطلقه، لكن المدهش ان القصف الاسرائيلى لا يستهدف حماس بل كثيرا ما تكون نتيجة القصف تخلص حماس من اعدائها من منظمات المقاومه الاخرى ومن ابناء فلسطين الذين يرفضون حماس ، ولكنها تعطى اسرائيل المبرر امام العالم لقصف غزة ، دون مقتل اي من قادة حماس المؤثرين ، لأن حماس العوبة فى يد اسرائيل تعمل لخدمة اسرائيل وتحقيق اهدافها وليست منظمه مقاومه فلسطينيه تعمل لتحقيق اهداف شعب فلسطين كما يصورون للسذج.

الرأى العام

وتأكيدا لهذا التحليل ، فإن اسرائيل تقوم بتحذير سكان المبانى الكثيفه السكان بانها ستقوم بتدمير المبنى وتعطيهم مهله لاخلائه !؟. ليس حبا فى ابناء فلسطين ولا بدافع الانسانيه ولكن خوفا من ان يدفع عدد القتلى الكبير إلى اثارة الراى العام الدولى ضد اسرائيل. وكأن اهم اهداف العدوان هو اجبار سكان غزة على التفكير فى مكان اخر غير غزة يرحلون اليه. تكرر هذا السيناريو كثيرا على مدار التاريخ عدة مرات.

قائمه الاعتداءات الاسرائيلية على غزة منذ عام ٢٠٠٠ عقب مقتل الشهيد محمد الدرة، وحتى اليوم ، نلاحظ ان حماس سيطرت على غزة ٢٠٠٧ ، وانفصلت بها عن السلطه الفلسطينية. حدث تطور خطير لفت انظار الدولة المصرية فى ٢٠٠٨حيث تحت وقع الحصار الاسرائيلى لقطاع غزة ، وبتوجيه من حماس وتنظيم كوادرها قامت وحدات حماس بنسف السورالحدودى بين غزة ومصر واستخدمت البلدوزرات فى فتح ثغرات به ، واندفع مئات الالاف من ابناء فلسطين واقتحموا الحدود المصريه وصولا إلى العريش ومثلث رفح الشيخ زويد العريش الذى جاء بصفقه القرن. وظلوا اكثر من اسبوعين يتنقلون بين مصر وغزة وكأن خط الحدود قد اختفى. وبهدوء وضبط نفس كبير قامت السلطات المصريه بترحيلهم واعادة بناء خط الحدود. السؤال : لماذا وجهت حماس ذلك الاجتياح تجاه مصر وليس تجاه اسرائيل طبقا لحق العودة إلى فلسطين الذى ينادى به كل ابناء فلسطين؟!

لقد انتبهت الدوله المصرية إلى ان ما حدث مجرد بروفه لترحيل كل ابناء غزة إلى سيناء. وان هناك خطه اسرائيليه بالاتفاق مع حماس على ذلك. اثق ان الاجهزة والمؤسسات المصريه وضعت اكثر من سيناريو للتعامل مع ذلك ، ومنع تنفيذه مهما كان الثمن. لهذا يجب ان نقرأ العدوان الحالى على غزة بنفس السيناريو السابق ، واذا حدث اجتياح من ابناء غزة للحدود المصريه ، سيتقدم الجيش الاسرائيلى إلى خط الحدود ويمنع عودتهم إلى غزة وبذلك سيحتل ابناء غزة مثلث رفح العريش الشيخ زويد. ويفرضون صفقه القرن ولو تصدت له مصر سيقوم الاعلام الصهيونى بنشر اكذوبة ان مصر تشارك اسرائيل فى قتل الفلسطينيين. ثم يخفون اسرائيل لتصبح الصورة التى يروجونها ان مصر تقتل الفلسطينيين الغلابة. وأثق ان الدوله المصريه مستعدة. وتمتلك اكثرمن سيناريولافشال المؤامرة.

الدراما كشفتهم

نأتى إلى أخطر فضيحة لجماعة الاخوان والجماعات الارهابية المناصرة لهم ، بعد تعريتهم بالحقائق التى كشفتها الدراما المصريه وتم تجسيد بعضها فى مسلسلات ( الاختيار ١ / الاختيار ٢ / هجمه مرتدة / القاهره كابول ). فهم مجرد تجار دين ، وفضح حقيقه عمالتهم للصهيونية واسرائيل وامريكا.وبالتالى فإن تمثيل حماس لدور المقاومه ضد العدوان الاسرائيلى ، لن يمنحهم صك الغفران. وهنا دورنا جميعا ان نتصدى لفضح الحقيقه حتى لا ينخدع احد فيهم. حماس صاحبة الخبرة الكبيرة فى الانفاق ، لماذا لم ينفذوها للمدن الاسرائيلية القريبة من غزة ؟!. والسؤال المحير: أين يختفى هؤلاء الاشاوس من حماس اثناء كل عدوان اسرائيلى على غزة ؟!.والسؤال الاكثر حيرة لماذا لا يقتل احد منهم فى كل الاعتداءات الاسرائيليه على غزة ؟! اتمنى ان يفكر كل فلسطينى فى هذه الاسئلة ، وان يفكر كل مصرى فيها قبل ان يتفاعل مع تمثيلية العدوان.

إستغلال المأساة

ألا تلاحظون إختفاء الجماعات الارهابية وعلى رأسها جماعة الاخوان المجرمين عن المشهد المأساوى الذى يعيشه الشعب الفلسطينى وتعيشه غزة والمدن الفلسطينية. وراء هذا سر خطير يؤكد الغدر والخيانة فى دمائهم. أليس من العارأن ينجح الموساد الإسرائيلى نجاحا مذهلا فى اختراق أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس. فى 11 يوليو 2020 فوجىء العالم بفضيحة ، فقد أعلنت إسرائيل أن أحد كبار القادة الميدانيين لكتائب القسام إسمه عز الدين حسين ، قد هرب من غزة إلى إسرائيل بحرا بواسطة زورق إسرائيلى ، وذلك بترتيب الموساد الإسرائيلى فى عملية إستغرقت 72 ساعة. وتعتبر كتائب القسام درة تاج أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس. وكان عز الدين حسين مسؤولا عن وحدة الكوماندوز البحرية لحماس. وكان أيضاً مسؤولا عن وحدة الصواريخ البحرية التى تطلق عن طريق الكتف. وعندما فر إلى إسرائيل أخذ معه جهاز الحاسب الآلى المركزى لشبكة معلومات كتائب القسام الأليكترونية التى تحتوى على سجل تفصيلى يضم معلومات كاملة لكل قيادات وعناصر القسام، (أماكن سكنهم وخط سيرهم وأرقام هواتفهم). وكذلك تفاصيل شبكة الأنفاق التى حفرتها حماس فى غزة.. وكشفت صحيفة الشرق الاوسط عن شبكة تجسس ضخمة تضم عددا من كبار قادة حماس ، يعملون لصالح اسرائيل. أحد هؤلاء هو المدعو/ محمد عمر أبو عجوة ، وهو ضابط برتبة عقيد فى جهاز الأمن الداخلى التابع لحماس ، والمضحك أن أبو عجوة كان أيضاً إمام مسجد الشجاعية !! ، وكان مشرفا على مكافحة التجسس ، ومسئولا عن دورات تدريبية بها. كما كشفت رسالة دكتوراة بالجامعة اللبنانية عن ان الموساد الاسرائيلى يستخدم الجنس والمال فى تجنيد العملاء. واخترقت بها مؤسسات وأجهزة حماس.

الزوج وطن

أعجبتنى خواطر الدكتورة نهى الخطيب العميد السابق لكلية العلوم الادارية عن رحيل أستاذنا الدكتور محمد حسن العزازى أحد رواد العلوم الادارية بمصر. قالت : حين يصبح الزوج وطن. تزوجها (ألمانية) بعد قصة حب وعمره 18عاما.. حين غادر مصر إلى ألمانيا لاستكمال دراسته..
أحبها.. فعشقته. تدينت بديانته..رافقته كل مشوارحياته..سنوات بالسعودية.. وسنوات باليمن.. إلى أن استقروا بمصر..ترافقه بكل رحلات العمل متى ما كان فى الامكان..هو طفلها المدلل، وأولى أولوياتها دائماً وأبدا ً- حتى بعد أن أنجبت ابنهما الوحيد (رحمه الله).. كان كلما جاء الأكاديمية يطلبنى فأذهب اليه بمكتبه..فيخرج من حقيبته lunch box ، ويخرج منها منديل سفرة قماش.. يفرده لى بنفسه ، ويقدم لى أجمل ساندوتشات أعدتها له زوجته.. أتت كل مكوناتها مباشرة من ألمانيا- حتى الخبز..ويُقسم أنه لن يتناول منها أى قطعة الا لو شاركته بها..وأعترف أننى أصبحت أنتظر مجيئه حتى أشاركه وجبته الجميلة.. بل وأسأله عنها اذا نسى..السيدة الجميلة ايلكا تركت بلدها من أجله وتأبى دائماً أن تعود اليها مهما قست عليهما الظروف..وفى بعض الأزمات كان يراوده التفكير أن يعود إلى ألمانيا.. وكانت ترفض هى..وكلما سألناها.. هل تفتقدين بلدك (ألمانيا) ؟ أجابتنا :لا.. أنا بلدى هى بلد موهامد (محمد)..أنا عايشة عشان موهامد.. "و حين توفى.. سألتها باكية : هل تنوين الرحيل ؟ فأجابتنى : "سأظل بجوار موهامد حتى وهو مدفون تحت الأرض." حقاُ ما أجمل أن يصبح الزوج وطناً.وأنت أستاذى الحبيب أجمل الأوطان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة