علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

الجرح النازف أبداً

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 19 مايو 2021 - 07:03 م

ما تشهده غزة ليس سوى حرب غاشمة، لا يفرق فيها السلاح الاسرائيلى بين مدنى وعسكري، طفل أو امرأة ومن ينتمون إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة، وتحت لافتة «حماية أمن اسرائيل» ترتكب المجازر على مدار الساعة، وتسيل الدماء أنهاراً، وعجز المستشفيات فى القطاع عن استيعاب ضحايا الغارات الاسرائيلية، ويدفع الاهالى العزل فواتير باهظة، يتم تسديدها بالنيابة عن «حماس» وبقية الفصائل الملتحفة بعباءة الاسلام السياسي، ليبقى قطاع غزة رهينة مرة لديهم، ومرات ضحية للعدوان الاسرائيلي، الذى اعتاد على استخدام القوة المفرطة، بينما ما يسمى بالجهود الدبلوماسية، والتحركات السياسية تقف عاجزة، أمام نطاق غير مسبوق من العنف الاسرائيلي، لتبقى غزة الجرح النازف أبدا.
لاخطوط حمراء، أو من أى لون تتوقف عندها دائرة الصراع الدامي، الذى شهدناه يتجاوز كل ما سبق، وبآليات غير معتادة، فما يحدث يعكس تصعيداً بلاسقف، دفع عشرات آلاف من فلسطينى غزة إلى النزوح، بينما هم اساساً نازحون، فإلى أين المسير، وأى مصير ينتظر عائلات تعانى منذ عقود، بلا أفق لحل؟!
كان بعض قادة الكيان الصهيونى لا يخفون احلامهم باختفاء غزة أو غرقها، واليوم يستبدل نتنياهو وحلفاؤه هذا الحلم بواقع كابوسى عندما يغرقون غزة فى جحيم من النيران من البحر والجو والبر، وكأن غزة  مازالت تحتمل مزيدا من النار والدم!
كل فلسطينى يدفع ثمنا باهظا فى ظل غياب وطن مستقل يضمن لمواطنيه ابسط حقوق البشر، لكن فى غزة فإن أهلها الاشد خسارة على جميع الاصعدة الانسانية والوطنية  والمادية، إذ يبقى الغزاوى بين مطرقة الاحتلال وسندان من اختطفوا القطاع بليل، ومازالوا يصرون على التلاعب بمصير القطاع وأهله!
ويبقى السؤال: إلى متى تظل غزة أكثر جراح الجسد الفلسطينى نزفاً، وإلى متى يدفع أهلها اثماناً وتكاليف لحساب من لا يعنيهم سوى مصالحهم على الجانبين؟
ربما تكون الخطوة الرشيدة - فى هذا السياق - أن يدرك من احترفوا اشعال الحرائق، أن اللجوء إلى القوة ليس مثمرا فى كل الاحوال، لاسيما فى ظل غياب أبسط معايير توازن القوة بأى من معانيها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة