طالبة الحقوق الصعيدية
طالبة الحقوق الصعيدية


طالبة الحقوق الصعيدية.. قدمت حياتها ثمنًا للدفاع عن زوجها

أبو المعارف الحفناوي

الخميس، 20 مايو 2021 - 04:28 م

قصة مأساوية شهدتها محافظة قنا، بعد مقتل طالبة في السنة الرابعة بكلية الحقوق، وجنينها بين أحشائها، بعد أن ضحت بحياتها فداء لزوجها، الذي تربص مسلحان به لقتله، اتتقاما منه بسبب " غبار" سيارته عليهما في قرية الحجيرات بقنا.

القصة التي أبكت المئات من أصدقاء الطالبة وزوجها، خلال الأشهر الماضية، أسدلتها محكمة جنايات قنا، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، بالحكم على المتهمين غيابيا، بإحالة أوراقهما إلى المفتي، للحصول على الإذن الشرعي في اعدامهما.

قاعة المحكمة شهدت حضور عدد كبير من المحامين، الذين أعلنوا وقوفهم بجانب صديقهم المحامي، زوج المجني عليها، وفور صدور الحكم ردد زوج المجني عليها عبارة «الحمد لله على كل شيء، وننتظر عقوبة الآخرة وحكم قاض السماء».

تعود أحداث الواقعة إلى 24 ديسمبر 2020، عندما وجهت النيابة العامة للمتهمين «بدوي.ع.م.م» ونجل شقيقه «رجب.س.ع.م»، تهمة قتل «آية محمود أحمد جاد» ربة منزل، وطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق جامعة جنوب الوادي، وكانت حامل بالشهر الثالث، والشروع في قتل زوجها علاء محروس، محام، بسبب خلافات عائلية نشبت بينهما.

لم يكن المحامي القنائي، وزوجته، على علم أن حلمهما، الذي بدأ سريعًا سينتهي سريعًا، وبهذه الطريقة الصعبة، فلقد أتم زواجهما بعد خطبتهما بثلاثة أشهر، وقتلت زوجته بعد ثلاثة أشهر من الزواج وهي تحمل جنينها البالغ من العمر 3 أشهر بين أحشائها، دفاعًا عن زوجها، بعد أن تصدت للرصاص بدلًا منه، بعد تربص شخصان له لقتله للانتقام منه بسبب الغيرة وغبار السيارة، في قرية الحجيرات، مسقط رأس المحامي وزوجته.

كانت الحياة تسير بينهما بشكل طبيعي، السعادة تسيطر على كل نفس يتنفسونه، حياتهما مليئة بالأمل والحلم الذي خططا له سويًا، جهزا عش الزوجية، حتى يقضون فيه بقية حياتهما، مع رسم مستقبل أفضل لهما ولأبنائهما، حياة سعيدة كان بطلها الحب والتفاهم، إلا أنها انتهت سريعًا، بعد أن قُتلت الزوجة ودفعت حياتها ثمن لزوجها، بعض مرور ثلاثة أشهر فقط من الزواج، وقتل معها جنينها التي كانت تحمله بين أحشائها.

زوج المجني عليها، سرد تفاصيل ما حدث، في حديثه السابق لـ«بوابة اخبار اليوم»، وهو في حيرة وحسرة وألم على ما ألم به، من جراح بعد سعادة مفرطة، في الوقت الذي طالب فيه الأجهزة الأمنية بقنا، بسرعة ضبط الجناة المعروفين أمنيًا، لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية حيالهم، للسير في القضية وفقًا للقانون.

يقول محروس: إنه تقدم لخطبة زوجته آية وهي طالبة في الفرقة الرابعة في كلية الحقوق، في 26 يونيه 2020، خططا سويًا لحياتهما، التي كانت بمثابة الحلم الذي سيتحقق مع بعضهما البعض، رسما سويًا كل " شبر" في عش الزوجية، وبعد أقل من 3 أشهر من الخطبة، وتحديدًا في 10 سبتمبر 2020، تزوجا، حتى يكتمل حلمهما، وعاشا سويًا في وحدة سكنية بمنطقة الشؤون بمدينة قنا،

يضيف محروس: كل خطوة كانت في حياتنا سعيدة، سافرنا سويًا للغردقة والأقصر، خططنا لحياة أفضل، فربنا اختار " عبدين يكملوا بعض في كل حاجة"، كانت دافعًا لسعادتي، وكانت بمثابة الزوجة التي أرسلها الله لي حتى تقودني للخير والسعادة، كانت دافعًا لي بشكل أكبر مما كنت عليه من قبل، للدفاع عن الفقراء، كانت تساعدني لدفع الكفالة للمحتاجين لخروجهم من السجن، فلقد كانت آية صالحة تقف بجانبي وتساعدني في كل شيء.

ويشير محروس وهو يسترجع الذكريات السعيدة التي كانت قريبة وسريعة للغاية، فور زواجنا، أكرمنا الله بالحمل على الفور، السعادة وقتها لم تكن بمعنى السعادة التي يعرفها البعض، ولكن كانت أكبر من أي احساس بها، وقتها بدأنا التخطيط سريعًا للمولود الذي سيزيد من فرحتنا، مع كل ثانية كانت تمر كنا ننتظر رؤيته بفارغ الصبر، كنا نقص ونروي لبعضنا البعض ما سنفعله، الملابس التي سنقوم بشرائها للجنين، للحضانة والمدارس التي سيتعلم أو ستتعلم فيها، كنا نحكي لبعضنا البعض عن ما أشهر الحمل والوحم والولادة، كل شيء كان يمر علينا وقتها كان بمثابة رحمة الله لنا وسعادة لا يمكن وصفها، سواء لنا أو لأسرتنا.

اقرأ أيضا|ضبط «مسجلين خطر» بالساحل بتهمة الاتجار في العملات الأجنبية

لم نكن نعلم أن السعادة ستنتهي قريبًا، لم نكن نعلم أن كل شيء كنا نفكر فيه، ستنتهي قريبًا، لم نكن نعلم أن السعادة ستنتهي بهذا الشكل المرعب، فآية ماتت ومات من كنا نخطط له سويًا، مات الحلم الذي انتظرناه.

يروي محروس، يوم الحادث المشؤوم، كان معنا موعد عند الطبيبة المعالجة، للاطمئنان على الجنين، فلقد قررنا الذهاب إلى قريتنا الحجيرات كعادتنا أسبوعيا مع كل يوم خميس، للقاء الأهل والأحباب، ولكن هذه المرة قررنا الذهاب مبكرًا حتى نعود إلى قنا مبكرًا للذهاب إلى الطبيبة، انطلقنا في الواحدة ظهرًا، ومعي شقيقي وزوجتي التي كانت في المقعد الخلفي في السيارة.

ويتابع : وصلنا القرية، بسيارتي الخاصة، وسرنا على طريق غير ممهد، أزعج غبار السيارة، شخصين جالسين على جانبي الطريق، فاشتدا غضبهما، ليس لغبار السيارة ولكن للغيرة والحقد، فكيف ذلك الشاب يمتلك سيارة ويكون مشهور " واحنا محدش عارفنا ومش معانا حاجة".

ويستطرد قائلًا : شتموني وأنا في السيارة، ورشقوني بألفاظ غير لائقة، واشتد التراشق بيننا، وأوقفت السيارة، حتى تدخل المارة، لحل المشكلة، وانتهت ، كنت أعتقد أنها انتهت ولكن لم يحدث ذلك،  وحصل مالم نكن نتوقعه نهائيًا.

ويتابع : ذهبنا لأسرنا أنا وزوجتي، وبعد 3 ساعات قررنا، العودة لقنا، سريعًا للذهاب إلى الطبيبة ، وأثناء عودتنا فوجئنا بتربص الشخصان والتلويح بإيقاف السيارة حيث كانت بحوزتهما بندقية آلية وطبنجة ، كانا الشخصان يتربصان لقتلي، فخوفا علي زوجتي رفضت ايقاف السيارة فقاما بإطلاق وابل من الاعيرة النارية على السيارة من الخلف ، لتخترق الرصاصات الغادرة السيارة ثم ظهر زوجتي الحامل التي كانت تجلس في المقعد الخلفي من السيارة، فقمت مهرولا بها الى مستشفى قنا العام في محاولة مني لانقاذها هي وجنينا، ولكن قضاء الله نفذ وماتت زوجتي وابني الذي حلمت به، حتى اصبح الحلم كابوسا لم افق منه حتي الآن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة