داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

الهروب للأمام !

داليا جمال

الجمعة، 21 مايو 2021 - 07:03 م

وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا. حينما يأتيك عدو يهدد أمنك، معرضا حياتك للتشرد والضياع، ويمثل تهديداً وجوديا عليك فلابد ان تستدعى كل هرمونات الجرأة والشجاعة إن كنت تملكها، لتقاوم خصمك مهما كانت قوته، ومهما كان ضعفك، ولهذا نجح أبناء المقاومة فى فلسطين.
لقد علمنا أبناء فلسطين درسا فى الدفاع عن الحق فى الحياة.. الحق الذى لا يحتاج قوة عتاد وسلاح.. بقدر ما يحتاج. قلب شجاع. وإرادة..

ترهب بها عدوك وتحفظ بها حقك و تعلن عدالة قضيتك.

فبرغم إمكانيات الفلسطينيين المحدودة، وقهرهم المتواصل بأسلحة سلطات الاحتلال التى تفوقهم قدرة وعدداً مئات المرات، إلا أنه يكفيهم شرفا إقدامهم على ضرب وتفجير قلب إسرائيل.. ذلك البعبع الذى ينسج المؤمرات على أكبر الدول دون علمها، أو بعلمها دون أن تجرؤ أو تحاول التصدى لإسرائيل، فتستسلم لمكائدها بصمت مهين!

الفلسطينيون وحدهم واجهوا اسرائيل دون اعتبار لها أو لأمريكا بجلالة قدرها التى تقف وراءها.

ومع ذلك لا ننكر ذكاء إسرائيل فى التعامل مع الأزمة منذ البداية.. فهى لم تستعرض قوتها العسكرية..

ولم تهدد بطائراتها الحربية.. وبجيشها صاحب الترتيب العالمى.. وانما صدرت للعالم (الغلب والمسكنة) وصورت بكاء المجندين والمجندات، وذعر المصابين، ونشرت صور الحرائق والدمار الذى لحق بمنشآتها، كما صدرت العالم صور الجندى الاسرائيلى المدجج بالسلاح المسالم!! الذى تعتدى عليه سيدة فلسطينية عجوز بينما يظهر صامتا أمام غضبها بلا حول له ولا قوة!! متبعة مبدأ الهروب للأمام..

لكسب تعاطف العالم كدولة مظلومة تتعرض للتهديد وللفناء!! ومع ذلك فإن إسرائل المستضعفة.. لم تترك حقها وتضرب من تحت لتحت. ثم ترتدى امام العالم ثياب الحملان وتبدأ فى مظلوميتها، عملا بمبدأ «اللى تغلب به... العب به»!

برغم مأساة أحداث فلسطين.. فإن بها دروسا وعبراً لبعض الدول الكبيرة او المفترض أنها كذلك.. وعلى هذه الكبيرة أن تشاهد وتراقب وتتعلم كيف تدير أزماتها.. يمكن تطلع بحاجة!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة