رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

الطلاب وحروب الجيل الرابع

رفعت فياض

الجمعة، 21 مايو 2021 - 07:48 م

أحسن المجلس الأعلى للجامعات صنعا عندما قرر تدريس «المشكلة السكانية فى مصر» بمختلف كليات الجامعات بدءا من العام الجامعى القادم كمتطلب تخرج، وفيه لن يحصل الطالب على شهادة تخرجه إلا إذا نجح فى امتحان هذه المادة فى أى سنة من سنوات دراسته، ولن يتم تدريسها من جانب متخصصين، بل سيطلع الطالب عليها من خلال المادة التى سيتم إعدادها فى هذا الشأن ويثقف نفسه بها ذاتيا حتى يكون على علم بخطورة الزيادة السكانية غير المرشدة فى مصر، التى تلتهم كل مظاهر التنمية وتهدد السلام الاجتماعى أيضا، ولا تجعل الدولة قادرة على تقديم الخدمة الجيدة لكل المواطنين من مأكل وملبس ومشرب وتعليم وصحة، وتكون هذه الزيادة غير المرشدة خطرا كبيرا على المجتمع وأمنه لعدم قدرة من ينجبون 5 و6 و9 أطفال على تربيتهم وتعليمهم وتوفير الغذاء لهم، وقد تتحول هذه الزيادة غير المنطقية وغير المرشدة إلى نوعيات منحرفة من الشباب تضر بنفسها وتضر بمجتمعها، ولهذا كان التوجه هو تثقيف خريجى الجامعات بهذه القضية حتى يكونوا أدوات توجيه وتوعية لبقية أفراد المجتمع لترشيد الزيادة السكانية بشكل صحيح.
ومن خلال هذا التوجه المحمود أناشد المجلس الأعلى للجامعات أيضا أن يضيف إلى هذه المادة التى سيتم تدريسها العام القادم عن الأزمة السكانية جزءا آخر عن «التربية الإعلامية» لتثقيف شباب الجامعات بمختلف كلياتها بحروب الجيل الرابع وخطورتها على المجتمعات التى أشارت إليها د. سهير عبدالسلام حنفى أستاذ فلسفة السياسة بكلية الأداب بجامعات حلوان فى كتابها الأخير الذى يحمل عنوان: «التربية الإعلامية وتحديات الإعلام الجديد» حيث إن الحروب المتعارف عليها هى حروب الجيل الأول التى تكون بين جيشين لدولتين مختلفتين. وحروب الجيل الثانى تكون بين دولة ولا دولة، أى بين جيش دولة وجماعات إرهابية أو قوات غير نظامية مثل حرب العصابات. وحروب الجيل الثالث هى الحرب الاستباقية عندما تهاجم دولة دولة أخرى كإجراء استباقى لتحطم أسلحتها على أراضيها مثلما حدث بين أمريكا والعراق، أما حروب الجيل الرابع التى يجب أن نوعى شبابنا بخطورتها وكيفية مجابهتها وإفشال كل وسائلها فهى تستخدم آليات إدارة العقول، وإثارة المشاعر، والدعايات المغرضة، وتوجيه الرأى العام، وترويج الشائعات، والسخرية السياسية، وتفتيت الهوية الثقافية، والعمل على إحداث فجوة بين الدولة والمجتمع ومحاولة تفجير المجتمعات من الداخل من خلال فئاته وطوائفه وهو أخطر مايكون على أى مجتمع، ويجب أن نوعى شبابنا بمثل هذه الحروب حتى نقى شبابنا ومجتمعنا من شرورها سوءا فى دراستهم الجامعية أو من خلال كل وسائل الإعلام المرئى والمسموع والمطبوع حتى نجنى شبابا صالحا لبناء المجتمع وليس محاولاً هدمه تحقيقا لهدف أعدائه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة