سمير غانم
سمير غانم


وداعًا سمير غانم | ناظر مدرسة الضحك للضحك

مصطفى حمدي

الجمعة، 21 مايو 2021 - 08:42 م

صنع سمير غانم أسطورته بتقديس الكوميديا. تعامل مع الضحك بمنتهى الجدية، اعتبره رسالة فى حد ذاته مجردة من أى مصطلحات أخرى، فأسس مدرسة خاصة فى الكوميديا عنوانها «الضحك للضحك».

 بمتابعة مسيرة سمير غانم ستكتشف أنه الفنان الكوميدى الوحيد الذى امتلك القدرة على تحويل أى جملة مهما كانت إلى جملة مضحكة، حتى الصمت صنع منه ضحكة معتمدا على الأداء الحركى والجسدى الذى كان واحدا من أدوات سمير غانم الواضحة فى الإضحاك.

فلسفة خاصة انتهجها فى تقديم الكوميديا، تعكس عمقًا وفكرًا مختلفًا، حيث استخدم لغة الجسد والاكسسوارات وكذلك الغناء فى خلق حالة كوميدية .


على سبيل المثال يحكى سمير غانم فى لقاء قديم ببرنامج ستوديو 9 مع الإعلامية أمانى ناشد فكرة ربط الأغنية بالنص الكوميدى فيقول: لدى مشروع يشغلنى وهو استخدام الأغنية كعنصر من عناصر الكوميديا فى النص المسرحي، المسألة ليست قطع النص ثم الغناء، بل كيف تتحول الأغنية إلى وسيلة إضحاك فى قلب النص ذاته.

استطاع سمير غانم أن يحقق تلك المعادلة من خلال تطوير بعض الأغانى الأجنبية بعد أن قام بمعالجة ألحانها مع كلمات من أغان شعبية مصرية ثم غنائها بطريقة كوميدية جدا، وهو ما فعله مثلا فى استعراض غنائى شهير له قدم لحنا يونانيا معروفا على كلمات لا لغة لها سوى أنها من اختراع سمير غانم، وهى الأغنية التى اشتهرت باسم «أوشى أوشي»، هل هى يونانية ؟ لا بالطبع ولا أى لغة أخرى ولكنها مضحكة.

 اخترع لغة خاصة به تلازمه فى أعماله وربما لقاءاته التليفزيونية، فلا تتمالك نفسك من الضحك وهو ينطق اسم سمير بطريقته التى تشبه مواء القطط، اخترع الغناء الكوميدى بلغات ربما ألفها هو مثلما فعل فى سكيتش «فار اواى» أغنية ديميس روسز الشهيرة التى حولها إلى مسخرة استعراضية.. هذه الكوميديا المفرطة يقابلها جدية صارمة فى التعامل مع «مهنته»،جديته دفعته إلى أن يحول «الحمار» إلى ممثل فى مسرحيته جحا يحكم المدينة قرر أن يربى حمارًا صغيرا فى بروفات المسرحية ليفهم ويتعلم بالتجربة موعد دخوله لخشبة المسرح وكيفية وقوفه.


يملك سمير غانم تحت جلده فيلسوفا وحكيما، يتعامل مع الحياة والفن بفلسفة خاصة تظهر بوضوح فى حواراته ولقاءاته التليفزيونية، يعرف كيف يغزل الأغنية فى النص المسرحى ويمارس مهنته المفضلة الخروج عن النص حيث يقول: «ترديد نفس الجمل والكلمات على مدار أشهر وسنوات سيصيبنى بالملل، لهذا يجب أن أجدد طاقتى أنا وزملائى بمفاجأة الجمهور بجمل جديدة، والمهم أن تكون منطقية وليست مفتعلة، الافتعال لن يصدقه الجمهور، وفن الارتجال يحتاج البساطة والطبيعية وليس الافتعال».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة