خالد رزق
خالد رزق


مشوار

الترجمة الأدبية.. إبداع الماضى

خالد رزق

الأحد، 23 مايو 2021 - 07:35 م

فى زمن الشغف بالأدب قرأت رواية بديعة مترجمة للروائى الأمريكى هيرمان ميلفيل كان اسمها الجزر الوحشية.. ولأن الرواية كانت بين أفضل ما قررت البحث عن نسخة منها، لكنى فشلت فى العثور على أى أثر لها سواء بالمكتبات القديمة أو حتى عند باعة الكتب المستعملة، المهم فكرت فى أن أبحث عن مؤلفات ميلفيل على مواقع الانترنت، وحل بى الارتياب فى ذاكرتى عندما لم أجد لها أثراً بين مؤلفاته.. فهل أكون قد أخطأت اسم الكاتب ؟؟

بحثت فى مؤلفات ميلفيل بلغتها الأصلية وقلت أستعيد معها قراءات أفتقدها منذ تخرجت، وبين هذه المؤلفات كانت رواية «تايبيه» ووجدتها مصنفة كأهم روايات ميلفيل على الإطلاق ومع البدء فى قراءتها اكتشفت أنها نفسها هى الرواية التى قرأتها بالعربية تحت اسم الجزر الوحشية، ويبدو أن المترجم أو دار النشر العربى حينها رأى تغيير الاسم فى النسخة المترجمة إلى ما اعتقدوه أكثر جاذبية.

والحق أن حيرة أصابتنى حينها ما بين الصواب المطلق فى الاحتفاظ بالاسم الأصلى للعمل الأدبى عند النقل والترجمة من لغات أخرى وهو حق مؤكد للمؤلف، وما بين الإعجاب بإبداع مترجمينا القدامى، فى اختيار أسماء جاذبة بالفعل وذلك ليس حقا لهم بصورة من الصور، فبالأقل كان واجباً أن يكتبوا مسمى الرواية الذى وضعه صاحب العمل الأصلى ويضيفوا معه ما يرونه يحقق أهداف النشر.

عموماً عثرت على ضالتى فى رواية تايبيه مترجمة إلى اللغة العربية، ولكن تبين أن الترجمة التى عثرت عليها هى لدار نشر عربية أخرى غير الأولى، ومؤسف أن الترجمة التى حملت عنوان الجزر الوحشية وهى قديمة جداً كانت أفضل صياغة وأجمل فى الأسلوب وأدق فى المعانى من الترجمة الجديدة، وتذكرت أن مترجمينا القدامى لم يكونوا مجرد ناقلين عارفين باللغة، وإنما كانوا أدباء وقراء نهمين مثقفين ببساطة كانوا مبدعين أصحاب وعى حقيقى.

تحتاج حركة الترجمة الأدبية إلى اللغة العربية إلى أن تتبنى دور النشر الخبرات الإبداعية التى صارت نادرة فى الترجمة، وليس الاكتفاء بما يقدمه لها فقط من يحملون لغة هم حتى لا يعرفون مدلولات كلماتها ومرادفاتها العربية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة