إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

سمير غانم!

إيمان أنور

الأحد، 23 مايو 2021 - 07:43 م

 

التقيت به كثيرا بحكم عملى.. مرات عديدة وفى مناسبات مختلفة.. غير ان هذه المرة تركت بالغ الاثر فى نفسى.. عندما توقفت بسيارتى فى «الماستر» نقطة الاستراحة فى الطريق الصحراوى الفاصل بين القاهرة والاسكندرية لشراء بعض الكتب وسيديهات الاغانى والتقاط الانفاس بتناول فنجان قهوة لبضع دقائق قبل مواصلة رحلتى.. وهى عادة اداوم عليها منذ سنوات طوال حتى صارت من دواعى تفاؤلى بسلامة الوصول.


فى هذا اليوم.. دخل المكتبة النجم الرائع سمير غانم بينما لم ينتبه لوجودى فى ركن بعيد.. ‏فهلل البائع عندما رآه مرحبا وكأن جاءه الفرج.. فبادله الاستاذ ترحيبا وبعد ان سلم عليه داعبه قائلا: فين الغلة؟.. اخترها على مزاجك المرة دى.. فانبرى البائع فى سرعة البرق يجمع عددا لا بأس به من السيديهات ربما تجاوز العشرة او اقل قليلا ووضعها جميعا امامه حتى يختار من بينها.. فطلب منه الاستاذ سمير ان يضع منها ثلاثة فقط على ذوقه فى كيس صغير واخرج من جيبه مبلغا معتبرا من الاوراق المالية يفوق طبعا قيمتها كثيرا.. دون ان يسأله عن سعرها.. والتقطها وانصرف مسرعا.. لم احاول الاقتراب منه حتى لا اكون سببا فى ازعاجه.. أو أن اقطع عليه خصوصيته بالتطفل خاصة وقد أحسست انه على عجلة من أمره..

اقتربت بدورى من البائع لأدفع له ثمن ما اشتريت وقد انطبعت على وجهه ملامح الارتياح وانتفخت أوداجه وضحك قائلا: «وش حضرتك حلو» وقد عرفت منه انه ينتظر قدوم فناننا الكبير نهاية كل اسبوع طوال الصيف بفارغ الصبر ليفرجها عليه ويغدق عليه بالعطاء..

كم اثر فىَّ هذا الموقف الذى رأيت انه من المناسب روايته اليوم بعد رحيله!.. وزاد من احترامى وتقديرى وحبى لاستاذنا الكبير سمير غانم الانسان الكريم.. طيب القلب والروح.. الذى يقدم الخير ويحب الناس فأحبه الجميع.. وحزن على غيابه من عرفه عن قرب ومن لم يعرفه.. ورثاه الرئيس عبدالفتاح السيسى بكلمات صادقة من القلب.. رحمك الله يا سمورة وفطوطة ومسعودى وميزو قدر ما أمتعتنا وأدخلت البسمة والضحكة فى قلوبنا..

فلم تكن فنانا مبدعا فقط ولكن إنسانا نادرا أيضا!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة