أمس واليوم وغداً
أمس واليوم وغداً


أمس واليوم وغدا

ليلة بكت فيهـــا شياطين المنطقة !

عصام السباعي

الإثنين، 24 مايو 2021 - 03:15 م

لم تكن تلك هى المرة الأولى التى نرى فيها الشعب الفلسطينى تحت القصف، يتعرض لكل أنواع وأوزان القذائف من الجو والبحر والبر، مرات كثيرة انسابت الدموع من عينى وشعرت بالعجز، وأنا أتابع تلك الجرائم البشعة التى ارتكبتها عصابات وميليشيات الكيان الصهيونى، منذ أوائل القرن العشرين وحتى تلك اللحظة، بداية من عصابات بارجيورا وهاشومير والهاجاناه والبالماخ وشتيرن، ونهاية بجيش الدفاع الإسرائيلى، وكلهم جاءوا من شتات الأرض وسكنوا بلدا لا يعرفهم ويستغربهم ويقرف منهم ويلفظهم، ووقفت الدول الكارهة للإنسان والسلام والحياة، تنظر إلى تلك الدولة العنصرية بامتياز، وهى تتمدد وتساعدها على التوسع وتراقبها وهى تتوحش، ولم تكن أحداث الشيخ جرّاح الأخيرة بالقدس سوى مشهد من مشاهد الفصل العنصرى المجرم دوليا، وما كانت أحداث غزة سوى فصل من فصول القهر والإبادة والأعمال غير الإنسانية، وما أعتقده أن شياطين المنطقة قد بكت بعد نجاح الجهد المصرى فى وضع حد لتلك الجرائم الإنسانية، ثم لطمت فى اللحظة التى أعلنت فيها مصر التوصل لوقف إطلاق النار، ثم زاد عويلها عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، مبادرته الكبرى والسبّاقة بتخصيص 500 مليون دولار لصالح عملية إعادة إعمار غزة، ولا أعرف كيف أصبح حالهم بعد نجاح الرعاية المصرية فى وقف المواجهات الدامية، وقد زاد التقدير الدولى لمصر ورئيسها ودبلومــــــــــاسيتها، وكـــــــــذلك الامـتـنـــــــان الفلسطينى لموقف ودور مصر، وكذلك تزايد فخر واعتزاز المواطن المصرى بوطنه وبقيادته، وأستطيع أن أتخيل رد فعل قوى الشر، وهى ترى كيف أكدت تلك الأزمة قوة وأهمية الدور المصرى، فى تحقيق الهدوء ووقف ماكينة القتل، ومن ثم سعى القيادة والدبلوماسية المصرية بعدها إلى الخروج بالمكسب الحقيقى والمهم من تلك المحنة، وهو استئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فمن رحم المعاناة تخرج قوارب النجاة، ومن وسط الموت تخرج بوابات الحياة، وهكذا كانت أول خطوة، عندما سمع العالم أول نداء خرج فى ذلك الاتجاه الذى يكفل وقف الصراع الدامى والجريمة الإنسانية الكبرى التى تتم فى فلسطين، والتى سبق وتكررت فى العراق، وتحولت إلى فوضـــــى هدامة فى سوريا وليبيا والســــــــــــودان، وكــــــادت أن تكتـمـــــــــل لولا تحذيرات وجهــــود القيادة المصرية فى وقف المخطط الشيطانى لإعادة تنظيم المنطقة.. فتدبروا !
 

مصلحة الشعب الفلسطينى أولاً

ما أحوج العرب هذه الأيام إلى الوحدة، ما أحوجهم إلى أن يستندوا إلى بعضهم البعض، وليس على الغرباء، أن يثقوا فى أن وضعهم واحد وأن مصيرهم واحد، وأن عدوهم واحد، وما أحوج إخوتنا فى فلسطين إلى أن يكون العرب كذلك، وما أحوج المنطقة إلى أن تتقارب الفصائل الفلسطينية، وأن تقترب من القضايا الأساسية لشعبها، وقد صدق من قال إن المقاومة هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، والمقصود بذلك ليس أى تنظيم يحمل اسم المقاومة، ولكن كل فصيل وطنى يمتلك الإرادة والاستقلال الوطنى فى تحقيق «فعل المقاومة» لتحقيق أجندة الشعب الفلسطينى، وليس أجندة أى بلد أو قوة إقليمية أخرى، وتوقفت أمام كلام إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس، وهو يحمد الله على وقف إطلاق النار، ويشير إلى أن السلاح الذى تم استخدامه فى غزة إيرانى، ويهمنى التأكيد على أن تلك اللحظة تستدعى التكاتف لا توظيفها لخدمة أجندات إقليمية، ولن ينصلح حال القضية الفلسطينية بمنطق التخديم على قضايا تهم أطرافاً أخرى، ولن تتقدم خطوة للأمام مالم تتحد الفصائل فى نسيج منظمة التحرير الفلسطينية، ويصبح ولاؤها الأول والأخير للوطن الفلسطينى، سواء من خلال ميثاق الشرف الوطنى وتشكيل حكومة وطنية تمثل كل الأطياف، وكم من مرة نجح الاستعمار القديم والحديث، فى الماضى والحاضر، فى تحقيق أكبر الأرباح من تنفيذ سياسة «فرِّق تسد وتسيطر» .. فتدبروا!

شذوذ البرلمان الأوروبى!

عندما تحركت القاهرة لوقف العدوان الإسرائيلى الهمجى على غزة، كان هدفها الأول صيانة المبدأ الأصيل فى حقوق الإنسان، وهو الحق فى الحياة، وتحركت الأجهزة الأمنية القديرة، ومعها المؤسسة الدبلوماسية العريقة فى خطوات حثيثة لتحقيق ذلك الهدف النبيل من أجل الأشقاء والأهل فى غزة، المفارقة تكشف بقوة هؤلاء المشبوهين فى البرلمان الأوروبى، الذين هاجموا مصر بفجر شديد وزعموا انتهاكها لحقوق الإنسان، وادعوا علينا بما ليس فينا، وحاولوا حماية إرهابيين روعونا، ومحكوم عليهم داسوا على القانون بأقدامهم، وأصبحت حقوق الإنسان عندهم مجرد حجج لتحقيق أهداف سياسية رخيصة، والغريب أن هؤلاء الذين رفعوا أصواتهم فى البرلمان الأوروبى، وهؤلاء السفراء الأجانب الذين اجتمعوا فى القاهرة مع تلك الشركة التى تدافع عن الحقوق الشخصية وعلى رأسها حرية الشذوذ الجنسى، لم يسمع أحد صوتها، ولا صوت بلدان هؤلاء السفراء، فحق الشذوذ عندهم فى دول المنطقة، أهم بكثير من أرواح الشعب الفلسطينى، وما يتعرض له من إبادة وتطهير عرقى وفصل عنصرى.. فتدبروا !

بوكس

هل حان وقت تنظيم ميدان رمسيس.. وإصلاح أحواله؟ أتمنى ذلك.. فهو صورة غير حضارية وتسيء لمنظومة راقية وحديثة من الطرق تشهدها العاصمة وكل مصر، وتصل إلى درجة الإعجاز، سواء من حيث الشكل أو جودة وفترة التنفيذ .
 

بوكس

الحال فى الشارع الرياضى ليس على مايرام، تسيطر عليه وبكل أسف حفنة تشيع روح الفتنة والغيرة والحقد، وهذا الأخير على وجه الخصوص، يمكن أن يحرق كل شيء .. يقتل اللعبة .. يغتال العلاقات الطيبة.. يدمر كل معانى الحب.. ويهبط بالمجتمع لأسفل سافلين.. المحاسبة والعقاب ضرورة، والتأخير سيشعل نارًا تطول الجميع !

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة