حكم عليه بالمؤبد مرتين.. وظل يبحث عن قتيل جديد 
حكم عليه بالمؤبد مرتين.. وظل يبحث عن قتيل جديد 


حكم عليه بالمؤبد مرتين.. وظل يبحث عن قتيل جديد 

رضوى ايهاب

الإثنين، 24 مايو 2021 - 07:41 م

حكم بالمؤبد مجرد جملة من كلمتين ولكن وقعها على السمع يعكس مستقبلا مُظلما وبمجرد أن يتفوه بها القاضي يصرخ كل من في أرجاء قاعة المحكمة وعلى رأسهم المحكوم عليه.

 ٢٥ عاما سوف يقضيها بين أركان السجن ربع قرن.. الدقيقة تمر فيها كالدهر ولكن هل يعقل أن يحكم على أحد بالسجن المؤبد نتيجة لارتكابه جريمه قتل ولا يتعظ لدرجه شروعه في الاتجار في المخدرات الأمر الذي دفع المحكمة إلى إعطائه حكم بالمؤبد للمرة الثانية، بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة عام ١٩٧٥. 

بدأت القصة في عام ١٩٤٢وتحديدا في محافظة سوهاج كان حسني شابا متزوجا يبلغ من العمر ٢٣ عاما يعمل في تجارة الخردوات ومرت الأيام وأصبح يمتلك أكثر من محل وزاد رزقه ولكن الأمر الذي كان ما يعكر صفوه لمن كل هذا؟ فزوجته لا تنجب وأخذ يستمع إلى نصائح أهله بضرورة البحث عن زوجه لكي ينجب الولد الذي سيحمل اسمه واسم عائلته من بعده.

وفي تلك الفترة لاحت في الأفق مطلقة حسناء وقع في غرامها منذ النظرة الأولى وتواعدا بالزواج وشاع الخبر في جميع أرجاء الحي وقبل الزفاف بأيام فاجأت الحسناء "حسني" بأنها عزفت عن الزواج منه ولم يشعر حسني بنفسه وإلا ومطوته قد مزقت جسدها وحكم عليه بالمؤبد.

وبالرغم من هول الحكم الذي أدرك حسني من بعده أن حياته قد انتهت وأنه سيقضي شبابه في السجن وأن الشئ الوحيد الذي يمكن أن يقوم به هو اتباع التعليمات وعدم الدخول في أي مشاكل عسى أن يخرج حسن سير وسلوك قبل انقضاء المدة.

وبالرغم من ذلك تحالف مع الشيطان مره أخرى وقام بالاتجار في المخدرات أثناء وجوده في السجن مع مجموعة من رفقاء السوء وتم إحالته للمحكمة ليصدر الحكم الثاني عليه بالمؤبد.

وهنا أسودت الحياة أمام حسني وأخذت تمر الأيام حتى وقع العدوان عام ١٩٥٦وكان سجن أبو زعبل من السجون التي أصيبت بالقنابل فمات من مات وهرب الباقون وكان من بينهم حسني ولكن الحظ لم يحالف حسني للمرة الثالثة وتم القبض عليه وإحالته للمحاكمة بتهمة الهروب وإحراز سلاح وهنا بلغ عدد السنوات التى حكم بها عليه ٥٣ عاما.

وظل حسني يحسب أنه إذا لم تتطور الأمور لأحكام أخرى سوف يفرج عنه في عام ١٩٩٥، وهنا جن جنونه وأصيب بالهلع وبحالة نفسية جعلته يفكر في اي شخص ليقتله حتى يحكم عليه بالإعدام حتى ينتهي من هذا الكابوس وخاصه بعد تنصل أسرته من السؤال عليه ورفع زوجته الأولى دعوه طلاق منه وحصلت عليها بحكم المحكمة.

وكان لزيارة اللواء محمود خليل مدير عام مصلحه السجون في ذلك الوقت بمثابه طوق نجاه لحسنى فقد قابله صدفه في إحدى جولاته التفقديه للسجن وسرد له حسني قصته بالكامل واستعطفه بالنظر إلى ملف قضيته وبالفعل قام اللواء برفع الملف الخاص بحسني الي رؤساؤه الذين نظروا إليه بنظره عطف وقاموا بإخلاء سبيله بعد أن قضى ٣٣ عاما في السجن .

يذكر أن حسني عندما علم بخبر الإفراج عنه خر ساجدا باكيا من شده الفرحه وعند سؤاله بعد خروجه عن شعوره رد قائلا بالرغم من سعادتي إلا أنني أشعر بغربة فكل حاجه تغيرت مصر بقيت غير مصر اللي عرفها بشوارعها وتفاصيلها ما هو بردو ٣٣ سنه من عمري مش قليلين.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة