فيلم ثانية واحدة
بعد مشاركة 3 أفلام وهروب كبار النجوم..
هزيمة سينمائية أمام «كورونا» فى عيد الفطر
الثلاثاء، 25 مايو 2021 - 11:23 ص
أحمد إبراهيم
شهد موسم عيد الفطر عرض 3 أفلام، وذلك بعد حالة من التخبط سيطرت على الساحة الفنية قبل ساعات قليلة من انطلاق الموسم السينمائي، حيث كانت هناك بعض المنتجين يرغبون في عرض أفلامهم الجاهزة، إلا أن “كورونا” منعت تحقيق ذلك، خاصة مع قرارات رئاسة الوزراء بغلق دور العرض في التاسعة مساء، فضلا عن عدم زيادة نسبة الإشغال التي أقرتها الرئاسة منذ فترة، وذلك للحد من انتشار فيروس “كورونا”، وهو ما دفع المنتجين لسحب أفلامهم خوفا من الخسارة المادية.. “أخبار النجوم” تابعت حالة التخبط التي شاهدها الموسم السينمائي بعيد الفطر، ومدى تأثير فيروس “كورونا” على الأفلام التي يتم عرضها حاليا.
“الوضع السينمائي في العالم كله في خطر.. وليست مصر وحدها من تعاني”، هكذا لخص المنتج محمد فوزي المشكلات التي تواجه صناعة السينما منذ بداية جائحة “كورونا”، مضيفا: “(كورونا) أصبح أكثر شراسة من وقت ظهوره، وتأثيراته طالت كل جوانب الصناعة والتجارة العالمية، ومنها السينما وصناعة الترفيه، لكن السينما الخاسر الأكبر لأنها تعتمد في الأساس على حضور الجمهور، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه في ظل الضوابط والإجراءات الإحترازية التي تتخدها الدولة تجاه (كورونا)”.
ويستكمل فوزي حديثه قائلا: “هذا الوضع تسبب في انسحاب عدد كبير من المنتجين بأفلامهم من موسم عيد الفطر، خوفا من الخسارة المادية، ورغم عرض 3 أفلام، إلا أنهم حققوا إيرادات متوسطة، وهي أفلام متوسطة الميزانية، لذلك هذا التوقيت هو الأفضل لمنتجي هذه الأفلام”.
ويتابع فوزي: “المنتجون يحسبون خطواتهم جيدا، لأن الخطوة حاليا محسوبة، وقد تقضي عليهم مهنيا إذا كانت الحسابات خطأ، وهذا لن يؤثر عليهم فقط، لكن على الصناعة كلها، خاصة أن المنتجين وصناع السينما يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، وهناك أفلام ذات ميزانيات ضخمة لن تستطيع تحقيق إيرادات في هذه الظروف، وأن تغطي تكاليف إنتاجها، وهناك أسماء من الفنانين من العيار الثقيل أمثال أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي وأحمد عز لن يقبلوا بالفشل، ولن يرضوا أن يخسر فيلم جيد كان من الممكن أن يحقق نجاحا كبيرا، كما أن نجوم مثل عز وحلمي والسقا لن يرضوا بتخفيض الميزانية مما يؤثر سلبا على الفيلم ونجاحه، ولن يرضوا أن يقدموا بطولة فيلم متوسط الميزانية، لذلك فتلك الظروف منعتنا من أبطال بحجمهم ننتظر أعمالهم وبإستمرار.. على سبيل المثال، ومع بداية أزمة (كورونا)، كان كريم عبد العزيز قد استقر على طرح فيلمه (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) مع دينا الشربيني، وبالفعل تم طرح البوستر الأول له، لكن في وجود الظروف الحالية لن يتمكن من طرحه”.
حل وحيد
أما المنتج هاني جرجس فوزي فيقول: “صناعة السينما تشهد أزمة كبيرة وخطيرة مع إستمرار فيرس (كورونا) لمدة عامين حتى الآن، خاصة مع الإجراءات التي تصدر للوقاية من انتشار المرض، ففي البداية قرر مجلس الوزراء أن يتم تخصيص % 25، فقط من نسبة الحضور، وهو ما منع الأفلام ذات الميزانية الكبيرة والنجوم الكبار من الظهور عبر شاشات السينما، وأثر بالسلب بالتأكيد”.
ويتابع جرجس: “حتى وأن تضاعفت تلك النسبة إلى 50 % فأنها لن ترضي الصناع أيضا، خاصة المنتجين، لأنهم الأكثر تضررا من تلك المحنة، فالفنانين لهم أجورهم بالإضافة إلى المصروفات العادية للتصوير، والتي لن تتغير، لكن المنتج له حساباته، وأن لم يستطيع أن يربح فعلى الأقل لا يخسر، خاصة أن هناك أفلام جاهزة للعرض بالفعل”.
ويضيف جرجس: “المتنفس الوحيد الآن بعد قرار غلق الساعة التاسعة مساء، هو التوجه للمنصات، لكن الأزمة في ذلك أنها ليست مرضية للمنتج أيضا، فهي لها فوائد وعيوب، مثل الإيرادات الضعيفة، والتي لا تتناسب مع الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، ومشاكل أخرى متعلقة برفض عدد من المهرجانات مشاركة تلك الأفلام بها، كما من الصعب إعادة عرض سينمائيا بعد ذلك”.
قرارات بديلة
الناقد محمود قاسم يرى أن موسم عيد الفطر من المفترض أن يكون عودة لصناعة السينما، لكن غلق السينما في التاسعة مساء يعني أنه سيتم التنازل عن حفلتين هما الأهم في تشكيل حجم الإيرادات، وهو ما يعني أنه من الصعب أن نرى أفلاما ذات ميزانية كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهو ما سينعكس بالسلب على السينما بشكل عام”.
ويضيف قاسم: “هناك قرارات من الممكن أن تساهم في زيادة الإيرادات وأن تحقق للمنتجين مكاسب جيدة، مع التخلي عن حلم الأعلى إيرادا في تاريخ السينما المصرية، ومن ضمن هذه القرارات، زيادة مساحة عرض الفيلم، فبدلا من أن يعرض لمدة 3 شهور فقط، قد تزيد المدة لـ6، أو حتى أكثر، من أجل تحقيق أرباح جيدة تعوض المنتج عن مصاريف الإنتاج”.
ويستكمل قاسم كلامه قائلا: “على الدولة أن تدعم المنتجين خلال الفترة الحالية، خاصة أنهم يواجهون ظروفا صعبة نتمنى أن تنتهي في أقرب وقت”.