الثلاثاء، 25 مايو 2021 - 07:32 م

فى شهادة اتسمت بالأمانة والصراحة قال النقيب شابيرا الطيار السابق فى سلاح الطيران الإسرائيلى أن قادة إسرائيل مجرمو حرب وجيشها عبارة عن منظمة إرهابية. ليس من توصيف لما صرح به هذا الطيار الإسرائيلى سوى الحكمة القائلة: (وشهد شاهد من أهلها).
هذا الطيار الذى خدم بالسلاح الجوى الإسرائيلى على مدى سنوات.. استيقط ضميره وتغلبت عليه النزعة الإنسانية الطبيعية لتدفعه إلى البوح بهذه الشهادة والترويج لها فى كل أنحاء العالم. لم تمنعه عمليات التنكيل أو الحكم عليه بالحبس من إعلانها فى كل مكان.
اتصالا أعلنت بعض المصادر المسئولة فى الجنائية الدولية إن ماارتكبته إسرائيل فى غزة يرتقى إلى الإدانة بإرتقاب جرائم حرب.. فى نفس الوقت كان من الطبيعى أن تؤدى هذه الفظائع من قتل وتدمير وتخريب إلى هز ضمير و مشاعر الرأى العام العالمى. بناء على ذلك كان رد الفعل.. مظاهرات فى كل أنحاء العالم.
فى مواجهة هذه الأوضاع ومن منطلق المكانة والدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى المنطقة توالت الاتصالات بالرئيس السيسى من أجل العمل على احتواء الموقف. جرى ذلك فى نفس الوقت الذى كان قد أصدر تعليماته إلى الأجهزة المصرية المعنية للتحرك وإجراء الاتصالات من أجل وقف هذا الصدام الدموى. نجاح مهمة هذه الاتصالات فى إنهاء هذه المحنة.. كانت محل إشادة وتقدير من جانب كل عواصم العالم.
كم أتمنى ترجمة هذا الاهتمام العالمى بما جرى فى غزة إلى تحرك ايجابى وفاعل نحو تسوية قضية الشعب الفلسطينى على أساس حل الدولتين. من ناحية أخرى فإنه لابد من وقف عمليات الاستقطاب والتدخلات التى تستهدف توريط الشعب الفلسطينى فى صدامات بالوكالة لايجنى من ورائها سوى المزيد من الدمار والخراب.
ارتباطا ومن واقع المسئولية العربية والقومية والروابط التاريخية الوثيقة بالشعب الفلسطينى.. جاءت مبادرة الرئيس السيسى بتوفير منحة قدرها خمسمائة مليون دولار مساهمة فى عملية إعمار غزة. ليس هذا فحسب ولكن المبادرة تضمنت أيضا.. الدعوة إلى مؤتمر دولى لنفس الغرض.
من المحتم أن يكون هناك تنظيم ومسئولية لإنفاق أى معونات. حول هذا الشأن فإن الإجراء الطبيعى والتزاماً بتحقيق وحدة الشعب الفلسطينى وبالتالى سلطته أنه تتولى السلطة الفلسطينية عملية متابعة عمليات إعمار غزة التى سيتولى الإشراف على تنفيذها الجهات المانحة.
لاجدال أن مباشرة هذه الجهات لهذه المهمة من حقها . يأتى ذلك باعتبارها الوسيلة الواجبة لضمان وصول الدعم والمساعدة المستحقيها الفلسطينين الذين تضرروا من العدوان الاسرائيلى.
إن مانرجوه أن تدرك التنظيمات الفلسطينية وبالأخص حماس أهمية مراعاة الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للشعب الفلسطينى. إن ذلك يحتم عليها اتخاذ كل مايمكن من أجل وضع نهاية للانقسام والتمزق الفلسطينى.