د.محمد أبو الفضل بدران
د.محمد أبو الفضل بدران


يوميات الأخبار

لماذا توقف الوقف؟

د.محمد أبوالفضل بدران

الأربعاء، 26 مايو 2021 - 07:33 م

رحتُ أتأمل وجهَه فى الموقفيْن اللذيْن لا يفصل بينهما سوى جزء من الثانية لكنه النفاق

قديما كان الناس يُوقِفون بعض أموالهم وأرضهم وحدائقهم لأعمال الخير، وكان الوقف يسهم فى إقامة المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والأسبلة والصرف على طلبة العلم المحتاجين، وهذا من أجمل الصدقات حين يحس الأغنياء بأهمية التبرع وضرورة أن يشعر المجتمع أنه متماسك وأن الغنى يشعر بآلام الفقير ويسد حاجته دون مَنٍّ ولا أذى ولا إحراج فلا يلجأ إلى تصوير المحتاج ونشره وكأنه يتسوّل به أو يفاخر بعطائه رياءً وتكبرا..

آمل أن تُكَلَّف جهة ما بدراسة وتحليل قلة الإيقاف فى عصرنا؛ ما أسبابه؟ وكيف نعمل على تشجعيه فنحن فى حاجة إلى أن يتبرع الأغنياء بجزء من أرباحهم فى إنشاء مستشفيات ومدارس وإيفاد طلاب نابهين إلى الخارج على نفقتهم لينالوا الماجيستير والدكتوراه وإنشاء جامعات لا تهدف إلى الربح، وهل نسينا أن أرض جامعتيْ القاهرة وعين شمس وبعض مبانيها كانتا وقفا من مصريّتيْن فى عهد الملكية؟ لماذا لا نرى هذه الأمثلة الآن؟ لماذا لا ينفق أغنياؤنا وبنوكنا وشركاتنا ومصانعنا على البحث العلمى كما نرى فى الخارج؟ إن أكبر مؤسسة علمية بحثية فى ألمانيا همبولت Humboldt التى يطلقون عليها نويل أوربا هى فى الأصل وَقْفٌ من العالم ألكسندر فون همبولت وماتزال تنفق على الباحثين ومعاملهم البحثية فى كافة التخصصات ومن جميع الجنسيات؟ وقد شرفتُ بنيْلها، وكم أعجب عندما رأيت بعض المتاحف العالمية وهى وقْف خاص ينفق الأغنياء عليه تشجيعا للفن والموهوبين وكم أتحسر عندما أرى كتبا قيّمة نُشرت فى عهد الملكية على نفقة الأعيان وليست على نفقة الدولة؟ هل تمكن البخل من النفوس أو أنهم يخشون من الضرائب أو عدم اقتناع بالوقف والقائمين عليه؟
الدراسة ستجيب عن هذه الأسئلة التى طرحتُها مؤملا أن يزدهر الوقف لأننا مستخلَفون على الأموال، وربما يسهم قانون صندوق الوقف الخيرى الذى وافق عليه مجلس النواب مؤخرا فى إقبال الناس على الوقف.

خطاب بعِلم الوصول

وزير التربية والتعليم: لم يعد الطلاب إلى فصولهم ولم يتوقف الكتاب الخارجى كما وعدتَ، فماذا تحقق؟

وزير الصناعة: لماذا لا تقوم الوزارة بنشر دراسات جدوى لمشاريع مُرْبحة بكل محافظة ليتقدم لها الشباب، فمعظم شبابنا يبحث عن وظيفة فى القطاع العام المُغلق ولا يعرفون إعداد دراسة جدوى ولا فرص الاستثمار، وهنا يظهر دور الوزارة مع كل محافظة حسب ما تتمتع به من ثروات وما يناسبها من مشروعات، ساعدوا الشباب بدلا من مكاتب بيروقراطية تنفّر الشباب الباحث عن فرصة عمل ويعود مكتئبا.

وزيرة الصحة: الوحدات الصحية بالقرى والأرياف بلا طبيب، من الأفضل أن نؤجرها لمحلات ملابس أو كافتيريات؟

وزير النقل: لماذا كثرت فى الآونة الأخيرة حوادث القطارات وكأنها ألعاب أتارى!

وزير الشباب والرياضة: لماذا لا تنتقل نهائيات مسابقة إبداع كل عام إلى محافظة اختيرت عاصمة للثقافة؟.

وزير الزراعة: لماذا نعذب المزارع فى الأسمدة، فهل يعقل أن يدفعوا ثمنها ثم ينتظرون شهورا ليتسلموا نصف الكمية المطلوبة ويستكملوا الباقى من السوق السوداء بضِعف الثمن؟

وزير التعليم العالى: اللائحة الاسترشادية التى وضعها قِطاع كليات الآداب ممتازة ومُنفتحة على التخصصات الأخرى والبَيْنية، لماذا لا نرى لوائح مماثلة فى بقية القطاعات؟

محافظ قنا: متى تمتد يد الإصلاح والتعمير إلى بقية مراكز المحافظة وقراها؟

 قصر الثقافة بقِفْط

يوجد قصر ثقافة قفط العريقة بشقة متهالكة ولم يدخر وزراء الثقافة ولا رؤساء الهيئة العامة لقصور الثقافة جهدا فى تخصيص الأموال الكافية لبناء قصر ثقافة يليق بمركز قفط لاسيما أنه يحمل اسم الشاعر الكبير أمل دنقل، وعندما كنتُ رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة كانت الأموال موجودة لكن الأرض لم تكن متاحة، أخيرا أخرجت وزارة الآثار نصف فدان من عداد الأراضى الأثرية بمنطقة الدفادف التى تقع فى وسط مركز قفط وصدر قرار رئيس الوزراء رقم 732 لسنة 2021 بذلك، وتعد مكانا ملائما لإقامة قصر ثقافة أمل دنقل باقتطاع ألف متر من هذه المساحة الكبيرة التى غدت ملكا للمحافظة والوحدة المحلية لمركز فقط وهذا يتطلب سرعة التخصيص المكانى من اللواء أشرف الداودى محافظ قنا والتخصيص المالى من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة لإقامة القصر، فقفط بتاريخها الثقافى جديرة بهذا التخصيص.

محمود بدران وداعًا

كان ابن عمى محمود محمد محمود بدران المشهور بعبد الفتاح من أطيب من عرفت وأنقاهم سريرة كان قلبه لا يحمل ضغينة لأحد كان يكبرنا لذا كان يحكى كثيرا عن جدنا الأكبر فهو حلقة وسطى بين جيلين، عندما تزوج أختى عزيزة أنجبا خيرة شباب العائلة خُلقا وعلما، كنت أحرص على مجالسته كان نسّابةً خبيرا بالأنساب حكّاءً ويحفظ الشعر الذى كان يسمعه فى مضيفة العائلة، كان يحكى لى عن الشاعر يوسف أبْ عثمان وفطرته الشاعرية وعن مداعبته مع الشيخ خير أبْ صالح، ويحكى عن ضيوف يمرون به من المجذوبين كان بيته مقصد الشحاذين وكنت أرى بعضهم من مستغلى كرمه لكنه يبتسم قائلا؛ "خليها لله"، لم يردّ سائلا فى حياته، كنتُ أراهم عنده دوما يبيتون أحيانا فهم عابرو سبيل ويقوم على خدمتهم دون أن يسألهم عن أسمائهم أو من أين قدموا ولا إلى أين يتجهون؟

يجلس على دكته مُسبحا لله "يا حنّان يا منّان" ولا أعرف سر هذين الاسمين اللذين يترددان على لسان رطب بذكر الله، هل أُودِع سرّ هذين الاسمين العظيمين؟ هل لقنه إياهما أحد الأولياء الذين كانوا يمرون ببيته العامر؟

كان قبل أن يُدخل الحبوب من الجرون يُخْرج زكاة الزروع أولا واعتاد المشى إلى المساجد، والأعجب أنه كان دوما يسأل الأولياء الدعاء.

طرائف التليفونات

مع اختبار نغمة لكل رقم تليفون صار بإمكان كل واحد أن يختار للشخص نغمة معينة قد تتلاءم مع مَعَزَّته لديه أو كرهه له ولا أدرى إن كان المتصل يسمع هذه النغمة المُختارة له أو يُسمعه غيرها لكن الأعنف عندما يتصل متصل غير مرغوب فى سماع صوته فيكيل له المستقبِل الشتائم والسباب؛ والأعجب أنه عندما يفتح الخط رادًّا عليه تتحول تلك الشتائم إلى ترحيب مُبالَغ فيه وكَيْل من الجُمل البليغة فى مناقبه وفضائله... رحتُ أتأمل وجهَه فى الموقفيْن اللذيْن لا يفصل بينهما سوى جزء من الثانية لكنه النفاق ندعو الله أن يُخلّص مجتمعاتنا منه حتىَ يكون المجتمع بوجه واحد وتسقط الأقنعة.

 خواطر صفوت شاكر

القمــــــــــر

كنتُ أنتظـر أن يكتملَ القمـرْ/أرقبُ الهــلال شهرا بعد شهر
عشقت البناء حجرا على حجـر/أحث البنـاة، وأرجئ السـمر
فى أتون القيظ الذى كلفح سقر /أسير وانتقل ملتمسا ظل شــجر
أحيل جدب الأرض بإذنه للخضر /أقرّب المسافات بين ريف وحضر
بسمات الأمل تعلو وجوه البشر/أراهـا زادا يعـين علـى السـهر
هل اكتمل القمـر؟ الكل ينتظر/يسأل أين الضيـاء ؟ أما من خـبر ؟
أشمر السـاعد وأقدح زناد الفكر/لأنهى ما بدأناه دونما كلل أو ضجـر
راعيت الناس من تعجل ومن صـبر /ولم أحنث فى قسم.. وكأننا معا قدر
أحببت فيهم تمسكهم بقيــم /حسبت أنها كانت سوف تندثر
ومددت لهم يدى لننأى عــن /موروثات جهالة تسـوقنا للخطر
جئت فوجدت بصيصا كنور السحر/ وكم من غادر اقتص من غريمه وثأر
ومن أؤتمن على عهد !! فخان وغدر/ وتفرقـة لا يرضاها الله بين البشــر
واهتز ميزان العدل بين أنثى وذكر/ وباتت النــاس تلتمس عدل عمـر
عــدل، فأمن، فنـام دون كـدر/والـعدل فى الأقطار تجده فيما ندر
الماء نعمة السماء والناس له تنتظر/ وأن احتبس تضرع الأكف ليأتى المطر
إلا إذا تشبع الرمل وللصحراء عبر/ وجاء بسيل يفيض أحيانا وينهمـر
أجوس النواحى أدرأ عن الناس الخطر
والقلوب على ذويهم.. وما لهم تعتصر
الناسُ تتلهفُ فى الليل على ضوء القمر
ووددت معهم.. أن يكتملَ القـمر
وفجأةً وقبل أن يصبح بدرا انخسف القمر!!
وأُرجئت الآمال وكادت تحتضـر
وشيَّع الناسُ بقلوبهم من بــادر بالسفر
ليجيئ.. من يشهد معهم بدر القمر
ويقطف الثمــر
 فى النهايات تتجلى البدايات
قال المتنبى:
إذا اعتادَ الفتى خَوْضَ المنايا
فأهونُ ما يمرُّ به الوحولُ

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة