داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

التجارة... بذمة أستك!

داليا جمال

الجمعة، 28 مايو 2021 - 06:42 م

زمان.. حلمت كتير إنى اشتغل بالتجارة واشترى بضاعة وأبيعها بربح صغير وأبيع كتير واكسب أكتر.. كان مفهوم التجارة عندى إنها رمز للأمانة والشرف.
وكبرت... ولم يتحقق حلمى والحمد لله إننى لم أصبح تاجرة!!
فالتاجر فى بلدى يعتبر أن غش البضاعة فهلوة!! وتغفيل الزبون فى كمية البضاعة شطارة! وأن رفع الأسعار كل يوم بدون سبب، هو رزق وجاله!!
وقد عانينا طوال عمرنا من موجات غلاء الأسعار بسبب ارتفاع سعر العملة الأجنبية، أو ارتفاع سعر السلعة عالميا.. ولكن الغريب هو هوجة ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية وأسلاك الكهرباء والسيراميك وحديد التسليح والسيارات فى الشهرين الماضيين بلا مبرر!
وبنسب كبيرة تتراوح ما بين ١٠% إلى ٣٠%،  رغم استقرار اقتصاد الدولة واستقرار سعر العملة وأسعار الطاقة منذ فترة. ومن المضحكات المبكيات أن تاجرا حاول يبرر رفع الثمن بسبب سعر البنزين اللى زاد!! يعنى ربع جنيه يا ظالم  تحوله بقدرة قادر لفرق سعر بالآلاف!
الأمر الذى يؤكد أن الجشع هو السبب الأول لارتفاع الأسعار بفجاجة! فما أن يلتقط التجار خيطا رفيعا حتى ولو كان زيادة سعر البنزين ربع جنيه! فيتحول الأمر فوراً لاتفاق ضمنى بين التجار على الزبون وهاتك يارفع فى الأسعار!!
وتستشرى الفكرة بينهم فيقررون سحق جيوبنا دون رحمة لتمتلئ جيوبهم بالملايين! طبعا فيه تجار عندهم ضمير ولكنهم تاهوا وسط الأغلبية ولا نستطيع أن نرتكن إلى الضمائر فقط لضبط إيقاع السوق ومعاناة المواطنين من غلاء مصطنع
وهنا يقع على الدولة دور هام فى الرقابة على الأسواق. والتخلى عن حجة أن الأسواق مفتوحة للعرض والطلب وأن السلع ليس عليها تسعيرة جبرية..لأن أى سلعة لها سعر عالمى يمكن القياس عليه وأى مغالاة فى السعر تكون من البائع يجب أن يقابلها مضاعفة الضرائب عليه،  أو ردعه بأى صورة قانونية أخرى، ولا نترك الناس فريسة للنهب.. فكما أن المرض ينتشر بالجسد ضعيف المناعة.. فإن الجشع ينتشر فى المجتمعات ضعيفة القوانين والرقابة
وللسادة التجار أقول:  إن الرزق الحلال ولو كان قليلا.. أفضل  مليون مرة من أن تكون ذمتك أستك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة