أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

أولاد الحسب والنسب ومن تحتهم

أخبار اليوم

الجمعة، 28 مايو 2021 - 06:47 م

 

لا أعرف ما الذى أعادنى إلى صفحة كنت قد طويت طرفها، فى كتاب يعود إلى ربع قرن مضى. الكتاب للدكتور جلال أمين. والصفحة إحدى أوراق «ماذا حدث للمصريين؟»، والعنوان (الطبقة الوسطى). وقبل أن أخمن ماذا سجلت بالقلم الرصاص على الهامش ، وجدتنى أتذكر. كتبت وقتها، وتذكرت الآن (ماذا سيكون عليه حال الطبقة الوسطى بعد 20 عاما؟). الدكتور جلال أمين اخذ صورة فوتغرافية للمجتمع، تعكس حال الطبقات الثلاث الدنيا، والوسطى، والعليا فى فترتين زمنيتين، تفصل بينهما أربعون عاما. الأولى عام 1951 مستندا لتقرير للحكومة البريطانية يرصد الشريحة العليا محددا حجمها بـ 1% من المصريين، يحصلون على دخل سنوى يبلغ 1500 جنيه للأسرة. بينما 80% لايزيد دخل الأسرة على 240 جنيها. يتبقى من آعتبرهم الطبقة الوسطى وهم 19%. ولم تكن الطبقة العليا وقتها تزيد على 200 ألف فرد، من بين 21 مليونا. وفى المقابل لم تتجاوز الطبقة الوسطى أربعة ملايين. وفى حقبة التسعينات عاد ليلتقط صورة أخرى، حددت موقعا آخر للطبقة الوسطى، معتبرا أن الحراك الاجتماعى الذى أحدثته ثورة يوليو ومابعدها، جعل المنتمى للطبقة الوسطى لايعتبر ان الانتساب الى الطبقة العليا يستوجب الانتماء إلى عائلة ذات حسب ونسب، كما كان الحال قبل الثورة، فزاد سقف طموحاته.. عدسة الدكتور أمين رصدت عام 1991 حدا فاصلا بين الطبقة الدنيا والوسطى، عند دخل قدره 300 جنيه للأسرة، معتبرا مادونه فقيرا. أما الفاصل بين الطبقتين الوسطى والعليا فهو 10 آلاف جنيه للأسرة شهريا. واعتبر أن 45% من المصريين ينتمون إلى الطبقة الوسطى. وبالبحث عن رد لسؤالى المكتوب بالقلم الرصاص، رحت ألتقط صورة فوتوغرافية بعد مرور 30 عاما. وجدت أن 90% من المصريين دخلهم الشهرى أقل من 1916 جنيها فى عام 2019/2020. وإذا كان الخط الذى يفصل بين الفقراء وبين الغير هو 857 جنيها فى الشهركما ذكر جهاز الإحصاء، فهل يمكن النظر إلى صاحب دخل 1916 جنيها علي أنه طبقة وسطى، أم هو الأقرب إلى محدودى الدخل؟. وهنا لم يعد لدينا سوى 10% من المصريين نخرج منهم 1% لنضعهم فى خانة أصحاب الحسب والنسب، فيصبح حاصل الطرح 9% وهو مايضم المتمسحين بالطبقة الوسطى دون نيل شهادة بالانتماء لها، والذين يتساقطون بفعل يوميات التضخم . فلا يتبقى سوى أقل القليل لنضعهم فى خانة الطبقة الوسطى على استحياء. ومازال الأمر يحتاج إلى صور فوتوغرافية كثيرة لهواة التصوير.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة