الجمعة، 28 مايو 2021 - 07:25 م

لفترة ليست بالقليلة ظللت أفكر فيما قاله « قطب » من المتاجرين بالدين  وهارب بالخارج ، لكنى لم أستوعب هذا الكم من الغباء والغل والحقد الذى نطق به ! .. بسلامته كان ضيفا على إحدى القنوات الفضائية  التى تبث من الخارج  وعندما تطرق حواره مع المذيعة إلى منحة  الـ 500 مليون دولار التى خصصتها مصر لتعمير غزة كاد يقفز من مقعده وشمر عن ساعديه ليكشف السر الرهيب الذى لا يعلمه أحد سواه .. يعنى « جاب التايهة » عندما قال إن الهدف هو التجسس على حماس وأنفاقها وتحديد أماكنها ونسى القول أنه سيتم إبلاغ إسرائيل .. لا يا شيخ .. عرفتها وحدك .. واضح أن أجهزة المخابرات العالمية تبلغك أولا بأول بكل الأسرار .. والمدهش أن المذيعة لم تسأله عن كيفية حدوث هذا التجسس المزعوم  الذى ستقوم به مصر خلال عمليات التعمير ولم تجادله فى كلامه الأهطل لكن المؤكد أن كليهما ــ القطب والمذيعة ــ تجمعهما صفة واحدة لا علاج لها تقول إن «الخيانة فى الدم » وأن جميعهم يتنفسون كذبا !
من المؤكد أن كون مصر أصبحت ملء السمع والبصر وأن قادة العالم أجمع أشادوا بدورها فى وقف نزيف الدم فى غزة جعل عقولهم ــ إن كانت هناك عقول ــ تتحول إلى ما يشبه علبة السردين الفاسدة ، وما زاد الطين بلة أن كلام ملهمهم لم ينل أى اهتمام دولى فلم تكن تصريحاته سوى مجرد شجب وتنديد أجوف لما حدث فى الأراضى الفلسطينية .. لقد جن جنونهم فقد كانوا يريدون أن تمنح مصر الــ 500 مليون دولار كاش عدا ونقدا لقادة حماس دون قيد أو شرط وليذهب الفلسطينيون إلى المجهول.. كلام لا يصدر إلا عن مهاويس .. وعلى طرف آخر هناك كلام صادق للأسف نطق به طيار إسرائيلى معترفا بأنهم لجأوا إلى ضرب أبراج غزة السكنية لـ « التنفيس» عن حالة الإحباط التى أصابتهم من عدم جدوى الضربات التى توجه للمقاومة.. وفى نفس الوقت هناك طرف ثالث هو قناة فضائية تدس السم فى العسل فقد ذكرت فى إحدى نشراتها خبرا يقول إن إسرائيل قامت باعتقال عدد من الشباب الفلسطينى من «مثيرى الشغب» خلال أحداث غزة والأراضى الفلسطينية.. وكأن من يتصدون للمستوطنين الذين يقتحمون باحات المسجد الأقصى وحى الشيخ جراح وغيرهما من المناطق المحتلة بلطجية ومشاغبون !
عموما هناك مثل إسبانى يقول: إذا رأيت للأقزام ظلا طويلا فاعلم أن الشمس تميل إلى المغيب!