الجمعة، 28 مايو 2021 - 07:28 م

تابعت حلقات مسلسل «لعبة نيوتن» طوال الشهر الكريم، ولكن فاتنى بعض الحلقات فلم اتمكن من مشاهدتها، فقررت أن اشاهد المسلسل مرة ثانية على منصة «وتش أت»، وخلال ثلاثة أيام فقط شاهدت الثلاثين حلقة كاملة، كأننى أرى الحلقات لاول مرة وذلك بفضل قوة البناء الدرامى للشخصيات وتصاعد الاحداث لحظة بلحظة والتى تتحرك فى كل مشهد وفق ميزان من ذهب، واتوقف هنا أمام الفنانة «منى زكى» والتى قدمت شخصية المرأة الضعيفة والتى برغم أنها تحمل ماجستير، إلا أنها لا تملك أسلحة فى يدها تؤهلها للانتصار فى معركة الحياة، فقد شعرت وأنا أشاهد «منى» أنها لا «تُشخص» شخصية خيالية من ابداع كاتب سيناريو اسمها «هنا»، ولكن شخصية حقيقية من لحم ودم رسمتها «منى» بتلقائية شديدة وبساطة بدون حدود دون تكلف أو افتعال، ومع كل مشهد تقدمه تدهش المشاهد وتجذبه لمتابعتها، وشعر هذا المشاهد أن كل مشهد من مشاهدها فى المسلسل قد تعاملت معه وكأنه «ماستر سين» وهو بالفعل كذلك.
منى زكى التى ظلت طويلاً تؤدى دور البنت الجميلة الضعيفة، وهو دور أهّلها له ملامحها الرقيقة وتكوينها الجسدى الصغير، ولكنها بدأت فى تغيير وجهتها منذ مسلسل «آسيا» الذى قدمته عام 2013، ولكن دور «هنا» فى «لعبة نيوتن» ومن قبله دور «تحية عبده» الذى قدمته فى «أفراح القبة» سيظلان دوماً متميزين فى مسيرتها الفنية.
لقد خلعت منى زكى فى دور «هنا» كل العباءات التى وجدت نفسها فيها من خلال الأدوار المتعددة التى قدمتها سينمائيا وتليفزيونيا، وأثبتت أنها قادرة على التمثيل بدون أن تتفوه بأى كلمة، ملامحها وحركاتها وإيماءاتها، تجعلك لا تملك القدرة إلا على الإعجاب بها وذلك لبراعة أدائها وقد أثبتت أن الفتاة الرقيقة ذات الملامح البريئة أنها تمتلك القدرة على الابداع فى شخصيات وادوار اخرى أكثر تعقيدا، لقد قدمت دوراً من أنضج أدوارها ولما لا؟ وهى «الألفة» بين نجمات جيلها فى التمثيل فهى تجمع بين الجاذبية والحرفية والذكاء فى اختيار الأدوار المناسبة لها، وفى نفس الوقت واعية لما تقوم به وشديدة الحساسية والموهبة، وكانت عظيمة بأدائها فى كل الأدوار التى جسدتها ولم تكن هناك ممثلة غيرها تستطيع أن تؤدى الادوار التى قدمتها خلال مشوارها الفنى.
كلنا نعرف منى زكى النجمة السينمائية والتليفزيونية الكبيرة التى يحبها الجمهور، لكن منى زكى بعد «لعبة نيوتن» أصبحت علامة فنية كبيرة فى تاريخ الفن المصرى.