د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

وعادت مصر إلى أفريقيا عبر بوابة تنزانيا

أخبار اليوم

الجمعة، 28 مايو 2021 - 07:32 م

 

خلال العقود السابقة، تراجعت مكانة مصر بين دول أفريقيا، تلك المكانة التى شهدت ازدهاراً فى عصر الرئيس عبد الناصر، حيث كان لمصر بصمات فى كل دول أفريقيا، من خلال جهود الرئيس عبد الناصر، الذى أنشأ منظمة الوحدة الأفريقية، مما أتاح التواجد المصري، على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية.
فى كل الدول الأفريقية، من خلال شركة النصر للاستيراد والتصدير. إلا أن ذلك الدور تلاشى، شيئاً فشيئاً، برحيل الرئيس عبد الناصر، وزاد الابتعاد المصرى، عن المشهد الأفريقى، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الراحل حسنى مبارك، فى أثيوبيا، حتى منيت مصر بالضربة القاضية، بتجميد عضويتها فى الاتحاد الأفريقي.
ولكن بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسى لسدة الحكم، وضع استراتيجية لعودة مصر إلى أفريقيا، وكانت أولى زياراته الخارجية، إلى أديس أبابا، للمشاركة فى مؤتمر الاتحاد الأفريقي، حتى عادت مصر لعضويته، مرة أخرى، وفى العام الثانى لحكم سيادته، تولت مصر رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية، وبدأت سياسة التقارب الجديدة وعودة علاقاتها مع دول أفريقيا، حتى تولت رئاسة الاتحاد الأفريقى فى عام 2019.
وفى الأسبوع الجارى، وضمن استراتيجية التقارب الأفريقي، وبتكليف من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قام السيد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان المصري، بزيارة إلى تنزانيا، على رأس وفد رفيع المستوى، لمتابعة تنفيذ المرحلة الأولى من بناء سد ومحطة توليد كهرباء فى تنزانيا (جوليوس نيريري)، صاحبه خلالها السيد اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، ورئيس لجنة متابعة المشروع، الذى تنفذه شركتا المقاولون العرب والسويدى إلكتريك، بعد فوز مصر بالمسابقة أمام شركات صينية، وتركية، وبرازيلية، ولبنانية، وأمريكية.
يقع السد على نهر روفيجي، ويتكون من جسم السد الرئيسى وأربعه سدود تكميلية، بتكلفة 2.9 مليار دولار، لتخزين 34 مليار متر مكعب من المياه، وتوليد 2115 ميجاوات كهرباء، ليوفر الكهرباء لنحو17 مليون أسرة فى تنزانيا، كما يسهم فى جذب استثمارات جديدة للبلاد، بما يحقق نمواً اقتصادياً لها. من المنتظر أن يحمى ذلك السد تنزانيا من مواسم الجفاف، أوالفيضانات الموسمية، التى تصيبها، كما سينظم عملية الزراعة طوال العام.
تعتبر تلك الزيارة الرابعة للوزير، النشط، عاصم الجزار، لمتابعة تنفيذ المشروع، حاملاً هدية الرئيس السيسى لشعب تنزانيا، عبارة عن شحنة مستلزمات طبية خاصة بالتطعيم ضد فيروس كورونا، تقديراً من الشعب المصرى للشعب التنزانى. وهكذا تعود مصر، مرة أخرى، إلى أفريقيا، من خلال مشروعات تنموية تحقق الرخاء لهذه البلاد.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة