زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

«الكيتش كونديرا»

أخبار اليوم

الجمعة، 28 مايو 2021 - 07:57 م

«الكيتش» كلمة توقفت أمامها طويلا قبل معرفة معناها، ثم علمت أنها تعنى النفاية أو هى الشيء القبيح بشكل عام، وأن كلمة « Kitsch» فى اللغة الألمانية ظهرت فى منتصف القرن التاسع عشر كتعبير عن موجة فنية انتجت وقتها فنونا رديئة اعتمدت على التقليد والمبالغة. وعرفها قاموس أوكسفورد بأنها تقديم شيء لا قيمة له، وصنف الأشياء التى تتصف بالكيتش على أنها ذات طموح لا قيمة له. ثم انتقلت الكلمة من بلد إلى بلد، واشتهرت مع قراءات خاصة للكلمة من قبل بعض الكتاب، خاصة ذلك التقديم الذى أضافه الأديب التشيكى ميلان كونديرا لملايين القراء حين ركز على وجه آخر لهذه الكلمة فى روايته البديعة «كائن لا تحتمل خفته»، «الكيتش ليس فقط الفن الرخيص كما يظن البعض، بل هو سلوك وموقف وصفة لفئة من البشر ترى نفسها فى الكذب المجمل». سرعان ما انتقل هذا المعنى إلى مساحة أوسع للتداول على شبكة الإنترنت منذ عدة سنوات، خارج نطاق نخب القراء إلى رواد شبكات التواصل الاجتماعى والمدونات، لتتحول الكلمة إلى طريقة لوصف الكثير من الأفعال والأشياء المحيطة وتقييمها. وهذا الكيتش المعنى تحول مع الوقت إلى الحياة نفسها، لهذا نتعرض أكثر من غيرنا لمخاطر الإصابة بالاكتئاب والإحباط والفشل، وصرنا نرى الكيتش فى مظاهر عديدة فى الحياة من تصرفات بعض البشر بعضها لبعض وردود أفعال لمواقف نبيلة تواجه بأفعال مرفوضة أخلاقيا وإنسانيا، وصارت هذه الكلمة تعبر عن أوضاع كثيرة كان يصعب وصفها فى كلمة واحدة، واتسعت رقعة الكيتش لتصل إلى الأفكار والمعتقدات التى  يرى البعض فى نفسه أنه صاحب الفكرة الصائبة وغيره من الأفكار لا تصلح ويجبرك على إما أن تعتقد فيما يعتقد فيه وإلا صرت عدوا، وتبقى كلمة الكيتش ببساطة تتمثل فى إفساد الذوق العام للجمال الخارجى والداخلى فى حياة البشر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة