السبت، 29 مايو 2021 - 02:58 م

تبقت ثلاثة أيام حاسمة فى إسرائيل أمام رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، قبل أن يعيد التفويض إلى "الكنيست"، التي ستمرره لأي عضو يحصل على دعم 61 من الأعضاء.
وشهدت الأيام الأخيرة، محاولات حثيثة من "معسكر التغيير" برئاسة لبيد لتشكيل الحكومة وإزاحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن المشهد السياسي، لكن فرص النجاح لا تزال ضئيلة، وسط ترجيحات بالذهاب إلى انتخابات إسرائيلية خامسة في أول أكتوبر المقبل  ، حيث يحاول "معسكر التغيير"  تمرير مشروع قانون ينص على حل الكنيست، إذا ما تبين أنه لا أمل في تشكيل ائتلاف حكومي، بهدف منع محاولة متوقعة من نتنياهو لتشكيل حكومة يمينية بعد نقل التفويض للكنيست.

اقرأ أيضاً: السعودية تسمح بدخول القادمين من 11 دولة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية

وتعقيبا على المأزق السياسي الراهن في إسرائيل، أكد السفير دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ، أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تتدخل فى الشأن الداخلى الإسرائيلي سواء فى الانتخابات أو فى تشكيل الحكومة الإسرائيلية ، مؤكداً موقفنا المبدئى هو التعامل مع أى حكومة تكون جاهزة ومستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات على قاعدة المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفق حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام .
وأضاف السفير دياب اللوح فى تصريحات حوارية خاصة  ، أن حصيلة المشاورات الجارية داخل إسرائيل لتشكيل حكومة جديدة تؤكد أن إسرائيل تعيش أزمة سياسية عنيفة خاصة أنها ذهبت  إلى أربع انتخابات سابقة ولم تفضى إلى تشكيل حكومة و الخروج من المأزق السياسى الذى تمر به إسرائيل ، مشيراً إلى أن المشاورات الحالية التى يجريها يائير لبيد رئيس حزب " هناك مستقبل "  مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى ، قد تنجح وقد لا تنجح ، بعدما فشل بنيامين نتنياهو  فى تشكيل هذه الحكومة ، وقد أحيل التكليف إلى لبيد من رئيس الدولة فى إسرائيل والأن لبيد بقى لديه ثلاثة أيام من أصل ثمانية وعشرون يوماً لتشكيل هذه الحكومة 
ولفت السفير دياب اللوح ، إلى أن نيتنياهو كان يريد أن يعود له تكليف تشكيل الحكومة مرة أخرى إذا فشل لبيد فى التشكيل الجديد المقرر ، وذلك لاعتقاد نتنياهو أن أسهمه قد ارتفعت لتشكيل هذه الحكومة ، من جراء ما قام به عدوان على قطاع غزة وما ارتكبه من مجازر وهدم للبنية التحتية وقتل المدنيين من الشعب الفلسطينى 
وقال السفير دياب اللوح ، لا أعتقد أن الذهاب إلى انتخابات خامسة فى أول أكتوبر القادم سوف تغير الخريطة السياسية أو الحزبية فى إسرائيل ، وسوف تستمر هذه الأزمة إلى أبعد مدى فى إسرائيل ، لأن تل أبيب تعيش أزمة اجتماعية تتكون من مركبات اجتماعية وسياسية عديدة غير منسجمة ، لافتاً إلى أن ما يجمع إسرائيل هى المصلحة الأمنية خاصة أنها دولة عسكرية أمنية بامتياز ، وتشهد تفكك اجتماعى وسياسى وهو ما يؤكد خطورة وعمق الأزمة فى إسرائيل 
وشدد سفير فلسطين بالقاهرة ، نحن لا نتدخل كفلسطنيين فى مسألة تشكيل الحكومة الإسرائيلية وأى حكومة إسرائيلية سواء الحكومة الحالية التى يقودها نتنياهو أو أى حكومة قادمة مطالبة بوقف ممارساتها العنصرية ومخططاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطينى وخاصة ما يجرى فى القدس وأنحاء الضفة الغربية ، ومطالبة باحترام الشرعية الدولية والدخول فى عملية سياسية جادية وتمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حياته السياسية والإنسانية وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على الأراضى التى احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية 
وأشار السفير دياب اللوح إلى أن نيتنياهو متمسك بالبقاء فى منصب رئاسة الوزراء حتى لا يذهب إلى السجن ، مشيراً إلى أن سياسات أى حكومة قادمة غير معروفة ، وبالتالى لا نستطيع أن نحدد وجهة هذه الحكومة إلى أين ، مطالبة بالانصياع إلى إرادة بناء السلام العادل والشامل فى المنطقة وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حقوقه السياسية والوطنية وإقامة دولته المستقلة 
يذكر أن ممثلين عن لابيد عرضوا على مقربين من نتنياهو، دعم مشروع قانون حل الكنيست، ما يتيح التنسيق لاختيار موعد مناسب لكلا الجانبين لإجراء الانتخابات المقبلة، إلا أن "الليكود" رفض المقترح ويعتزم الشروع في محاولة أخيرة لتشكيل حكومة يمينية فور انتهاء مهلة تفويض لبيد في الثالث من حزيران المقبل.
واجتمع لبيد،  الخميس الماضى ، مع رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينت، في أول لقاء بينهما منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دون أن يرشح أي تعليق علني عن المحادثات بين الجانبين.
وتتضاءل فرص نجاح المحادثات بين "لبيد" و"بينت" لتشكيل حكومة يتناوبان على رئاستها، في ظل رغبة الشخصية الثانية في حزب "يمينا" أييليت شاكيد بتشكيل حكومة يمينية.
في الوقت ذاته، تتواصل المحادثات بين "يمينا" و"الليكود"، على الرغم من إعلان بينت بأنه يرفض التفاوض فيما يتعرض إلى هجوم متواصل من معسكر اليمين ومقربين من نتنياهو.
كما عقد لبيد جولة محادثات جديدة مع رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر، وأعلنا في بيان مشترك عن "تحقيق تقدم والتوصل إلى بعض الاتفاقات"، مع التأكيد على تواصل المحادثات بينهما في الأيام المقبلة بهدف تشكيل الحكومة.
وكان لبيد قد توصل في وقت سابق إلى اتفاق مع حزبي "ميرتس" و"إسرائيل بيتنا"، كما التقى حزبه بممثلي حزبي "العمل" و"أزرق أبيض".