آمال المغربي
آمال المغربي


عين على الحدث

آمال المغربي تكتب: اعتراف.. وليس اعتذار !!

آمال المغربي

السبت، 29 مايو 2021 - 07:25 م

 

أخيرا اعترفت ألمانيا بأنها ارتكبت "إبادة جماعية" خلال استعمارها لناميبيا، وستدفع مليار يورو كمساعدات تنموية لهذا البلد على مدى 30 عاما فى خطوة اعتبرها الكثير من أبناء ناميبيا غير كافية خاصة بعد أن رفضت ألمانيا تقديم اعتذار عن الفظاعات التى ارتكبتها هناك حتى لايكون من حق ناميبيا الحصول على تعويضات.

الاتفاق الذى تم بموجبه اعتراف ألمانيا بالإبادة ولم تُعلن كل تفاصيله، جاء بعد مفاوضات صعبة استمرت أكثر من خمس سنوات بين ناميبيا وألمانيا كانت خلالها ألمانيا ترفض الاعتذار أو الاعتراف بالإبادة التى ارتكبتها اثناء استعمارها لناميبيا بين عامى 1884 و1915.

ورغم ان ناميبيا اعلنت إن هذا الاعتراف "خطوة فى الاتجاه الصحيح وأساس الخطوة الثانية، وهى الاعتذار ثم التعويضات" إلا أن ألمانيا حرصت على توضيح انها لن تقدم اعتذارا وأن اعترافها بالإبادة الجماعية لا يفتح المجال لأى طلب قانونى بتعويض. رغم طلب ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا على الفظائع التى ارتكبت فى حقهم. حتى المساعدات التى ستقدمها ألمانيا لن يستفيد منها سوى أحفاد الجيل الحالى من ابناء ناميبيا حيث ستقدم على مدى 30 عاما وستقدم فى صورة مشروعات عقارية وزراعية ولهذا قال موتجيندى كاتجيوا وهو مسئول كبير من الهيريرو فى ناميبيا، "لن نقبل باتفاق أبرم بين هاتين الحكومتين".

معروف أن ألمانيا رضخت لمطالب اللوبى اليهودى فاعترفت رسمياً بالإبادة النازية ومحارق الهولوكوست ودفعت كل التعويضات التى طلبت منها، فى حين أنها ظلت تمتنع عن اتخاذ ذات الخطوات بحق شعب نامييبا.

استيلاء المستعمرين الألمان على أراضى ومواشى أصحاب الأرض الأصليين كان سببا فى تمردهم على الظلم عام 1904 على هذه الأضاع، بعدها عهدت برلين بمهمة إخماد التمرد إلى جنرال ألمانى يدعى لوتار فون تروتا، الذى أعطى جنوده الحرية الكاملة فى ممارسة كل أنواع القتل والتشريد بحق السكان، فأخذت ترتكب فى حقهم الفظائع من قتل واعتقال وتشريد واغتصاب للأراضى والممتلكات بالإضافة إلى عزلهم فى معسكرات حتى الموت والنفى فى الصحراء، حيث مات آلاف الرجال والنساء والأطفال عطشاً،. وأجبر الذين تم ترحيلهم لجزيرة تدعى "القرش" على القيام بأعمال شاقة كان من بينها سلخ لحوم من قتلوا فى الجزيرة عن جماجمهم وعظامهم، وتنظيفها تماماً، حيث جرى نقل عظام وجماجم عشرات الآلاف لألمانيا من أجل إجراء ابحاث علمية عرقية لإثبات تفوق العرق الأبيض!!

وفى عام 2011 أعادت ألمانيا 20 جمجمة إلى ناميبيا على نحوٍ رمزى، وقدمت الوعود بتقديم مساعدات تقنية إلى ناميبيا، عوضاً عن دفع التعويضات من أجل تخفيف وطأة جميع ممارسات الظلم والاضطهاد الألمانية على السكان المحليين،والتى. كانت سببا فى مقتل اكثر من 80 ألفا من أبناء قبيلتى الهيريرو والناما وهو ماجعل المؤرخين يعتبرونها أول إبادة جماعية فى القرن العشرين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة