صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تقرير خاص| سلوان.. بلدة في مرمى الاستيطان الإسرائيلي بمشارف «الأقصى»

أحمد نزيه

الإثنين، 31 مايو 2021 - 09:07 م

لا تتوقف آلية الاستيطان الإسرائيلية عن الدوران في الأراضي الفلسطينية، وتحديدًا في مدينة القدس المحتلة، لتكرس بذلك مسألة سرقة الأرض من أصحابها الأصليين، ومنحها إلى آخرين لم يكونوا ملاكًا لها في الماضي القريب أو البعيد.

فهكذا بنت إسرائيل وطنها، فمنحها البريطانيون وطنًا لا تمتلكه المملكة المتحدة، وهي بعيدة أن تكون جديرة به بالمرة، وهي الآن تكرر نفس الأمر فتتقمص دور بريطانيا في منح ما لا تملك لمن لا يستحق.

وبالأمس كان الحديث في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج يتمحور نحو هدفٍ واحدٍ مقصده حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، الذي تنوي سلطات الاحتلال تهجير أهاليه قسرًا، لصالح بناء مستوطنات إسرائيلية، فتصدر وسم "أنقذوا حي الشيخ جراح" مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لا يزال الأهالي هناك على صمودهم ورفضهم ترك ديارهم، التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، لصالح مستوطنين لا يملكون أرضًا ولا وطنًا إلا بآلة القمع والسلب.

لكن حي الشيخ جراح لم يكن وحده في مرمى أهداف الاحتلال الاستيطانية، فلم يكن الأول ولم يكن الأخير، وباتت بلدة سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك، تطالها مشاريع الاحتلال الاستيطانية في عموم البلدة، وفي حي بطن الهوى على وجه التحديد.

تحذير رسمي

وقبل أيامٍ، حذر وزير شئون القدس فادي الهدمي، من مغبة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ حملة تهجير وتطهير عرقي جديدة تطال مئات الفلسطينيين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان بالقدس.

وقال الهدمي: "إلى جانب التهديد المحدق بإخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، فإن الخطر يهدد أيضًا عشرات العائلات في حي بطن الهوى في سلوان".

وأشار الوزير الفلسطيني إلى أن السلطات الإسرائيلية تخطط لعملية تهجير عرقي واسعة بحي بطن الهوى بهدف تهويد بلدة سلوان في إطار المخططات، التي وضعتها جماعات استيطانية إسرائيلية بدعم من الأجهزة الحكومية الإسرائيلية المختلفة.

نبذة عن بلدة سلوان

وبلدة سلوان هي البلدة الأكثر التصاقًا بالمسجد الأقصى المبارك، وبأسوار البلدة القديمة بالقدس من الناحية الجنوبية والشرقية، وهي أساس مدينة القدس.

وتملك بلدة سلوان جزءًا كبيرًا من الأراضي المشاع الواقعة بين القدس والبحر الميت، وأهمها منطقة السهل الأحمر الواقعة اليوم على الطريق  بين القدس وأريحا، والتي عرفت تاريخيًا بخان السلاونة أو الخان الأحمر.

وتبلغ مساحة مسطح أراضي البلدة 5421 دونم [دونم=1000 متر مربع]، فيما يبلغ عدد سكان بلدة سلوان اليوم أكثر من خمسين ألف نسمة، يتوزعون على 13 حامولة من أهل البلدة إضافة إلى من سكنها من خارجها بسبب الحروب والهجرة والزحف السكاني الطبيعي.

بلدة سلوان

وحتى عام  1990، لم يسكن يهودي واحد في سلوان، ولكن مع بدايات تسعينيات القرن الماضي، وضعت المؤسسة الإسرائيلية أول خطواتها لتنفيذ تهويد سلوان، ضمن مخطط شامل لتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بالقدس، وسكن أول مستوطن يهودي في سلوان عام 1990، وكانت جمعية "إلعاد" الاستيطانية هي الذراع التنفيذي للاستيطان اليهودي حول المسجد الأقصى.

ومع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الجديدة، هناك عدة أحياء في بلدة سلوان مهددة بالهدم، وهي حي وادي الحلوة، الذي يقطنه نحو 6 آلاف نسمة، وحي عين اللوزة، الذي يعيش به نحو 5 آلاف نسمة، وحي البستان، الذي يسكنه 1550 نسمة، وحي وادي الربابة، ويسكنه 1000 نسمة تقريبًا، وحي واد ياصول، وبه نحو ألف نسمة، إضافةً إلى حي بطن الهوى، ويسكنه 750 نسمة تقريبًا.

أوجه الاستيطان في سلوان

وفي هذا الصدد، يعدد حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الانتهاكات الإسرائيلية في بلدة سلوان، مشيرًا إلى أنها تكمن في الحفريات، وعددها ٥ حفريات فاعلة على مدار الساعة، ومنع المواطنين من ترميم بيوتهم، والتوسع الاستيطاني في البلدة، والاستيلاء على منازل المواطنين.

ويضيف عيسى لـ"بوابة أخبار اليوم"،  "يريدون (سلطات الاحتلال) الاستيلاء على منازل المواطنين في بطن الهوى، وعددها ٨٦ شقة في ١٥ بناية، وعدد سكانها ٧٥٠ شخصًا".

ويشير عيسى إلى وجود إهمال كامل للبلدة، وخاصة في البنية التحتية لتهجير المواطنين، مؤكدًا أن المخططات الإسرائيلية الاستيطانية في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، تهدف إلى تهويد المنطقة والسيطرة الفعلية على المسجد الأقصى بأكمله.

اعتقالات في سلوان

وفي مواجهة تلك المشاريع الاستيطانية، تحضر آلة القمع والتنكيل بالأهالي، الذي يُزج بعددٍ منهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي غضون ذلك، يقول عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إنه منذ بدء الأحداث الأخيرة في 13 من شهر أبريل الماضي وحتى نهاية شهر مايو الجاري سُجل اعتقال قرابة 700 فلسطيني من القدس، وغالبيتها كانت في باب العامود وحي بطن الهوى بسلوان.

ويوضح فروانة لـ"بوابة أخبار اليوم" أن قوات الاحتلال استخدمت القوة والتنكيل والقمع بحق المعتقلين المقدسيين، متحدثًا عن أن غالبية الاعتقالات كانت عند باب العامود، باب الساهرة، شوارع السلطان سليمان ونابلس وصلاح الدين والمصرارة وحي بطن الهوى.

وحول العدد المحدد من الاعتقالات في بلدة سلوان تحديدًا، كان رد فروانة إنه لا يمتلك رقمًا محددًا لعدد الاعتقالات، مستطردًا بالقول: "لكن المؤكد أن الاعتقالات طالت الجميع وشملت الأحياء والشوارع كافة، وسجلت رقمًا غير مسبوق وعنفًا كبيرًا".

وفي ضوء ذلك، لا تزال المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية تعشش بجثامةٍ في أنحاء القدس، لكن المقدسيين لا يزالون يرفعون للصمود رايةً في وجه المحتل الغاصب لأرضهم ووطنهم وديارٍ وطأها آباؤهم وأجدادهم قد ورثوها عن أسلافهم.   

اقرأ أيضًا: عشرات المستوطنين الإسرائيليين يجددون اقتحام المسجد الأقصى

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة