صورة مجمعة لكرارة والسقا ومها أحمد ومي عمر
خدعوك فقالوا ....
خدعوك فقالوا: «الدور بينادى صاحبه»
الثلاثاء، 01 يونيو 2021 - 11:20 ص
كتب :أحمد سيد
«كيف يدار الوسط الفني؟».. سؤال يطرح نفسه فى الفترة الأخيرة بعد شكوى العديد من الفنانين من البطالة لحساب فنانين أخرين أصبحوا يتواجدون فى أغلب الأعمال، بل أن كل نجم أصبح يعتمد على «شلة» خاصة به تظهر معه فى كل أعماله، كذلك هناك مخرجين يعتمدون فنانين بعينهم فى كل الأعمال لمجرد وجود صداقة قوية بينهم.. «أخبار النجوم» طرحت هذا السؤال على عدد من النقاد وصناع الدراما الذين يكشفون عن رأيهم، ويجيبون على تساؤل حول من يتحكم فى إدارة الوسط الفني.
«الدور ينادي صاحبه»، جمله شائعة فى الوسط الفني، لكن نجد من يلتزم بها لا يتخطون أصابع اليد الواحدة، وهو ما عبر عنه المؤلف بشير الديك خلال حديثه، موضحا أن الوسط الفني أصبح يعتمد على «الشللية»، والتي أراها سببا رئيسيا فى تواضع الأعمال الفنية، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، إلا أنها فى الفترة الأخيرة أصبحت القاعدة التي يدار بها خلالها الوسط الفني، وليست الاستثناء، حيث كان هناك قواعد وثوابت تنظيمية يقوم عليها العمل الفني، وهي أن المؤلف والمخرج أساس العمل، ويأتي بعد ذلك المنتج صاحب رأس المال.
ويضيف بشير الديك: «كانت هناك بعض الضوابط التي نسير عليها، وتعتبر أساس العمل الفني، حيث كان المؤلف والمخرج يشاركان فى اختيار أبطال العمل، ويأتي بعدهما المنتج، الذي يقتصر دوره على التفاوض والتعاقد، وفي حال فشله يتم وضع بدائل، وهذه القاعدة كانت تسير عليها الدراما والسينما لفترة طويلة، وقدمنا خلالها أعمالا خالدة وذات قيمة فنية، لكن مؤخرا ظهر على السطح ظاهرة (الشللية)، التي صنعت خلل حقيقي داخل الأعمال الفنية، حيث أصبح هناك مجموعات من الفنانين أو المبدعين يتحكمون فى الاختيار، وتم سحب البساط من تحت أقدام المؤلف والمخرج، وهو ما أثر سلبا على المنتج النهائي، ولوث الوسط الفني».
ويوضح الديك: «رغم سيطرة نظام (الشللية) على الوسط الفني مؤخرا، إلا أن هناك بعض الاستثناءات التي تسير على النهج القديم، وتسعى لتقديم أعمالا فنية جيدة الصنع، حيث يعتمد فى الأساس على اختيار فريق العمل طبقا لما يراه المؤلف والمخرج، ولعل من أكثر هؤلاء المبدعين إلتزاما بهذا الأمر المخرجة كاملة أبو ذكرى، التي تنحاز للعمل الفني وليس لأي إعتبارات أخرى، على الرغم أنها كونت جبهة مع نيللي كريم والكاتبة مريم نعوم، إلا أنها تنحاز للعمل الفني».
ويشير بشير أن هناك أيضا بعض المخرجين والمؤلفين الذين يسيرون على القواعد القديمة، بعيدا عن «الشللية»، منهم المخرج تامر محسن الذي أبدع فى تقديم عديد من الأعمال التليفزيونية، وأخرها «لعبة نيوتن»، كما أرى أن المخرج كريم الشناوي أيضا من المواهب التي تستحق الإحترام، وتعتمد فى اختياراتها على نظرية «الدور ينادي صاحبه»، لكن الغالبية تسير بشكل عشوائي يعتمد على «الشللية»، وهو ما أضر بالصناعة.
فساد فني
أما المخرج مجدي أحمد علي فيرى أن المنتج أصبح المتحكم فى الاختيارات، ومعه بطل العمل، وهو ما تسبب فى فساد الفن، وفي انتشار ظاهرة البطالة الفنية، لأن الأعمال أصبحت تعتمد على عدد محدود من الفنانين، نظرا لاختيارهم فى معظم الأعمال التي تنتج، وهو ما خلق حالة من الغضب داخل الوسط الفني لعدم الاعتماد فى الاختيار على القدارت الفنية للمبدع أو الممثل.
ويضيف مجدي: «الفن كان يدار بقاعدة سليمة يتحكم فيها المخرج أولا فى الاختيار، وهو حق أصيل للمخرج كونه (مايسترو) العمل الفني، والمسئول الأول والأخير عنه، لكن بعد فترة أصبح دور المخرج ثانوي، ويتحكم فى إدارة الوسط الفني المنتج والنجم، اللذان يقررا فكرة العمل ويختارا باقي فريق العمل، ويصبح الممثل والمنتج هما الإدارة الرئيسية للعمل».
ويوضح مجدي: «هناك عدد من النماذج التي مازالت تحاول أن تسير على النهج القديم والقواعد السليمة لإدارة العمل الفني، أبرزهم كاملة أبو ذكري وتامر محسن، فهما من المبدعين اللذان يرفضا ما عليهما سواء من جانب الممثل أو المنتج».
النجم
بينما يختلف قليلا فى الرأي المنتج صفوت غطاس مع الأراء السابقة، حيث يرى أن العيب الأكبر على النجم الذي أصبح المتحكم الأكبر بالصناعة من حيث الاختيار، سواء كان مخرج أو مؤلف أو باقي فريق العمل، مؤكدا أن المنتج دوره يقف عند إتمام التعاقد، وليس له دور رئيسي فى إختيار فريق العمل، خاصة أن ظاهرة «الشللية» ليست بجديدة على الوسط الفني، وهناك أعمال فنية حققت نجاحا بـ «الشللية»، وأخرى فشلت بسببها.
ويضيف صفوت: «بالتأكيد هناك أزمة حقيقية فى إدارة الوسط الفني، ولابد من العودة إلى القواعد الأساسية السليمة التي تعلي العمل الفني عن الأشخاص، وتترك المساحة الكافية للمخرج والمؤلف فى الاختيار، والابتعاد عن (الشللية) التي اعتمدت عليها الدراما والسينما مؤخرا، مما خلق حالة من عدم التوازن داخل الفن، كما ألقت بظلالها على المنتج النهائي للعمل الفني».
موازين القوى
يختلف تماما فى الرأي الناقد طارق الشناوي، حيث يرى أن إدارة الوسط الفني واختيار فريق العمل حاليا تخضع لنظرية «موازين القوى»، حيث أن كل عمل فني له ظروفه الخاصة، وهناك أعمال يتحكم فيها الممثل فقط من الألف إلى الياء، وذلك عندما يكون هناك بطلا بحجم عادل إمام، وتجدها ظاهرة بشكل كبير عندما يتولى الإخراج والتأليف مواهب ربما تكون أقل فى القوة مقارنة بعادل إمام، لكن يقل هذا التحكم بدرجات معينة فى حال وجود مؤلف ومخرج بنفس حجم وقوة عادل إمام، مثلما كان يعمل مع المؤلف وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، ففي هذه الحالة تكون موازين القوى متساوية، واختيار فريق العمل حق أصيل للمخرج والمؤلف، ويشاركهما الرأي عادل إمام.
ويضيف الشناوي: «الوسط الفني يسيطر عليه ظاهرة (الشللية) منذ سنوات طويلة، وتسبب فى ذلك أن أنصاف المواهب تتحكم فى العمل الفني، والحل فى العودة إلى القاعدة الأساسية السليمة التي يسير عليها الوسط الفني، وهي أن الأمر شورى، وأنا أرى أن المؤلف والمخرج والمنتج هم أساس العمل الفني، ولا يمكن أن ننكر دور كل منهم، حيث المؤلف والمخرج أصحاب الاختيار، ويأتي بعد ذلك دور المنتج الذي ينفذ التعاقد، على أن يتم التعاقد وتحديد الأجر على أساس نظرية العرض والطلب، وفي حال فشل التعاقد مع النجم المختار، يتم اختيار بدائل من قبل المخرج».
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة