فحص عين مريض بكورونا خشية إصابته بالفطر الأسود
فحص عين مريض بكورونا خشية إصابته بالفطر الأسود


تعددت الألوان.. والموت واحد

«كورونا» برئ من «الفطر الأسود».. والكورتيزون متهم

حازم بدر

الثلاثاء، 01 يونيو 2021 - 08:50 م

 رغم  مضى أكثر من عام على بداية جائحة فيروس كورونا،  إلا أن هذه الجائحة أصبحت مرتبطة فى الفترة الأخيرة بحدوث الإصابة بالفطر الأسود ثم الأبيض وأخيرا الأصفر، حتى صار هناك اعتقاد خاطئ بأن هذه الفطريات وليدة الجائحة.

والفطر الأسود عدوى تسببها فطريات من رتبة العفنيات الموجودة فى التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق المتعفنة، أما الفطر الأبيض، والمعروف بـ "داء المبيضات"، فهو عدوى يسببها فطر "المبيضة البيضاء" بشكل خاص أو أى فطر من عائلة جنس المبيضات السفيديات، بينما يحدث الفطر الأصفر بسبب استنشاق نوع من العفن يسمى (mycometes).

وبشكل عام، فإن الفطريات سواء كانت سوداء أو بيضاء أو صفراء أو حتى أى لون آخر، توجد فى الهواء الذى نتنفسه وفى البيئة من حولنا، وتعيش فى البيئة الرطبة والدافئة، حيث تحتاج إلى درجة حرارة ما بين 25 و30 درجة، وتفيد الرطوبة فى نموها.

وبينما كانت معدلات الإصابة المعتادة بها (شخصان من كل مليون شخص)، حدثت زيادة ملحوظة فى أعداد الإصابات عالميا، وتم تسجيل أغلبها بين مرضى (كوفيد −19)، الأمر الذى دفع البعض إلى ايجاد ارتباط سببى بينها وبين فيروس كورونا المستجد، وهو ما ينفيه الدكتور أحمد سالمان، مدرس علم المناعة واللقاحات بمعهد جينر بجامعة أكسفورد، والباحث المشارك فى تطوير لقاح (أكسفورد − إسترازينكا). 

 د. أحمد سالمان 

ويقول سالمان فى تصريحات خاصة لـ "الأخبار": الإصابة بالفطريات هى عدوى ثانوية ليس لها علاقة سببية بفيروس كورونا، ولكن تحدث نتيجة الأدوية المثبطة لجهاز المناعة التى يأخذها المرضى".

ويحصل مرضى كورونا على "الكورتيزون" وغيره من الأدوية المثبطة لجهاز المناعة، لمنع المرضى من الدخول فيما يسمى بـ(عاصفة السيتوكين)، والتى تعرف بأنها ∩رد فعل مناعى مفرط  يتسبب فى مهاجمة الجسم لنفسه∪.

والطبيعى أن جزيئات ذات إشارات كيميائية تسمى (السيتوكينات)، تقوم  بتوجيه استجابة مناعية صحية، عن طريق إخبار الخلايا المناعية لمهاجمة الجزيئات الفيروسية فى الجسم، ولكن فى بعض الحالات غير الطبيعية لا تكتفى تلك الخلايا المناعية بمهاجمة الفيروسات الغازية، لتقوم بمهاجمة الجسم نفسه.

 والأدوية التى تحتوى على نسبة من الكورتيزون هى أحد الأسلحة المستخدمة لمنع الدخول فى هذه الحالة من رد الفعل المناعى المفرط، ولكن عند الإفراط فى استخدامها، لاسيما فى الحالات المتأخرة من مرضى (كوفيد −19)، يتسبب ذلك فى ضعف جهاز المناعة، ممما يجعل المريض عرضة للعدوى الثانوية بالفطريات، كما يؤكد سالمان.

ويضيف:"وبينما كان معدل الإصابة شخصين من كل مليون، وكان هذان الشخصان غالبا من المرضى المصابين بأمراض تثبط جهاز المناعة مثل: السرطان والإيدز، ساعدت أدوية الكورتيزون التى تعطى لمرضى كورونا فى زيادة النسبة∪.

وبالإضافة إلى أدوية الكورتيزون، يشير سالمان إلى أن الإفراط فى أدوية أخرى يساعد على ظهور عدوى الفطريات، مثل: المضادات الحيوية، وتلك التى تحتوى على نسبة عالية من معدن الزنك.

ويقول: " الإفراط فى تناول المضادات الحيوية يتسبب فى قتل البكتيريا المفيدة للجسم، مما يقضى على التنافس على الغذاء داخل الجسم بينها وبين الفطريات المرضية، لصالح الفطريات، التى تتمكن من الجسم فى غياب البكتيريا المفيدة، أما الزنك فقد أشارت بعض الدراسات التى أجريت مؤخرا إلى انه من المعادن المفضلة للفطريات".

ويخلص سالمان من ذلك، إلى أهمية أن يتم تناول هذه الأدوية بحساب وتحت إشراف طبي، مطالبا بضرورة إيجاد حل لمشكلة صرف المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية فى الصيدليات دون وجود روشتة.

ويضيف: "إذا لم نضع حدا لهذه المشكلة، فلن يضر الشخص الذى يحصل على الأدوية نفسه فقط، ولكن سيضر مجتمعه بظهور أمراض لم تكن موجودة من قبل".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة