صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لإصلاح 100 عام من التجاهل.. جو بايدن يزور تولسا

أ ف ب

الأربعاء، 02 يونيو 2021 - 02:57 م

أمام مبنى من الطوب حضر إليه جو بايدن لترؤس إحياء الذكرى التاريخية لمذبحة عنصرية حدثت في هذا المكان في 1921، تشارك الأميركيون السود في تولسا الأمل بأن تكشف تلك المأساة التي تم تجاهلها لفترة طويلة، بكل تفاصيلها.

اقرأ أيضًا: بايدن: لن نسمح لروسيا بـ«انتهاك» حقوق الإنسان

من الرصيف المقابل، كانوا يأملون في رؤية الرئيس الديمقراطي الذي دخل سرا إلى الجانب الآخر من المبنى. لكنه هنا ومن أجل سكان مدينة أوكلاهوما، هذا كل ما يهم.

وقالت بيتي أندرسون البالغة 70 عاما "هذا أمر مذهل!" معبرة عن سعادتها لأن الأميركيين "أصبحوا يعلمون أخيرا ما حدث هنا وهو أمر تم إخفاؤه لفترة طويلة".

وأضافت "إنه جرح ما زال يسبب ألما".

وجو بايدن هو أول رئيس أميركي يأتي لإحياء ذكرى مجزرة تولسا التي دمر خلالها رجال بيض، قبل قرن، حيّ غرينوود الملقب "بلاك وول ستريت" لازدهاره الاقتصادي.

ووقعت تلك المجزرة بتواطؤ مع الشرطة المحلية بعد توترات نجمت عن توقيف ماسح أحذية أسود بتهمة الاعتداء على امرأة بيضاء.

أعمال شغب

أسفرت الأعمال الوحشية عن مقتل ما يصل إلى 300 شخص وشرّدت 10 آلاف شخص ودمر خلالها معظم المباني، وبالتالي النشاط الاقتصادي في هذا الحي.

لم تتم إدانة أي شخص ورفضت شركات التأمين، بمزاعم أنها كانت أعمال شغب، دفع تعويضات لضحايا المأساة.

وصاحت امرأة وسط الحشد "قبل عشرين عاما، لم يكن أحد يقول إنها مجزرة، كان الناس يقولون إنها أعمال شغب!" ما أثار تصفيق الحضور.

وهذه المأساة التي تم تجاهلها لفترة طويلة حتى من قبل بعض الأميركيين الأفارقة المولودين في تولسا، لم تدّرس في المدارس.

والثلاثاء، صرح جو بايدن بأنه جاء "لكسر حاجز الصمت" معترفا بأنه "كان هناك جهد واضح لمحوها من ذاكرتنا".

وقال الرئيس الديمقراطي أمام حشد من المدعوين من بينهم ناجون من المجزرة "من الآن وصاعدا سيكون مصيركم معروفا من الجميع".

حتى اليوم، لم يتمكن حي جرينوود فعلا من تضميد جراحه. وقالت كوليس وهي فتاة تبلغ 13 عاما ولدتفي تولسا "أثر ذلك حتى على نظرتنا نحن السود للبيض".

إلى جانبها، أِشارت جدتها سيليستين بولك البالغة 63 عاما إلى ذاكرة والديها مثالا. وقالت "جعلهما ذلك يشعران بسخط تجاه البيض، لا سيما والدي، لأنه كان يعرف كيف كانت الأمور في السابق". 

واضافت المراهقة "لكن الأمر ليس كما لو كان بإمكاننا العودة وتغيير ما حدث، علينا أن نتعايش معه"، وهي تعتقد أن "الناس قد يشعرون بتحسن إذا رأوا أن الحكومة تولي المجزرة اهتماما".

وقرب كشك يبيع قمصانا تخلد ذكرى المجزرة، يرى أنتوني هوتون أن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت من أجل تضميد جراح أقرانه. وقال إن زيارة الرئيس "لفتة جميلة" لكنها ليست كافية.

وروى هذا المهندس أنه لا يستطيع العثور على عمل قرب منزله، وأسف لأن الأميركيين من أصل إفريقي في تولسا ما زالوا عرضة للتمييز.

وتابع "نريد فرصا اقتصادية مثل كل الأماكن الأخرى. لقد سئمنا التحدث والتظاهر، نريد نتائج".
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة