إبراهيم أبوكيلة
إبراهيم أبوكيلة


شهريار

شهريار السوشيال ميديا.. !

الأخبار

الأربعاء، 02 يونيو 2021 - 07:37 م

بقلم: إبراهيم أبوكيلة

لو أن شهريار عاش فى زمن النت.. لكان قتل شهرزاد فى صبيحة اليوم التالى لدخوله بها.. لأنه لن يكون فى حاجة إليها لأن تكمل له الحكاية مهما صاحت ديكة المملكة كلها وأدركهما الصباح.. فقد كان ببساطة سيبحث عن تكملة الحكاية على جوجل.. ويجد بدل النهاية.. ألف نهاية ونهاية.. ولم يشغلنا طوال سنوات طفولتنا بجانبه هو وشهرزاد لننتظر باقى الحكاية.

ولم يكن شهريار ليحتاج جهود وزيره الأكبر.. للبحث له عن فتاة بكر يوميا.. ليتزوجها ليلا ويقتلها صباحا.. فقط يكفيه الدخول على مواقع التعارف والتواصل الاجتماعى.. ليختار ما يحلو له من غادات فاتنات.

عشنا طفولتنا ننتظر شهر رمضان من كل عام لتكمل لنا شهرزاد حكاياتها ولياليها.. ويتخيل كل منا نفسه شهريار ـ فيما يخص تتمة الحكاية فقط وليس فى الزواج من بكر كل يوم ـ ولكن كان الديك يقطع علينا استغراقنا فى متابعة الأحداث معلنا حلول العشاء ـ وقت إذاعة المسلسل ـ وليس الفجر.. وكانت شهرزادنا الفنانة زوزو نبيل.. تفاجئنا بصوتها الرخيم «مولاى».. لقد أدركهم الصباح.. بينما نحن الأطفال أدركنا النوم.

الغريب أنه عندما بلغت الرشد.. واقتنيت مجلدات ألف ليلة وليلة.. لم يكن لدىّ الشغف لقراءتها.. كذلك الشغف الذى كان يجعلنا مشدودين لمتابعة المسلسل وسماع أذان الديك وكلمة «مولاى» التى تنطقها المرحومة زوزو نبيل بدلال وأنوثة.

والحقيقة أننا فعلا فى تلك الأيام ـ أيام طفولتنا ـ فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى.. عشنا ليالى شهريار وشهرزاد المخملية.. ومنذ الثمانينيات وحتى الآن تغيرت الحياة بشكل متسارع وأصبحت أكثر قسوة.. بعد تغلب المادية والجشع على النفوس.. وتغير جينات الشخصية المصرية.. وتبدل القيم وتلاشى العادات والتقاليد وموت النخوة والمروءة.

الله يرحم شهريار وأخاه شاه زمان.. وشهرزاد وأختها دينار زاد.. ويرحمنا ويرحم أمواتنا جميعا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة